غزة – محمد حبيب
يستقبل أهالي قطاع غزة عيد الفطر هذا العام كما هي أعوام الحصار التسعة الماضية، في أجواء جعلت الكثير من المواطنين يجدون أنفسهم خارج خارطة الاحتفال والابتهاج بأجواء العيد ومستلزماته ، وكأنه يحاكي نفسه قائلا : بأيِّ حالٍ عُدت يا عيدُ ؟. فحال لسان معظم المواطنين في محافظات غزة ,بأنه كل عام يأتي العيد ، وشمس غزة تشرق وتغييب ، بلا أفق يكسوه الأمل ، عنوانه .. لا شيء جديدًا. فهي غزة التي أنهكتها الحروب المتتالية , وهزمتها نفوس الساسة العالية، التي لا تبحث الا عن تطلعاتها ، وكأنها تقول للمواطنين البسطاء لا اكثرات , فلا يوجد أمامكم الا الهاوية!. والمواطن الغزِّي يصرخ من تعدد الهموم ، من حصار وبطالة وفقر ومرض وتراكم الديون ، ويسير نحو خطى الأفق المجهول.
وأعلنت وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، اليوم الثلاثاء، أن 80% من السكان في قطاع غزة يعتمدون على المساعدة الانسانية لتلبية احتياجاتهم الأساسية. وقالت الوكالة في تقرير لها: "بينما قدّمت الأونروا في عام 2000 المساعدات الغذائية لحوالي 80,000 لاجئ في قطاع غزة، إلا أنّ هذا الرقم تضاعف ليصل إلى أكثر من 930,000 هذه الأيام، أي حوالي 70% من تعداد اللاجئين وأكثر من 50% من تعداد السكان العام".
وتُمكّن المساعدات الغذائية العينية الأسر الفقيرة من تخصيص مواردهم المحدودة لشراء أصناف ضرورية أخرى مثل الخضار أو اللحم أو القرطاسية لأطفالهم يقول التقرير الأممي.
وأكد التقرير أن الحصار الذي دخل عامه العاشر هذا العام على قطاع غزة، وتكرار دوامات العنف المسلح أدى إلى تقويض قطاع التجارة في غزة، ودفع جزء كبير من السكان إلى حالة الفقر والبؤس.
وحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فإن وقف معدل البطالة في قطاع غزة في الربع الأول من عام 2016 عند نسبة 41.2%، وهذه النسبة لم تتغير عن معدل النسبة العامة في عام 2015 (41.1%)، حيث تعتبر هذه النسبة أعلى من أي مكان في العالم وفقاً للبنك الدولي.
وجاء في التقرير أنه في 24 و 25 يونيو/حزيران الماضي، أي خلال شهر رمضان المبارك، وزّعت الأونروا 9,809 وجبة ساخنة إلى ما مجموعه 26,557 لاجئا فلسطينيا فقيرًا في قطاع غزة بفضل التبرع الكريم من المؤسسة الإماراتية "مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان".
وتصنّف "الأونروا" العائلات المستفيدة بالفقر المدقع، أي الأسر التي يعيش الفرد فيها بأقل من 1.47 دولار يومياً ولا يستطيعون الحصول على وجبات ساخنة بعد صيامهم في رمضان.
ووزّعت "الأونروا" الوجبات الساخنة عبر 20 منظمة مجتمع محلي في مختلف أنحاء قطاع غزة، وقد تمكّن اللاجئون من الحصول على الوجبات الساخنة باستخدام القسائم، حيث احتوت كل قسيمة على الأرز والدجاج، إضافة إلى اللبن والتمر، واستلم المستفيدون الوجبات في مقار المنظمات المشرفة على التوزيع حيث يتسلمها المستفيد ليتشاركها مع أفراد عائلته في المنزل.
من الجدير ذكره، أنّ "مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان" تستمر في دعم اللاجئين الفلسطينيين من خلال "الأونروا".
أرسل تعليقك