قُتل ما لا يقل عن 13 شخصًا وأصيب العشرات فى مدينة "برشلونة" الاسبانية، بعد ان انفجرت سيارة "فان" في شارع سياحى مزدحم. وبعد اكثر من ساعتين من الجريمة الارهابية اعلنت وسائل الاعلام قتل رجل بالرصاص بعد ان كان يقود سيارته عبر حاجز على طريق "فورد فوكوس" وفتح النار مما اسفر عن اصابة اثنين من ضباط الشرطة. وقد أعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن الهجوم. وأفيد أيضا أن شرطة مكافحة الإرهاب الاسبانية ألقت القبض على اثنين من المشتبه فيهم.
ويعتقد أن أحدهم يدعى دريس أوكابير، وهو مواطن كاتالوني في أواخر العشرينات من أصل مغربي، كان قد استأجر في وقت سابق احدى الشاحنات التي استخدمت في الهجوم القاتل. وقالت الشرطة في برشلونة ان المشتبه فيه يعامل "على انه ارهابي". وتظهر الصور والفيديو المروعان مكان الحادث الشرطة المسلحة والمسعفين الذين يسرعون حول "لاس رامبلاس"، وهو متنزه مزدحم فى وسط المدينة، حيث الضحايا فى الشارع. ولم يتضح بعد عدد المهاجمين الذين شاركوا فى الحادث الذى تعامله الشرطة على انه هجوم ارهابى.
وقال رئيس منطقة كاتالونيا الاسبانية، ان الشرطة القت القبض على شخصين في هجوم الشاحنة الذي وقع في منطقة "لاس رامبلاس" الصاخبة في برشلونة. كما اعطى كارلس بويغديمونت عدد الاصابات التي حدثت خلال مؤتمر صحفى قصير. وقال بويغديمونت انه تم تأكيد وفاة 12 شخصًا وتم نقل 80 شخصًا على الاقل الى المستشفى بعد ان اقتحمت الشاحنة رصيفا وانتقلت عبر منطقة مشاة مزدحمة. وكان وزير الداخلية فى المنطقة قد تردد فى وقت سابق ان 13 شخصا لقوا مصرعهم فى الهجوم. وقال عمدة برشلونة "ادا كولو" ان لحظة الصمت ستعقد فى الساحة الرئيسية بالمدينة ظهر اليوم "لإظهار اننا لسنا خائفين ونحن اكثر اتحادا من اي وقت مضى". واكدت الشرطة ان ما لا يقل عن 84 شخصا قد اصيبوا بجروح، حيث قال وزير الداخلية يواكيم فورن انه من الممكن جد" ان يرتفع عدد القتلى بسبب الجروح "الخطيرة للغاية" للضحايا.
وقال الحرس المدني ان الشاحنة التي استخدمت في الهجوم استأجرها اوكابير فى بلدة "سانتا بيربيتوا دي لا موغادا" التي تبعد حوالي 15 ميلا عن طريق البر من مسرح عمليات القتل التي وقعت امس الخميس. وتم العثور على شاحنة ثانية متوقفة في بلدة "فيك" التي تبعد حوالي 50 ميلا شمال برشلونة. وتعتقد الشرطة أنه كان من المفترض أن تستخدم كمركبة تهريب. وقيل ان الشرطة عثرت حاليا على شاحنة نقل ثانية تم استئجارها في نفس الوقت الذي استخدمت فيه السيارة المستخدمة في الهجوم. وقد عثر عليه متوقفا فى بلدة على بعد 50 ميلا شمال برشلونة ويعتقد الضباط ان شخصا ثانيا متورطا فى الهجوم اليوم استخدمها للابتعاد عن العاصمة الكاتالونية. كما ذكرت وسائل الاعلام الاسبانية ان اثنين من المسلحين كانا محاصرين في حانة في وسط مدينة برشلونة واشاروا الى اطلاق نار في المنطقة بيد ان الشرطة رفضت تلك التقارير في وقت لاحق.
وأفاد شهود عيان برؤية أشخاص يهربون ويصرخون بعد وقوع الهجوم الإرهابي. قال شاهد يدعى "أنجل" إنه رأى المهاجم يقترب منه ووصفه بأنه "شاب، يبلغ من العمر 25 سنة كحد أقصى، وذو شعر كستنائي." وصفه آخرون بأنه طويل القامة ويرتدي الأزرق والأبيض. واضاف شهود رأينا الشاحنة التي تمر عبر الناس تسير بسرعة 50 ميلا في الساعة.
كان ستيف غاريت في سوق قريب وحجز في مخبز مع العديد من الآخرين بعد ركض الناس في الداخل. وقال أحد أفراد المجموعة، الذي لجأ إليها، إنه سمع طلقات نارية بعد الحادث. وقال غاريت لل بي بي سي "ان عددا كبيرا جدا من الناس دخلوا منطقة السوق بطريقة كبيرة، وسمعوا الكثير من الصراخ واشار الي ان الهجوم كان يذكره بما حدث في لندن، لذلك كنا قلقين جدا بشأن ما قد يحدث في المستقبل. وقال السيد غاريت "موجة الثانية" من الناس دخلت السوق، تليها الشرطة المسلحة. وقال: "يبدو أنهم كانوا يبحثون عن شخص ما. كانوا يذهبون بعناية فائقة، وبحذر شديد". وافادت الانباء ان الشرطة عثرت على جواز سفر اسبانى داخل الشاحنة.
وقال رئيس الوزراء الاسباني ماريانو راجوي انه على اتصال بجميع خدمات الطوارئ واكد ان الاولوية هى مساعدة المصابين. كما شوهدت الشرطة المسلحة تسرع فى المنطقة بينما طلبت خدمات الطوارئ اقفال محطات مترو ومحطات قطارات فى المدينة. وقال أحد الشهود لـ"سكاي نيوز": "كان الامر مرعبا للغاية. كان من المفاجئ ان الناس ركضوا نحونا، والكل في حالة هستيريا.
وقيل ان قوة الشرطة المحلية تقوم باجلاء المنطقة بما فى ذلك الساحة الرئيسية القريبة "بلازا دي كاتالونيا". واشار التقرير ان وكالة المخابرات المركزية حذرت الشرطة المحلية منذ شهرين من ان رامبلا قد تكون مسرحا لهجوم ارهابي. وقال بيان من الشرطة الكاتالونية "ان ما حدث اصطدام ضخم على "لاس رامبلاس" في برشلونة من قبل شخص يقود سيارة فان خلف العديد من الاصابات".
وصرحت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي ان بريطانيا تقف مع اسبانيا ضد الارهاب ردا على الانباء المأساوية. وأضافت: نقدم تعازينا لضحايا الهجوم الرهيب اليوم في برشلونة" وادان الرئيس الاميركي دونالد ترامب الهجوم ووعد بانه سيقدم "كل ما يلزم لمساعدة الاسباني. وكتبت ميلانيا ترامب: "الدعاء والصلاة إلى برشلونة". وكتب رئيس بلدية لندن صادق خان: "ندعو لضحايا هذا الهجوم الإرهابي الهمجي في مدينة برشلونة العظيمة ومع خدماتهم الشجاعة في حالات الطوارئ". وأضاف السيد خان: "لندن تقف مع برشلونة ضد شر الإرهاب".
وعرضت الولايات المتحدة مساعدتها الى اسبانيا مع وزير الخارجية ريكس تيلرسون مضيفا ان المساعدات القنصلية تقدم للاميركيين في المدينة. كما حث المواطنين الاميركيين على تسجيل الدخول مع اسرهم. وقال تيلرسون فى مؤتمر صحفى مع وزير الدفاع جيم ماتيس ونظرائهم اليابانيين "ان الارهابيين فى جميع انحاء العالم يجب ان يعرفوا ان الولايات المتحدة وحلفاءنا عازمون على ايجادكم وتقديمكم للعدالة".
وقال السائح ميل هيغينز ل سكاي نيوز أنها كانت محاصرة في متجر مع بناتها في وقت وقوع الحادث. وقالت: "كنت مع ابنتي وكنا نسير في باسيغ دي غراسيا، الذي الموازي لشارع لاس رامبلاس، عندما رات الناس يركضون نحوهم.
أرسل تعليقك