واشنطن يوسف مكي
قرَّرت الأمم المتحدة تعليق المساعدات الإنسانية التي تقوم بإرسالها إلى سورية، بسبب القصف الذي تعرضت له إحدى قوافلها في مدينة حلب. وكان الهجوم، الذي استهدف قافلة تحمل إمدادات غذائية ودوائية متجهة إلى المناطق التي يسيطر عليها المعارضة في حلب، قد وقع مساء الاثنين، وذلك في الوقت الذي أعلن فيه الجيش السوري انتهاء اتفاقية وقف إطلاق النار.
وأدى هذا الهجوم إلى مقتل رئيس فرع الهلال الأحمر السوري، عمر بركة بالاضافة إلى 12 شخصًا اخر على الاقل، ولكن قال مسؤولون في الأمم المتحدة في جنيف ان عدد القتلى غير معلوم حتى الآن.
واشار منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، ستيفن أوبراين الى أن الهجوم يعد بمثابة "جريمة حرب إذا تم العثور على ادلة تشير إلى تعمد استهداف عمال الإغاثة"، داعياً إلى إجراء تحقيق مستقل.
وقال شهود عيان إن الغارات الجوية ضربت القافلة اثناء تفريغ العمال للمساعدات، مضيفين أن الغارات استهدفت ايضاً عمال الانقاذ الذين وصلوا للمساعدة.
وأكد مسؤولون في الأمم المتحدة أنه تم تدمير 18 شاحنة من بين 31 شاحنة كانت ضمن القافلة، مشيرين الى أن الشاحنات كانت تحمل دقيق القمح وتسعة أطنان من الأدوية والملابس لحوالي 78,000 شخص. فيما قال المتحدث باسم الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، بينوا كاربنتر أنه تم تدمير مستشفى ايضاً.
وتعاني قوافل المساعدات من هجمات القناصة والقصف منذ بدأ الصراع السوري، ولكن يُعتقد أن الهجوم الأخير يعد الأول الذي يتم بواسطة غارات جوية.
والهجوم على القافلة يعد أقوى مؤشر للانهيار التدريجي لاتفاقية وقف إطلاق النار التي تم اعلانها من قبل روسيا والولايات المتحدة، والتي تهدف إلى استئناف محادثات السلام لانهاء الصراع في سوريا.
ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، جون كيربي الهجوم بأنه "انتهاك فاضح" للاتفاقية، ولكن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري أعلن الثلاثاء أن اتفاقية وقف إطلاق النار "لم تمت". وكان كيري قد التقى مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف ودبلوماسيين اخرين في نيويورك صباح الثلاثاء، وذلك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وندَّد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون في كلمته الافتتاحية أمام الجمعية العامة يوم الثلاثاء بالقصف الذي استهدف القافلة، حيث قال: "عمال الإغاثة الذين قاموا بتقديم المساعدات كانوا أبطالاً، وأولئك الذين قصفوهم كانوا جبناء".
أرسل تعليقك