رفض زعيم "حزب العمل" البريطاني جيريمي كوربين القول ما اذا كان سيدعم خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي والتصويت اذا تم عمل استفتاء اخر في الاتحاد الاوروبي. وانضم إلى رئيسة الوزراء تيريزا ماي في رفضه استخلاص ما إذا كان سيغير الآن تصويته. ورفضت السيدة ماي الثلاثاء مرارًا وتكرارًا أن تقول ما إذا كانت ستصوت لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في استطلاع ثان، وقالت بأن هذا السؤال "افتراضي". وأصرت على أنه لن يكون هناك استفتاء آخر.
وردَّد متحدث باسم كوربين شعورًا مماثلاً، وقال للصحفيين بعد أسئلة طرحت على رئيسة الوزراء: إن "حملة جيرمي من أجل البقاء أو الإصلاح وانه ملتزم بما قاله في تلك الحملة". واضاف "لا يوجد استفتاء اخر. ونحن نحترم نتيجة الاستفتاء ونريد أن نكون جزءا من هذه المفاوضات. وتابع:"نحن مهتمون بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي".
وقد سئل العديد من السياسيين عن هذه المسألة بعد مقابلة رئيسة الوزراء مع لجنة مكافحة الإرهاب مع نائبها الفعلي داميان غرين، أحد المتبقين، مما يوحي بأنه سوف يلتزم باختياره إذا طلب منه التصويت مرة أخرى. وأصر على أن "آراءه بشأن أوروبا معروفة جيدا، وقال: "أنا لا أعد بأي شيء".
بيد ان كارين برادلي، وزيرة الثقافة، رفضت الرد عندما سئلت أمس الاربعاء. غير ان ليز تروس، السكرتيرة الاولى للخزانة، قالت انها ستصوت الآن بشكل مختلف. وقالت ل "بي بي سي 2" في برنامج السياسة اليومية: "كان علينا جميعا أن نحكم على ما كنا نظن أنه المستقبل ، لقد جعلتني أعتقد أنه سيكون سيئا بالنسبة للاقتصاد. واضاف "منذ ان غادرنا اصبح اكثر ايجابية، لذلك تغيرت الحقائق وغيرت رأيي".
وجاءت التعليقات التي أدلى بها المتحدث باسم كوربين بعد أن استخدم زعيم حزب العمل انتقادات متكررة للحكومة على إطلاق إصلاح رفاهها الرائد. وحث كوربين السيدة ماي على وقف التوسع في الائتمان العالمي، معتبرًا أنه يدفع الناس إلى الفقر.
وقد واجهت السيدة ماي أيضا ضغوطا على هذه المسألة من نوابها منها هايدي ألين التي أعربت عن مخاوفها بشأن برنامج الرعاية الاجتماعية، و قالت إن هناك "الكثيرين منا على مقاعد الحكومة الذين يعتقدون أن هناك حاجة إلى إجراء تغييرات". ودعا السيد كوربين أيضا رئيس الوزراء إلى "إظهار بعض الإنسانية" من خلال تقديم خط المساعدة فوائد مجانا.
ويطلب بيتر بون، وهو عضو في حزب "المحافظين" في الاتحاد الأوروبي، من رئيسة الوزراء أن تؤكد أن مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيتم تمديدها. وردت السيدة ماي: "لقد كنت واضحة جدا، ونحن نريد أن تنتهي هذه المفاوضات بحلول مارس/آذار 2019 وسنترك الاتحاد الأوروبي بعدها." وقالت تيريزا ساخرة أن جيريمي كوربين وجون ماكدونيل يعيشان على "كوكب فنزويلا".
ويشير ستيفن سوينفورد، نائب المحرر السياسي في صحيفة "تلغراف" البريطانية، إلى أنه كان من الخطأ بالنسبة للسيدة ماي أن تهاجم جيريمي كوربين على مؤتمر حزب العمل نظرا للمشاكل التي واجهتها بمفردها
. وقال ان تيريزا ماي "شنت هجوما تقليديا" لكنها تراجعت. وفي الوقت نفسه، قالت لورا هيوز، المراسلة السياسية في "تلغراف"، إن هجمات كوربين العالمية للائتمان كانت فعالة وأن ردود السيدة ماي كانت باهتة.
وقالت السيدة هيوز: "كان عليها أن تفعل شيئا للفوز ببعض الدعم حول هذه القضية. ويدعي السيد كوربين أن المحافظين أكثر اهتماما بالقتال في ما بينهم من حكم المملكة المتحدة. ويقول زعيم حزب العمل: "إذا كانت رئيسة الوزراء لا يستطيع توحيد صف حزبه يجب أن تغادر". لكن السيدة ماي قد بدأت في الهجوم لأنها تشير إلى حقيقة أن مؤتمر حزب العمل كان يهيمن عليه ادعاءات معاداة السامية في حين أن سياسة الإسكان الرئيسية التي أعلنها السيد كوربين تعرضت لانتقادات من قبل المأوى، وهي مؤسسة خيرية للإسكان.
ويتمثل السؤال الأول الذي طرحه السيد كوربين في إطلاق برنامج "ائتمان عالمي"، وهو الإصلاح الحكومي الرائد في مجال الرعاية الاجتماعية. ويقول إنه تسبب بالفعل في "الديون والفقر والتشرد" ويدعي أنه سيكون "غير مسؤول للضغط على بغض النظر". وتدافع السيدة ماي عن عملية النشر وتقول إن نظام المزايا السابق كان "معقدا للغاية". وتقول: "ما نريده هو الائتمان العالمي الذي هو أبسط وأكثر مباشرة ويضمن أن العمل يدفع دائما".
أرسل تعليقك