لندن -سليم كرم
أحبط رئيس البرلمان الأوروبي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، غاي فيرهوفستاد، خطط رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، لحل مشكلة حدود أيرلندا الشمالية، وذلك بعد ساعات من إعلان ماي مقترحات معدلة لاسترضاء بروكسل، ومؤيدي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في حكومتها.
الخطة غير قابلة للتطبيق
وكانت ردود فعل المفوضية الأوروبية على الورقة البيضاء التي أصدرتها ماي مهذبة ولكن حذرة، حيث قال سيدرسون المقترحات، كما يجب أن تحترم الخطة سلامة السوق الموحدة، وأن تكون حلًا قابلًا للتطبيق على الحدود.
وأعلن فيرهوفستاد، بعد ظهر يوم الخميس، أن خطة ماي، لا تبدو قابلة للتطبيق، محذرًا من صعوبة رؤية احترام مقترح المملكة المتحدة بشأن الجوانب الجمركية في أيرلندا، وتجنب الحدود الصعبة، واحترام سلامة السوق الموحدة والنقابة الجمركية، وأضاف "التأرجح المؤقت ليس عاملًا مسانداً، كما أن الترتيب النهائي هو نفس الترتيب."
وقال مسؤولو المفوضية الأوروبية إنهم يدرسون المقترحات، بينما قال دبلوماسيون بريطانيون في بروكسل إنهم سيبدأون المحادثات بشأن الخطط، وفي تعليقه أيضًا بعد وقت قصير من إصدار أحدث خطة، قال السيد بارنييه "أرحب بنشر اقتراح المملكة المتحدة بشأن الجوانب الجمركية لأيرلندا / إيرلندا الشمالية، وبحثهم مع وجود ثلاثة أسئلة، هل الاقتراحات حل عملي لتجنب الحدود الصعبة؟ هل تحترم نزاهة السوق الموحدة والاتحاد الجمركي؟ هل يمكن التطبيق في الحالات المختلفة؟.".
مؤيدي البريكست يريدون شروطًا مسبقة
وظهر الخلاف بين ماي ومجلس الوزراء، اليوم، بعد أن طلب مؤيدي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي خطة تدعم الحدود الأيرلندية وأن تكون محددة بوقت، وبعدها هدد وزير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ديفيد ديفيس، بالاستقالة بسبب هذه القضية، فهو غيره من المؤيدين يخشون أن تربط هذه الخطط بريطانيا بقواعد الاتحاد الأوروبي، لأجل غير مسمى.
ويحاول مؤيدو الخروج إقناع ديفيس بالتراجع عن تهديده، لا سيما مع استعداد الحكومة لعرض خطتها أمام مجلس العموم (البرلمان) الثلاثاء المقبل، وسط تمرد في صفوف النواب المحافظين الذين يطالبون ببقاء المملكة المتحدة عضوًا في السوق الأوروبية المشتركة، إلى جانب نواب في حزبي العمل والديموقراطيين الأحرار، ما يشكل تهديداً جدياً للحكومة.
وبرزت الأسبوع الماضي نقطة خلاف أخرى بين ماي وديفيس الذي طالبها بتقديم وثيقة مفصلة عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلى المفوضية الأوروبية نهاية الشهر الجاري، لكن رئيسة الحكومة تُبدي حذراً وتردداً في إنجازها، كما امتنعت عن الإجابة على سؤال حول موعد نشر هذه الوثيقة، طرحه عليها زعيم المعارضة جيريمي كوربن في البرلمان.
الاتحاد الأوروبي يضع شروطه
وقال مسؤولو الاتحاد الأوروبي إنه من أجل إحراز تقدم ملموس بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في قمة بروكسل المقبلة، في وقت لاحق من هذا الشهر، سيكون على بريطانيا أن تقبل بأن الخطة الخاصة بأيرلندا لا يجب أن ترتبط بزمن محدد، ويتعين تطبيقها في أيرلندا الشمالية فقط، بدلًا من المملكة المتحدة بأكملها.
وقاومت داوننغ ستريت الدعوات الرامية إلى معاملة أيرلندا الشمالية بشكل مختلف، بعد ضغط من الحزب الاتحادي الديمقراطي، وهو حزب يميني أيرلندي تعتمد عليه السيدة ماي كأغلبية في البرلمان.
أرسل تعليقك