رام الله ـ فلسطين اليوم
تتجادل الأمم المتحدة وإسرائيل حول من سيتولى ملء الفراغ في حال توقفت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) عن العمل في قطاع غزة والضفة الغربية في نهاية هذا الشهر، مع تطبيق قانون إسرائيلي جديد. تعمل الأونروا منذ 75 عامًا في الأراضي الفلسطينية، لكنها تواجه مستقبلًا غامضًا بعد إقرار الكنيست الإسرائيلي قانونًا في أكتوبر 2024، الذي يمنع الوكالة من العمل في الأراضي التي تحتلها إسرائيل. القانون سيدخل حيز التنفيذ نهاية يناير 2025.
وحتى الآن، تتبادل الأمم المتحدة وإسرائيل الرسائل بشأن هذه القضية، حيث أكدت الأمم المتحدة أنه ليس من مسؤوليتها إيجاد بديل للأونروا في المناطق الفلسطينية، في حين طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إسرائيل بضمان توفير الخدمات والمساعدات التي كانت تقدمها الأونروا، مؤكدًا أن هذه مسؤولية إسرائيل وفقًا للقانون الدولي. كما أكدت الأمم المتحدة أن غزة والضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، تعتبر أراضي تحت الاحتلال الإسرائيلي، مما يفرض على إسرائيل تسهيل برامج الإغاثة وضمان توفير الغذاء والرعاية الصحية.
في المقابل، ردت إسرائيل عبر سفيرها في الأمم المتحدة، داني دانون، مؤكدة أن التشريع الجديد لا يتعارض مع التزامات إسرائيل الدولية. وأكد أن إسرائيل لا تعد قوة احتلال في غزة، وأن المسؤولية عن الشؤون المدنية في الضفة الغربية تقع على عاتق السلطة الفلسطينية. كما دافع عن قرار إسرائيل بإعطاء حقوق حكومية لمواطني القدس الشرقية وفقًا للقانون الإسرائيلي.
من جهة أخرى، لا تزال إسرائيل تنتقد الأونروا، مشيرة إلى تورط بعض موظفيها في هجوم حركة حماس على إسرائيل في أكتوبر 2023، وهو ما نفته الأمم المتحدة، حيث أكدت فصل الموظفين المتورطين. الولايات المتحدة أيضًا دعت إسرائيل إلى ضمان ألا يؤثر القانون الجديد سلبًا على تقديم المساعدات الحيوية في غزة التي تعاني من أزمة إنسانية مستمرة منذ الحرب مع حماس.
تعد الأونروا الجهة الأساسية التي تقدم المساعدات والخدمات الصحية والتعليمية لملايين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية والدول المجاورة مثل سوريا ولبنان والأردن. وفي حال توقف عملها، فإن وكالات الأمم المتحدة الأخرى مثل اليونيسيف وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية قد تكون غير قادرة على تقديم نفس المستوى من الدعم.
من الجدير بالذكر أن الحرب الأخيرة في غزة أسفرت عن مقتل أكثر من 46 ألف شخص، فضلاً عن تدمير واسع النطاق للقطاع، مما يهدد بمجاعة وشيكة.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
الأمم المتحدة تشير إلى مسؤولية إسرائيل في إيجاد بديل لوكالة الأونروا
الأونروا تحذر من كارثة إنسانية في غزة بسبب تدمير المستشفيات وعرقلة إدخال المساعدات
أرسل تعليقك