واشنطن ـ يوسف مكي
أعلنت الولايات المتحدة وقف أكثر من 20 مليون دولار ، كان الكونغرس صادق على تقديمها إلى مستشفيات القدس المحتلة، ضمن حملة عقوبات تهدف إلى الضغط على السلطة الفلسطينية لإعادتها إلى المفاوضات مع إسرائيل ، وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن "المبلغ سيتم تحويله إلى أهداف أخرى في الشرق الأوسط".
وكانت الإدارة الأميركية أعلنت في وقت سابق وقف تحويل 200 مليون دولار إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتوقف عن تقديم المساعدة المالية لـ "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين" "أونروا"، وقيمتها 360 مليون دولار سنويًا ، وحذّر المسؤول السابق في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، ديب هاردن، من أن القرار قد يؤدّي إلى انهيار شبكة المستشفيات في القدس المحتلة، وسيضرّ بمرضى السرطان في الضفة الغربية وقطاع غزة ، ونقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قوله إنه "سيستمر في قطع المساعدات المالية عن الفلسطينيين ما لم توافق قيادتهم على مناقشة خطته للسلام" المعروفة بـ "صفقة القرن".
وأوضحت "هآرتس" أن أقوال ترامب أتت في مداخلة هاتفية له استمرت لأكثر من 25 دقيقة، أجراها وصهره وكبير مستشاريه جاريد كوشنر، والسفير الأميركي لدى إسرائيل دايفد فريدمان، خلال مؤتمر للحاخامات اليهود لمناسبة "رأس السنة العبرية" ، ووجّه ترامب كلامه إلى الفلسطينيين قائلًا "إننا لن ندفع أي مبلغ حتى توافقوا على عقد صفقة ، لا أعتقد أن ذلك يعتبر عدم احترام، أعتقد أن من عدم الاحترام ألا تجلسوا إلى طاولة المفاوضات"، مؤكدًا أن "الولايات المتحدة ستواصل حماية إسرائيل في المنظمات الدولية" ، ودعا ترامب إلى "سحب ملف القدس وعدم إدراجه بين الملفات على طاولة المفاوضات، لأن ذلك سيجعل التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين أسهل".
ورأى عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني أن قرار اقتطاع 20 مليون دولار لمستشفيات القدس المحتلة محاربة للإنسانية ودعم للتطرف دولة الاحتلال المنظم ، ولفت إلى أن هذا القرار كشف اللعبة السياسية لإدارة ترامب والاحتلال، إذ "تتباكى على غزة تحت حجة الوضع الإنساني" ثم تحاصر مستشفيات القدس التي تقدّم خدمات إنسانية وطبية وبعيدة كل البُعد من الأمور السياسية ، وأكد أن "القيادة الفلسطينية لن تتخلى عن مستشفيات العاصمة، وستبذل جهودها في سبيل بقائها لتقديم الخدمات الطبية"، مضيفًا أن " إجراءات الإدارة الأميركية كافة والاحتلال لن تجعلها تقبل بصفقة العصر" ، ودعا مجدلاني الاتحاد الأوروبي إلى تعويض المبلغ الذي أوقفته إدارة ترامب، "لا سيما أن هذه الخطوة تسهم في تفاقم الأوضاع الإنسانية في المستشفيات المقدسية".
ودانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية ما وصفته بـ "حلقة جديدة في الحرب الشرسة التي تشنّها إدارة ترامب على القضية الفلسطينية وحقوق الشعب بهدف تصفيتها بحجج وذرائع واهية تحت ما تسمى صفقة القرن ، واعتبرت الوزارة أن "هذا التصعيد الأميركي الخطير وغير المبرر هو تجاوز للخطوط الحمر كافة ، وعدوان مباشر على الشعب بما في ذلك البُعد الإنساني، إذ يهدد حياة آلاف المرضى وعائلاتهم، ويلقي إلى المجهول مستقبل آلاف العاملين في هذا القطاع ومصدر رزق أبنائهم" ، وأضافت أن "الانحياز الأميركي الأعمى إلى الاحتلال وسياساته دفع بأركان إدارة ترامب إلى هذه السقطة الأخلاقية وغير الإنسانية، وهي سابقة نادرًا ما تحدث في التاريخ حتى من قبل أشدّ الأنظمة شموليةً وأكثرها ظلامية".
أرسل تعليقك