موسكو - حسن عمارة
أطلقت روسيا يوم الجمعة في "سيفيرودفينسك" شمالي روسيا، غواصتها الأقوى على الأطلاق والتي قيل أنها قادرة على تفجير أهداف برؤوس حربية نووية على بعد 1500 ميل في الأرض. وسيتم استخدام الغواصة النووية قريبًا وهي حسبما أعلن من فئة "ياسن 885" الجيل الرابع، طراز كازان، والتي كانت قيد البناء منذ عام 2009.
ويقال إن السفينة عالية التقنية هي عودة إلى الحقبة السوفياتية، وسوف تكون قادرة على ضرب الساحل الشرقي لأميركا من وسط المحيط الأطلسي. وذكرت وكالة أنباء "تاس" التى ترعاها الدولة الروسية، انه تم أطلاقها فى حوض "سفماش". وقد امر نائب الرئيس التنفيذي ميخائيل بودنيتشينكو الكابتن الكسندر بيكيتوف بكسر زجاجة من الشمبانيا فوق الهيكل.
وكان من بين الشخصيات البارزة في الحدث، نائب رئيس الوزراء ديمتري روجوزين وقائد البحرية فلاديمير كوروليوف، الذي قال: "إن إطلاق غواصة متقدمة متعددة الأدوار للمشروع المحسن ياسن-ام هو حدث كبير لجميع أنحاء روسيا، وقواتها المسلحة والبحرية. ونحن نعمل معًا على الخطة التي وافقت عليها الحكومة. وأضاف:"نحن في عملية إنشاء مجموعة غواصات قادرة على التعامل مع البعثات في جميع أنحاء العالم والحفاظ على أمن روسيا."
وقد تم بناء الجيل الجديد من "كازان" في أحواض بناء السفن "سيفماش" وسيتم تسليمها إلى أسطول الشمال الروسي في عام 2018. وبحلول عام 2023 ستكون هناك سبع منها في الخدمة الفعلية. يذكر أن الجيل الرابع الذي تم أطلاقه حديثا سيعزز الأسطول الحالي فى البحر الأسود بنسبة تزيد عن 50 فى المائة.
وتمتلك روسيا أسطولًا في البحر الأسود يضم ما لا يقل عن عشر سفن برئاسة سفينة "سلافا" الحربية في مياه شرق البحر الأبيض المتوسط، والتي توفر لوجستيات ومظلة للدفاع الجوي فوق منطقتي اللاذقية وطرطوس.
وتشمل غواصة كهربائية تعمل بالديزل تعرف باسم "روستوف" على نهر الدون، والتي أطلقت صواريخ "كاليبر كروز" ضد أهداف بالقرب من مدينة الرقة السورية، عاصمة "داعش" الفعلية في 17 نوفمبر / تشرين الثاني الماضي. وقال قائد البحرية الروسية إن الغواصات الروسية زادت الدوريات القتالية الى المستوى الذي شوهد مؤخرا خلال الحرب الباردة.
وقال الأميرال فلاديمير كوروليوف إن طواقم الغواصات الروسية أنفقت اكثر من 3 الأف يوم على الدوريات العام الماضي، مما يوازي الإيقاع التشغيلي لحقبة الاتحاد السوفياتي. وفي الأسبوع الماضي قال المتحدث باسم الرئيس الروسى فلاديمير بوتين ان العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا قد تكون أكثر عدائية الآن مما كانت عليه خلال الحرب الباردة التي استمرت عقود.
وقال ديمتري بيسكوف الذي استقبله المضيف الأميركي جورج ستيفانوبولوس "اذا كانت الولايات المتحدة وروسيا في حرب باردة جديدة" قد يكون الوضع الحالي أسوأ من ذلك. وكان الجيش الروسي قد مر بأوقات صعبة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991 عندما أجبر على التخلص من العديد من السفن الجديدة نسبيا وإبقاء الباقي في الميناء بسبب نقص الأموال. وقد أعاد الجيش إحياء قوته بفضل برنامج شامل لتحديث الأسلحة وسط توترات مع الغرب بشان أوكرانيا.
وتحدث كوروليوف بعد حضور إطلاق غواصة جديدة من طراز ياسن تعمل بالطاقة النووية تسمى كازان. وأشاد بالسفينة الجديدة باعتبارها الأكثر حداثة في العالم، مؤكدا انخفاض مستوى الضجيج مما يجعل من الصعب تتبعه. وقال في تصريحات تلفزيونية "إنها تمثل طليعة تصميم غواصة نووية".
وتعتزم البحرية تكليف سبع غواصات من طراز ياسن مسلحة بالطوربيدات وصواريخ كروزر طويلة المدى التي اختُبرت للمرة الاولى في المعارك خلال الحملة الروسية في سورية.
أرسل تعليقك