الفيضانات تعمّق مآسي المدن الفقيرة والنائية في ليبيا
آخر تحديث GMT 18:50:45
 فلسطين اليوم -

تسببت في إعلان حالة الطوارئ داخل غات

الفيضانات تعمّق مآسي المدن الفقيرة والنائية في ليبيا

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - الفيضانات تعمّق مآسي المدن الفقيرة والنائية في ليبيا

الفيضانات تعمّق مآسي المدن الفقيرة في ليبيا
طرابلس - فلسطين اليوم

عمّقت موجة من الطقس السيئ، مصحوبة بأمطار غزيرة وصلت إلى حد السيول، مآسي عدد من المدن الفقيرة أو النائية في ليبيا، بداية من مدينة غات (جنوب غربي البلاد)، مرورًا ببلدية أوجلة (نحو 400 كلم إلى الجنوب من بنغازي) التي تضرر مسجدها العتيق، وصولًا إلى سواحل شرق البلاد.

مدينة غات تستغيث من السيول

ووجه المجلس البلدي لمدينة غات، الواقعة في قلب الصحراء على مشارف الحدود مع الجزائر، استغاثة للسلطات التنفيذية في البلاد، لإنقاذ المواطنين الذين حاصرتهم السيول، وتقطعت بهم السبل، بالإضافة إلى انهيار الكثير من المنازل، وتشريد ساكنيها , وأمام تدفق السيول، أعلن المجلس البلدي، في بيان، الخميس ، "غات" مدينة منكوبة، كما شكّل لجنة لمتابعة أوضاع المواطنين وحصر الأضرار التي لحقت بالممتلكات الخاصة والعامة.

ودعا المجلس البلدي هيئة الدفاع المدني إلى إعلان حالة الطوارئ، ومساعدة فرق الهلال الأحمر الليبي على إنقاذ العالقين في قرى ومناطق المدينة كافة، مطالبًا الجهات المسؤولة في الدولة بتقديم المساعدة الممكنة لتأمين حياة المواطنين المتضررين من الأزمة.

وقال عميد بلدية غات، قوماني صالح، لـ"الشرق الأوسط"، إنهم "عاشوا ليلة قاسية بكل المقاييس، عندما ضربت أمطار رعدية المنطقة، وانهمرت المياه بغزارة على المنازل"، مشيرًا إلى أن "كثيرين من المواطنين أصبحوا في العراء بعدما غمرت المياه منازلهم، مما يتطلب تدخلًا سريعًا من الأجهزة المعنية في البلاد" , ولم تكن مدينة غات هي التي تضررت بالأمطار وحدها، فقد اشتكت غالبية مدن الجنوب من سقوط أمطار غزيرة، لكن بعض المواطنين عدّها "أمطار خير"لأن المناطق الصحراوية في حاجة إلى مياه الأمطار.

واشتكى نازحو مدينة تاورغاء، الذين يقيمون في مخيمات وغرف مسقوفة بالخشب والصاج، في طريق المطار في العاصمة طرابلس، من تعرضهم لطقس سيئ، وسقوط الأمطار عليهم لساعات طويلة، مما يمنعهم من النوم ليلًا، وفق ما قال نازحون , وبدأ موسم الأمطار مبكرًا في ليبيا، إذ تسببت السيول التي ضربت، نهاية الشهر الماضي، منطقة المخيلي (175 كيلومترًاّ جنوب غربي طبرق) شمال شرقي البلاد، في مقتل شخصين كانا يرعيان الأغنام، بالإضافة إلى إغراق مناطق في العاصمة طرابلس.

وقال خبراء الأرصاد في البلاد إن هذه هي المرة الأولى التي تشهد فيها منطقة المخيلي سقوط أمطار غزيرة بهذه الكثافة منذ 28 عامًا، ما أدى إلى إغراق عدد كبير من المنازل وإغلاق الطرق وانقطاع الكهرباء , وعلى سواحل شرق البلاد، تعرضت مدينة بنغازي إلى أمطار رعدية شديدة، على مدار الأيام الماضية، لكنها كانت أشد، الأربعاء، عندما أغرقت الكثير من الشوارع والبنايات، وبخاصة كلية الهندسة بجامعة بنغازي، ما دفع الطلاب إلى الاستغاثة ومناشدة المسؤولين في البلاد، لاتخاذ إجراءات احترازية لحماية كليتهم من المياه التي حطمت النوافذ، وأغرقت قاعات الدرس.

ولم تنج بلدية أوجلة، التي تقع في الجنوب الشرقي، ولا مسجدها العتيق، من موجة الطقس السيئ الذي تسبب في إغراق شوارعها بمياه الأمطار، وتعرض المسجد الذي بُني في عهد الفتوحات الإسلامية، لتشقق في جدرانه جراء سقوط الأمطار بغزارة منذ الثلاثاء الماضي , وأطلق القائمون على المسجد ومسؤولو آثار محليون نداء استغاثة للإسراع في ترميم المسجد العتيق الذي يعد من أقدم المساجد في شمال أفريقيا، وشُيد بـ«الطين الأحمر» عام 44 هجرية، على يد الصحابي عبد الله ﺑﻦ أبي ﺍﻟﺴﺮﺡ.

انحسار العاصفة في لبنان وسورية

انحسرت العاصفة التي ضربت لبنان الخميس، كاشفة عن أضرار بالغة لحقت بالمزروعات والبنى التحتية في القطاعين العام والخاص، وقطعت الطرقات جراء السيول، لكن لم تسجل أية أضرار بشرية، في حين تركت العاصفة آثاراً مأساوية على مخيمات النازحين السوريين , ورغم التقليل من حجم الأضرار التي وثقت في مقاطع فيديو، وتناقلها مغردون على مواقع التواصل الاجتماعي، قال وزير الأشغال في حكومة تصريف الأعمال يوسف فنيانوس إن "كمية المتساقطات التي هطلت كانت أكبر بكثير من السنوات السابقة، والعمل جارٍ ولم يتوقف، والطرقات الخاضعة لوزارة الأشغال يتم العمل بها بشكل يومي".

وأوضح في جولة له مع وفد من لجنة الأشغال النيابية لتفقد أضرار العاصفة ومتابعة الأوضاع أن "هناك أمورًا خارجة عن إرادتنا، وعملنا يتركز على الطرقات الدولية، أما الحفريات في الشوارع فلا علاقة لنا بها، ونتائجها تصل إلى المجاري"، وأضاف "ما حصل في العاصمة بيروت بعد المنخفض الجوي لا علاقة له بوزارة الأشغال، وفرق الوزارة منتشرة في كل مكان" , ولفت فنيانوس إلى أن "ما يحدث اليوم نتيجة الأمطار أقل من الكوارث التي كانت تحصل سابقًا".

وأعلن رئيس حزب "الكتائب" النائب سامي الجميل، عبر حسابه على "تويتر"، أنه اتصل باللواء خير رئيس الهيئة العليا للإغاثة، طالبًا التحرك السريع للتعويض عن الخسائر جراء العاصفة الحادة اللي ضربت لبنان، لافتًا إلى أن "التنسيق جارٍ لتأمينها" , وفي جنوب شرقي لبنان، أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن الأمطار الغزيرة انهمرت بصورة غير مسبوقة، في مناطق راشيا والبقاع الغربي، حيث تدفقت السيول محولة الطرقات الفرعية والرئيسية إلى أنهار من الوحول , وقد ألحقت العاصفة أضرارًا جسيمة بالمزروعات، فتضررت الخيم البلاستيكية، وكانت فرق الأشغال والدفاع المدني التابعة إلى مؤسسات "الغد الأفضل"، وبمتابعة مباشرة من مديرها العام حسن عبد الرحيم مراد قد نشرت آلياتها في القرى للمساعدة والتدخل في الحالات الطارئة ,

مخيمات النازحين في سورية تتعرض إلى سيول غزيرة

وتعرضت مخيمات النازحين في سورية إلى عواصف مطرية مصحوبة بالرياح، تحولت إلى سيول وأدت لأضرار واسعة في خيام النازحين , وتحدث ناشطون سوريون عن أن مخيمات دير بلوط وأطمة في الشمال شهدت أمطارًا ورياحًا مصحوبة بالرعد، وأدت لفيضانات وسيول اجتاحت خيام النازحين، وأسفرت عن أضرار واسعة، حيث غمرت مياه الأمطار الخيام، واقتلعت بعضها، وأتلفت مواد كثيرة داخلها، وسط حالة سيئة تعيشها المخيمات المكونة من خيام قماشية مبنية على أرض ترابية.

ويعيش آلاف النازحين في مخيم أطمة، في ريف إدلب على الحدود التركية، إضافة للمئات في مخيم دير بلوط بريف عفرين، وسط مناشدات مستمرة لإنقاذهم , وتوفي ستة سوريين غرقًا بمياه السيول في قضاء يايلاداغي، في ولاية هاتاي، أثناء محاولتهم اللجوء إلى الأراضي التركية من سورية، وفق وكالة «الأناضول» , ويحاول سوريون بشكل يومي عبور الحدود السورية التركية، للفرار من بلادهم، ويدفعون مئات الدولارات لمهربين، بعد أن أغلقت تركيا حدودها مع سورية في عام 2015، ولم تسمح بدخول سوى الحالات الإنسانية.

وتعرض مخيم الركبان، الواقع على الحدود الأردنية جنوب سورية، إلى سيول وعواصف ورياح زادت مأساة النازحين المحاصرين منذ أشهر، وفق الإدارة المدنية للمخيم , ويخشى النازحون في المخيمات من استمرار تلك العواصف التي لم تشهدها البلاد من قبل، حيث لا توجد مقومات جيدة تتناسب مع حياة النازحين، لا سيما الأطفال والمرضى , ونشرت الإدارة المدنية لمخيم الركبان صوراً توضح حجم العاصفة التي غطت المنطقة وحجبت الرؤيا وتسببت بفيضانات طالت خيام النازحين.

وبدأت السلطات التونسية حصر الخسائر التي لحقت بالكثير من محافظات البلاد جراء فيضانات عارمة وسيول وأمطار طوفانية , وأدخلت الأمطار الخريفية المفاجئة التي أتت بعد سنوات من الجفاف وشح المياه، اضطرابات على مستوى النقل العمومي والخاص وجرفت معها قناطر ومنشآت مائية، وباتت الشوارع العادية لا تختلف في شيء عن الأودية التي غمرتها المياه والتي جرفت في طريقها أي شيء يقف في طريقها , وأفاق سكان في بعض المناطق على أكوام من السيارات التي نقلها الطوفان من مكان إلى آخر.

فيضانات نابل تخلف أضرارًا فادحة

وضربت فيضانات عارمة في مرحلة أولى منطقة نابل (شمال شرقي تونس)، حيث خلّفت سيول ستة قتلى وأضرارًا مادية فادحة قدرت بملايين الدنانير، وأضرت بالفنادق والمنشآت الزراعية والبنى التحتية , وأدى ذلك إلى إعلان الحكومة عن فتح حساب لجمع المساعدات المالية لأكثر من 2500 عائلة متضررة بفعل فيضانات نابل , وما أن خفت السيول في هذه المنطقة وخرجت الحكومة لإحصاء الضحايا من بشر وحيوانات، حتى عادت الأمطار الطوفانية لتظهر من جديد، وهذه المرة في 19 ولاية (محافظة) تونسية في الوقت ذاته، مخلّفة أضرارًا مادية فادحة , وأفادت تقارير بأن مستوى مياه الأمطار بلغ نحو مترين في بعض الأحياء الشعبية في تونس العاصمة، ومن بينها منطقة المحمدية (جنوب العاصمة التونسية).

وأعلن المعهد التونسي للرصد الجوي (معهد حكومي)، أن أمطارًا تراوحت بين 200 و300 ملليمتر تساقطت على منطقة نابل خلال أقل من 24 ساعة، وقدرت مياه الأمطار التي استقبلتها سدود منطقة نابل وحدها بنحو 40 مليون متر مكعب في غضون سبع ساعات فقط , وأرجع المهندس محرز الغنوشي، من معهد الرصد الجوي، هذه العواصف القوية والأمطار الطوفانية في جزء كبير منها إلى التغيرات المناخية التي بدأت تبرز معالمها في أكثر من منطقة.

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفيضانات تعمّق مآسي المدن الفقيرة والنائية في ليبيا الفيضانات تعمّق مآسي المدن الفقيرة والنائية في ليبيا



إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:06 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر
 فلسطين اليوم - الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر

GMT 17:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25
 فلسطين اليوم - "نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات

GMT 16:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أحدث تصاميم ديكور لحدائق المنزل

GMT 17:03 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

اعتقال موظف وعشيقته داخل مقر جماعة في شيشاوة

GMT 12:46 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

العقوبات الأميركية تطال منح الطلاب الفلسطينيين في لبنان

GMT 09:52 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

قناعاتنا الشخصية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday