رصدت جهات أمنية في الغرب الليبي، تحركات لعناصر من تنظيم "داعش" على أطراف مدينة سرت الساحلية، الواقعة في وسط الساحل الليبي بين العاصمة وبنغازي، وأثار ذلك مخاوف من أن التنظيم المتطرف يسعى لإعادة التمركز ثانية في المدينة التي تم تحريرها قبل قرابة عامين، مستغلًا حال الاقتتال بين الميليشيات المسلحة في طرابلس.
رصد تحركات لعناصر من "داعش"
وقال الناطق باسم سرية نزع الألغام والمخلفات الحربية التابعة إلى قوة حماية سرت، سالم الأميل، في حديث إلى "الشرق الأوسط"، الخميس، إنه "تم رصد تحركات لعناصر من "داعش"، وتجري ملاحقتهم في الأودية الصحراوية جنوب المدينة".
وأفادت غرفة عملية البنيان المرصوص لمحاربة "داعش" في سرت، بأن قوة الحماية وتأمين سرت زادت منذ ثلاثة أيام من درجة الاستعداد بعد رصدها تحركات يُشتبه أن تكون لتنظيم "داعش" 70 كلم جنوب سرت، مشيرة إلى أن القوة دفعت بدوريات عدة ثابتة ومتحركة، تحسبًا لأي طارئ، كما أن جميع الوحدات العسكرية التابعة إلى القوة موجودة في مواقعها.
التحرك لفلول "داعش" جاء قبل يومين من تنفيذ غارة أميركية على بني وليد
ويأتي هذا التحرك لفلول "داعش" قبل يومين من تنفيذ غارة أميركية على بني وليد، شمال غربي ليبيا، استهدفت أحد قيادات التنظيم، ويدعى وليد بوحريبة الورفلي، وقال الناشط الليبي عبد السلام الظاهر، إن بوحريبة دُفن في مقبرة ببني وليد، ومُنعت أسرته من إقامة العزاء في مسقط رأسه في مدينة سرت، بعد اعتقال شقيقه ووالده، الذي أطلق سراحه لاحقًا.
وقال مصدر أمني لـ"الشرق الأوسط"، إن أجهزة التحري في غرب البلاد تتعقب فلول تنظيم "داعش" على أطراف مدينة سرت، وفي الدروب الصحراوية، مشيرًا إلى تعدد ظاهرة قيام عناصر التنظيم ممن يرتدون زيًا عسكريًا باستيقاف المواطنين في الطرق العامة والجانبية والتعرف على هوياتهم الشخصية، مما تسبب في نشر حالة من الذعر بينهم.
الجماعات الإرهابية تسعى دائمًا إلى استغلال حالة الغياب الأمني في البلاد
وعزا المصدر ظهور عناصر من "داعش" في مناطق جنوب سرت، إلى الاقتتال بين الميليشيات المسلحة في العاصمة، وقال إن الجماعات الإرهابية تسعى دائمًا إلى استغلال الاشتباكات وحالة الغياب الأمني في البلاد، للبحث عن تمركز جديد بعدما طردت منها، ولفت إلى أن التنظيم بات يتمركز بقوة في جنوب البلاد، وعلى الأطراف الصحراوية لليبيا، ويسعى جاهدًا للعودة إلى وسط وغرب البلاد لتنفيذ عمليات انتقامية، منوهًا إلى أن قوات الاستطلاع في اللواء 12 مجحفل التابع إلى القيادة العامة للقوات المسلحة، رصد تحرك مجموعات إرهابية مسلحة قرب براك الشاطئ في سبها والجفرة.
وسبق وتبنى تنظيم داعش الهجوم المسلح الذي استهدف بوابة كعام الأمنية شرق العاصمة طرابلس، نهاية الأسبوع الماضي، وأسفر عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة عشرة آخرين من عناصر الأمن المكلفين بحماية البوابة.
القبض على كل الجناة المتورطين في الهجوم
وقال وزير الداخلية في حكومة الوفاق الوطني، العميد عبد السلام عاشور، إنه تم القبض على كل الجناة المتورطين في الهجوم، وهم جميعًا من ليبيا.
و أعرب الأمين العام للمنظم العربية لحقوق الإنسان في ليبيا، عبد المنعم الزايدي، عن خشيته من أن تؤدي التجاذبات السياسية الخفية للنزاع الدائر في طرابلس، إلى اغتنام الجماعات الإرهابية مثل تنظيم داعش حالة تشظي وهشاشة النظام الأمني في العاصمة لتنفيذ هجمات انغماسية أو أعمال إرهابية تربك المشهد وتعمّق الأزمة السياسية بمجتمع تحكمه الطبيعة القبلية.
اتفاق التعاون القضائي المتعلق بتأمين الحدود
وكان السودان وليبيا وتشاد والنيجر، وقّعوا على اتفاق للتعاون القضائي المتعلق بتأمين الحدود، في الحادي عشر من أغسطس / آب) الجاري، كما اتفقوا على إنشاء مركز للعمليات في العاصمة التشادية أنجامينا لمحاربة الجماعات الإرهابية، ومكافحة التهريب والاتجار بالبشر.
وجاء الاتفاق في اختتام الاجتماع الوزاري الثالث في العاصمة السودانية الخرطوم لتأمين ومراقبة الحدود المشتركة، بمشاركة وزراء الدفاع والداخلية والخارجية ومديري الأجهزة الأمنية.
أرسل تعليقك