دمشق ـ نور خوام
تواصلت التوترات العسكرية بين هيئة "تحرير الشام" من جهة، وحركة "نور الدين الزنكي" من جهة أخرى، في مناطق التماس بينهما في ريف حلب الغربي، وذلك على خلفية اغتيال قيادي في تنظيم “القاعدة العالمي” والذي عمل في هيئة تحرير الشام، وهو أبو أيمن المصري، وذلك بإطلاق النار على سيارته خلال مروره على حاجز للزنكي في منطقة الهوتة قرب بلدة عنجارة في ريف حلب الغربي قبل أيام.
ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان توحّد كل من حركة نور الدين الزنكي وحركة أحرار الشام الإسلامية تحت مسمى “جبهة تحرير سورية”، فيما أكدت المصادر الموثوقة أن الاتحاد هذا يهدف إلى التكتل ضد أي تحرك عسكري من قبل هيئة تحرير الشام ضد حركة نور الدين الزنكي، بعد التوترات والاستنفارات التي شهدتها مناطق تحرير الشام ومحاور التماس مع الحركة.
وكان المرصد السوري قد نشر يوم السبت، ما رصده من توتر في ريف حلب الغربي بين اثنين من كبرى الفصائل العاملة في المنطقة، على خلفية قيام دورية لحركة نور الدين الزنكي بإطلاق النار على سيارة لعدم توقفها على الحاجز بعد منتصف ليل الخميس – الجمعة، ليتبيّن بعدها أن بداخلها قيادي من هيئة تحرير الشام من جنسية عربية برفقة زوجته، حيث قضى القيادي الذي يشغل منصب “مسؤول التعليم في إدارة شؤون المهجرين” وشغل مناصب عسكرية منها الإشراف على تدريب المنضمين لصفوف الهيئة، فيما لا تزال زوجته تعاني من جراح خطرة أصيبت بها.
وأكدت أن القيادي أبو أيمن المصري هو من الجنسية المصرية، ومن قيادات تنظيم القاعدة العالمي، فيما يُشار إلى أن عدة كتائب وألوية عاملة في ريف حلب الغربي وريف إدلب الشمالي المتاخم لريف حلب الغربي، أعلنت قبل نحو شهر، اندماجها مع حركة نور الدين الزنكي القوة الأكبر في الريف الغربي الحلبي، حيث رصد المرصد السوري اندماج كتائب "ثوار الشام" ولواء "بيارق الإسلام" وكتيبة "أنصار الدين" وكتيبة "أبو الحسن" وكتيبة "الشيخ عثمان"، مع حركة نور الدين الزنكي وذلك عبر بيانات للفصائل أنفة الذكر، كذلك كانت المنطقة هذه في ريفي إدلب وحلب شهدت في وقت سابق اقتتالًا عنيفًا بين هيئة تحرير الشام وحركة نور الدين الزنكي والذي خلف عشرات القتلى من الطرفين.
وفي محافظة دمشق سُمع دوي انفجارات، ناجمة عن سقوط قذائف على منطقة باب شرقي بأطراف دمشق القديمة، وأماكن أخرى في منطقة العمارة، قُضى على إثرها شخص وأصيب آخر بجراح، في حين كانت قذائف استهدفت قبل ساعات مناطق في ضاحية الأسد، الواقعة في شرق دمشق، ما أدى لأضرار مادية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية، ليرتفع إلى 96 شخصًا على الأقل بينهم 13 طفلًا و12 مواطنة، عدد من استشهدوا وقضوا جراء سقوط هذه القذائف منذ بدء التصعيد على العاصمة دمشق وضواحيها، في الـ 16 من تشرين الثاني / نوفمبر، كما وثّق المرصد أكثر من 499 شخصًا ممن أصيبوا وجرحوا في هذه الاستهدافات اليومية خلال أكثر من 3 أشهر متتالية، من ضمنهم عشرات الأطفال والمواطنات، وبعضهم تعرض لجراح بليغة وإعاقات دائمة، كذلك رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان استمرار الحالة الصحية السيئة لبعض المصابين، ما يرشح عدد من استشهد وقضى للارتفاع.
ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان قصفًا من قبل القوات الحكومية السورية طال مناطق في مدينة جسر الشغور وأطرافها، والواقعة في قطاع إدلب الغربي، دون ورود معلومات عن تسبب القصف بسقوط إصابات إلى الآن، في حين شهدت مناطق بمدينة درعا، عمليات قصف متجدد من قبل القوات الحكومية السورية، طالت مناطق في أحياء درعا البلد، حيث استهدفت بعدة قذائف أماكن في المنطقة، كما استهدفت القوات الحكومية السورية أماكن في بلدة النعيمة الواقعة في الريف الشرقي، ما تسبب بأضرار مادية، في حين لم ترد معلومات عن سقوط خسائر بشرية
وتعرضت أماكن في بلدة حربنفسه في الريف الجنوبي لحماة، لقصف من القوات الحكومية السورية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية، في حين استهدفت القوات الحكومية السورية بعدة قذائف مناطق في بلدة اللطامنة، بالريف الحموي الشمالي، كما قصفت القوات الحكومية السورية مناطق في قرية الأربعين، الواقعة في الريف ذاتها، ما تسبب بأضرار مادية، دون ورود معلومات عن إصابات، بينما سمُع دوي انفجارات مجددًا في الريف الشمالي لحمص، ناجمة عن عمليات قصف من قبل القوات الحكومية السورية، استهدف أماكن في منطقة الحولة، ما تسبب بوقوع أضرار مادية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية
تواصل أعداد الخسائر البشرية في غوطة دمشق المحاصرة ارتفاعها، نتيجة عمليات القصف المدفعي والصاروخي المكثف من قبل القوات الحكومية السورية على مدن وبلدات فيها، حيث ارتفع إلى 15 على الأقل بينهم مواطنتان و5 أطفال عدد المدنيين الذين وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان استشهادهم جراء القصف من قبل طائرات حربية على بلدة المحمدية وبلدة أوتايا ومنطقة الأشعري، وقصف صاروخي على بلدة مسرابا وعلى مدينة سقبا، وعدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب وجود نحو 75 جريحًا بعضهم لا تزال جراحهم خطرة، فيما عاد الهدوء ليسود غوطة دمشق الشرقية في أعقاب استهداف غوطة دمشق الشرقية خلال أقل من ساعتين بنحو 270 صاروخًا استهدف مدن وبلدات دوما وسقبا وحمورية وكفربطنا وجسرين ومسرابا ومناطق أخرى في الغوطة الشرقية.
ويُعد هذا القصف بمثابة قصف تمهيدي تمهيدًا لبدء عملية عسكرية من قبل القوات الحكومية السورية بقيادة العميد في القوات الحكومية السورية سهيل الحسن الملقب بـ “النمر”، فيما نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان الأحد، أن الهدوء في الغوطة الشرقية، يتزامن مع استمرار المباحثات حولها، بغية التوصل لاتفاق بين الفصائل العاملة في المنطقة والمشرفة عليها، وبين سلطات النظام عبر وساطة روسية، فيما تجري المباحثات مع تحشدات مستمرة في محيط الغوطة المحاصرة، وذلك من قبل القوات الحكومية السورية وحلفائها، بغية تنفيذ عملية عسكرية واسعة تهدف للسيطرة على غوطة دمشق الشرقية، بقيادة العميد في القوات الحكومية السورية سهيل الحسن، المعروف بلقب “النمر”، والذي قاد معارك طرد تنظيم “داعش” من حلب والبادية السورية وغرب الفرات، وخاض معارك سابقة ضد الفصائل المقاتلة والإسلامية، كما أن المرصد السوري لحقوق الإنسان حصل على معلومات من عدد من المصادر الموثوقة، تفيد أنه في حال فشل المباحثات والمفاوضات هذه لإحقاق “مصالحة” في الغوطة الشرقية، فإنه سيجري استقدام نحو 8 آلاف جندي من القوات الصينية للمشاركة في العمليات العسكرية في ريف دمشق، بغية السيطرة على الغوطة الشرقية، وتأمين محيط العاصمة دمشق، حيث أن استقدام الجنود الصينيين مقرون بفضل المفاوضات حول الغوطة الشرقية، ويشار إلى أن القوات الروسية شاركت بشكل رسمي في الـ 30 من أيلول / سبتمبر من العام 2015 إلى جانب القوات الحكومية السورية جوًا وبرًا، فيما دخلت القوات التركية بشكل رسمي إلى سورية في الـ 24 من آب / أغسطس من العام الفائت 2016، في حين دخلت قوات التحالف الدولي وشاركت في العمليات العسكرية في سورية بشكل رسمي في الـ 23 من أيلول / سبتمبر من العام 2014.
تجدد القصف التركي على أماكن في منطقة عفرين الواقعة في القطاع الشمالي الغربي من محافظة حلب، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان عمليات قصف من قبل القوات التركية استهدفت مناطق في ناحية شرا في ريف عفرين، وسط استهدافات طالت عدة مناطق أخرى في ناحيتي راجو وجنديرس، مع استمرار الاشتباكات المتبادلة على محاور في الريف الغربي لعفرين، بين القوات التركية والفصائل المقاتلة والإسلامية من طرف، ووحدات حماية الشعب الكردي وقوات الدفاع الذاتي من طرف آخر، على محاور في ناحيتي راجو وجنديرس في محاولة متجددة من قبل القوات التركية تحقيق مزيد من التقدم قبيل تطبيق اتفاق القوات الكردية مع القوات الحكومية السورية
وكان المرصد قد وثّق سقوط مزيد من الخسائر البشرية، والتي تسببت في ارتفاع أعداد من قضوا وقتلوا منذ بدء عملية “غصن الزيتون”، التي تهدف من خلالها القوات التركية للسيطرة على منطقة عفرين، حيث وثق 10 على الأقل من القوات التركية والفصائل السورية المعارضة المساندة لها خلال الاستهدافات والاشتباكات في منطقة عفرين الإثنين، ليرتفع إلى 238 عدد عناصر عملية “غصن الزيتون” الذين قضوا وقتلوا منذ الـ 20 من يناير/كانون الثاني الفائت، بينهم هم 37 قتيلًا من جنود القوات التركية، فيما ارتفع إلى 197 عدد مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي وقوات الدفاع الذاتي ممن قضوا في هذه الاشتباكات وعمليات القصف المدفعي والجوي والاستهدافات، بينهم مقاتلان من جنسيات أوروبية، في حين أصيب العشرات من المقاتلين بجراح متفاوتة الخطورة، ما قد يرشح عدد من قضوا وقتلوا للارتفاع لوجود جرحى بحالات خطرة.
يُذكر أن المرصد السوري لحقوق الإنسان كان قد نشر خلال الساعات الفائتة أنه جرى التوصل لاتفاق بين وحدات حماية الشعب الكردي والقوات الحكومية السورية إلى اتفاق يقضي بانتشار عناصر من القوات الحكومية السورية على الحدود بين عفرين وتركيا، وذلك في اتفاق بينهما لمنع التوغل التركي داخل عفرين وإيقاف عملية “غصن الزيتون” التي تهدف للسيطرة على منطقة عفرين وطرد القوات الكردية منها، وأكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أنه لا تزال المباحثات جارية بين الطرفين حول نقاط عالقة بينهما تتعلق بإدارة منطقة عفرين وتواجد الوحدات الكردية بكامل سلاحها في المنطقة.
أرسل تعليقك