محمود عباس يدعو الحكومة البريطانية إلى تصحيح الخطأ المتمثل بوعد بلفور
آخر تحديث GMT 05:19:09
 فلسطين اليوم -

طالبها في مقالة له بالاعتراف بدولة فلسطين على حدود عام 1967

محمود عباس يدعو الحكومة البريطانية إلى تصحيح الخطأ المتمثل بوعد بلفور

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - محمود عباس يدعو الحكومة البريطانية إلى تصحيح الخطأ المتمثل بوعد بلفور

الرئيس الفلسطيني محمود عباس
لندن - سليم كرم

طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس الحكومة البريطانية بأن "تغتنم الذكرى المئوية وعد بلفور التي تصادف اليوم الخميس في 2 تشرين الثاني/نوفمبر، وتقوم بتصحيح الخطأ التاريخي الذي ارتكبته بحق الشعب الفلسطيني ، حين قامت الميليشيات الصهيونية عام 1948 بطرد ما يقارب من مليون رجل وامرأة وطفل قسرا من وطنهم وارتكبت مجازر مروعة ودمرت مئات القرى في هذه العملية". جاء ذلك في مقالة نشرتها له صحيفة "الغارديان" البريطانية مع حلول الذكرى الـ100 لـ "وعد بلفور".
وفي ما يلي نص المقالة:

"لا يعرف الكثير من البريطانيين آرثر جيمس بلفور الذي شغل منصب رئيس الوزراء في أوائل القرن العشرين، ولكن اسمه مألوف جدا لـ 12 مليون فلسطيني. وفي الذكرى المئوية لوعد بلفور، يتوجب على الحكومة البريطانية أن تغتنم الفرصة وتقوم بتصحيح الخطأ التاريخي الذي ارتكبته بحق شعبنا الفلسطيني. "

وأضاف عباس: "في مكتبه في لندن، بتاريخ 2 نوفمبر/تشرين الثاني 1917، وقّع السير آرثر جيمس بلفور رسالة يعد بها المنظمة الصهيونية بإقامة وطن قومي لهم على أرض فلسطين. لقد تعهد بلفور بمنح أرض فلسطين التي لم تكن له، متجاهلا الحقوق السياسية لشعبنا الذي عاش على هذه الأرض منذ آلاف السنين. وبالنسبة للشعب الفلسطيني، أبناء شعبي، فقد كانت الأحداث التي سببتها هذه الرسالة مدمرة وتركت آثارا بعيدة المدى على شعبنا".

وتابع الرئيس الفلسطيني يقول: "لقد خلقت السياسة البريطانية الداعمة للهجرة اليهودية إلى فلسطين مقابل تنكرها للحق العربي الفلسطيني في تقرير المصير توترات شديدة بين المهاجرين اليهود الأوروبيين والسكان الفلسطينيين الأصليين. وعانت فلسطين، التي أصبحت البند الأخير على جدول أعمال إنهاء الاستعمار، وعانينا نحن شعب فلسطين الذين نسعى إلى الحصول على حقنا غير القابل للتصرف في تقرير المصير من أكبر نكبة عرفها التاريخ المعاصر. ففي عام 1948 قامت الميليشيات الصهيونية بطرد ما يقارب من مليون رجل وامرأة وطفل قسرا من وطنهم وارتكبت مجازر مروعة ودمرت مئات القرى في هذه العملية. لقد كان عمري 13 عاماً حين طردنا قسراً من صفد. وفيما تحتفل إسرائيل بتأسيس دولتها، نحيي نحن الفلسطينيين ذكرى مرور أحلك يوم في تاريخنا".

وأكد عباس أن "وعد بلفور ليس واقعة يمكن نسيانها، حيث يبلغ عدد أبناء شعبي اليوم أكثر من 12 مليون نسمة متفرقين في جميع أنحاء العالم، أجبر بعضهم للخروج بالقوة من وطنهم في عام 1948، وما زال أكثر من 6 ملايين فلسطيني يعيش في المنفى حتى يومنا هذا. ويبلغ عدد الذين تمكنوا من البقاء في منازلهم 1.75 مليون نسمة يعيشون اليوم في ظل نظام تمييز ممنهج في دولة إسرائيل.
 
ويعيش نحو 2.9 مليون فلسطيني في الضفة الغربية في ظل احتلال عسكري وحشي تحول إلى استعمار، منهم 000 300 من سكان القدس الأصليين الذين لا زالوا يقاومون سياسات الاحتلال الإسرائيلية التي تعمل على ترحيلهم قسرا من مدينتهم، بينما يعيش مليوني فلسطيني في قطاع غزة، السجن المفتوح الذي يدمر بشكل منتظم من قبل الآلة العسكرية الإسرائيلية".

وأضاف أن "وعد بلفور ليس مناسبة للاحتفال، خاصة في الوقت الذي لا يزال فيه أحد الطرفين يظلم ويعاني بسبب هذا الوعد. فقد أدى إنشاء وطن لأشخاص آخرين إلى تشريد شعب آخر واستمرار اضطهاده ولا يمكن المقارنة بين المحتل والشعب القابع تحت الاحتلال، ويتوجب معالجة هذا الخلل الذي تتحمل فيه بريطانيا قدرا كبيرا من المسؤولية، ويجب أن تقام الاحتفالات في اليوم الذي يحظى فيه جميع من على هذه الأرض بالحرية والكرامة والمساواة".

وأشار عباس الى أن "القيام بالتوقيع على وعد بلفور هو فعل حصل في الماضي – وهو أمر لا يمكن تغييره - ولكنه أمر يجب  تصحيحه وهذا يتطلب التواضع والشجاعة، ويتطلب تقبل الماضي، والاعتراف بالأخطاء واتخاذ خطوات ملموسة لتصحيح تلك الأخطاء. وإنني في هذا السياق أحيي شجاعة الشعب البريطاني الذي يدعو حكومته إلى اتخاذ مثل هذه الخطوات: فقد صوت 274 نائبا برلمانيا لصالح الاعتراف بدولة فلسطين، وطالب الآلاف من البريطانيين حكومتهم بالاعتذار عن وعد بلفور، وخرجت العديد من مجموعات التضامن والمجتمع المدني إلى الشوارع  نصرة لحقوق شعبنا بلا كلل أو ملل".

وقال: "على الرغم من الويلات التي عانينا منها في القرن الماضي، لا يزال أبناء الشعب الفلسطيني صامدين، فنحن شعب فخور بتراثه الغني وحضاراته القديمة وبكون فلسطين مهد الأديان السماوية الثلاث. وقد تكيفنا على مرَ السنين مع الوقائع من حولنا – والتي سببتها سلسلة من الأحداث التي بدأت في عام 1917- وقدمنا تنازلات مؤلمة وكبيرة من أجل السلام، بدءا بقبول قيام دولة  فلسطينية على 22٪ فقط من وطننا التاريخي، والاعتراف بدولة إسرائيل دون الحصول على أي اعتراف مماثل حتى يومنا هذا. وتبنينا حل الدولتين على مدى السنوات الثلاثين الماضية، والذي بات تحقيقه مستحيلا مع مرور الوقت. فطالما استمرت إسرائيل بالتمتع بالحصانة والمكافآت التي يمنحها إياها المجتمع الدولي بدلا من مساءلتها عن انتهاكاتها المتواصلة لمبادئ القانون الدولي، فلن يشكل ذلك حافزا لها لإنهاء احتلالها، وهذه الرؤية هي رؤية قصيرة النظر حتما".

وأضاف عباس: "يجب على إسرائيل وأصدقاء إسرائيل أن يدركوا جيداً أن حل الدولتين قد ينتهي تماما، إلا أن الشعب الفلسطيني باق هنا، وسيواصل سعيه من أجل استرداد حريته، سواء كان ذلك من خلال حل الدولتين أو من خلال النضال من أجل الحصول على حقوق متساوية لكل من يعيش في فلسطين التاريخية".

وختم بالقول: "لقد آن الأوان للحكومة البريطانية بالقيام بدورها المنوط بها،  فاتخاذ خطوات ملموسة تهدف إلى إنهاء الاحتلال على أساس القانون الدولي والقرارات الدولية، بما في ذلك قرار مجلس الأمن الأخير رقم 2334، والاعتراف بدولة فلسطين على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، من شأنها أن تدفع نحو إحقاق الحقوق السياسية للشعب الفلسطيني، وإن رفع الظلم عن أبناء الشعب الفلسطيني والانتصاف لحقوقه المشروعة سيساهم بلا شك في تحقيق سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط - من أجل الفلسطينيين والإسرائيليين وباقي دول المنطقة على حد سواء" .

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محمود عباس يدعو الحكومة البريطانية إلى تصحيح الخطأ المتمثل بوعد بلفور محمود عباس يدعو الحكومة البريطانية إلى تصحيح الخطأ المتمثل بوعد بلفور



هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 10:32 2024 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

ليدي غاغا تتألّق في حفل جوائز الأوسكار 2023

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 22:58 2017 الإثنين ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة توقف ثلاثة متهمين بالسرقة في محافظة قلقيلية

GMT 20:38 2016 السبت ,23 كانون الثاني / يناير

عمدة نيوريورك يدرس فرض حظر سفر بسبب العاصفة الثلجية

GMT 06:23 2014 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الإعصار "نوري" يقترب من جزر يابانية قبالة طوكيو الخميس

GMT 08:28 2017 الأربعاء ,03 أيار / مايو

تناول الجمبري لتجنب الزيادة في الوزن

GMT 20:53 2017 الخميس ,15 حزيران / يونيو

وصفات لتغذية البشرة وإزالة النمش

GMT 17:38 2016 الثلاثاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

محمود زقوت مدربًا لفريق "غزة" الرياضي خلفًا لرأفت خليفة

GMT 09:13 2016 الأربعاء ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

الإنسان يستطيع أن يكشف الثعابين أينما وجدت

GMT 05:35 2017 الإثنين ,23 كانون الثاني / يناير

كيندال جينر تبدو مثيرة في ملابس شبه عارية

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على الوجّه الآخر "الجدة" إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday