بغداد ـ نهال قباني
حثّ أبو بكر البغدادي، المقاتلين المنتمين إلى تنظيم "داعش"، على شنّ هجمات تستهدف المدن الغربيّة في العراق، تزامنًا مع اقتراب القوات العراقية من السيطرة على مدينة الموصل، ومخبأ زعيم "داعش" هناك.
وناشد البغدادي مقاتليه لمهاجمة من أسماهم "أعداء الله"، مؤكدًا أن "داعش" ينظر إلى المعركة، باعتبارها معركة "نكون أو لا نكون". ودعا المتطرفين في كل أنحاء العالم، إلى تدمير المدن الغربيّة، قائلًا "حتى تتحول أراضيهم إلى أنهار من الدماء". في الوقت الذي ينظر فيه العالم إلى الهزيمة القريبة للتنظيم، باعتبارها خطوة هامة على طريق دحض "داعش" في المرحلة المقبلة.
وجاءت تصريحات البغدادي، في أول تسجيل صوتي له منذ بداية الهجوم، الذي شنته القوات العراقية على مدينة الموصل، قبل أكثر من أسبوعين. وأعرب زعيم "داعش" عن ثقته في النصر، داعيًا مقاتليه إلى المقاومة، في الوقت الذي تستعد القوات العراقية لدخول المدينة التي تمكنت الميليشيات المتطرفة، من السيطرة عليها منذ عامين.
وأضاف مخاطبا مقاتليه، "لا تتراجعوا. التمسك بأراضيكم بشرف أفضل ألف مرة من التراجع الذي سيكون بمثابة وصمة عار في جبينكم، وأن الحرب الشاملة الذي يخوضه "داعش" يزيد من إيماننا الراسخ وقناعتنا الدائمة بأن كل ما يحدث الآن هو مقدمة الانتصار".
وطالب البغدادي، في نهاية رسالته غير المؤرخة، بشنّ هجمات ضد المملكة العربية السعودية، وكذلك استهداف الأراضي التركية. وذلك بعد أن كانت أنقرة حشدت قواتها في قاعدة عسكرية خارج مدينة الموصل، وسط حالة من التصعيد بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، حول التدخل التركي في العراق.
وواصل البغدادي، حديثه "أن المقاتلين الذين لم يتمكنوا من السفر إلى سورية والعراق، للالتحاق بالتنظيم هناك، عليهم توجيه أنظارهم نحو ليبيا، محاولًا إثارة النزعة الطائفية من خلال الإشارة للأعلام الطائفية والشعارات، التي يحرص المقاتلين الشيعة على رفعها، أثناء القتال مع القوات العراقية في الموصل، متهمًا السياسيين العراقيين المنتمين إلى الطائفة السنية بالخيانة".
وأطلق البغدادي تصريحاته من مخبأه المتواجد داخل المدينة، نظرًا لأنه لم يستطع الهرب مع تقدم القوات العراقية، في الأيام الماضية. ويقدّر التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة هناك أن عدد مقاتلي التنظيم في المدينة يتراوح بين ثلاثة وخمسة آلاف مقاتل، موضحة أن الميليشيات المتطرفة لجأت إلى استخدام سكان المدينة والقرى المجاورة من المدنيين، ليكونوا بمثابة دروع بشرية لتأمينهم، ومنعوا سكان المدينة، الذين يقدر عددهم بمليون ونصف مواطن، من الهرب خلال الأسابيع الماضية.
وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جيف ديفيز، أن المواطنين العراقيين يستخدمون من قبل الميليشيات المتطرفة، دروعًا بشرية، موضحًا أن سكان المدينة محتجزين داخلها رغمًا عنهم. وكشف المسؤول الكردي البارز هوشيار زيباري، أن التقارير الاستخباراتية أكدت أن البغدادي ما زال موجودًا داخل الموصل، المسجد الكبير في المدينة.
ووصف وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون، الجهود المبذولة لتحرير الموصل كـ"لحظة كبيرة في الحرب ضد "داعش"، متعهدًا بأن القوات البريطانية ستستمر في لعب دور رئيسي، في إطار ائتلاف دعم القوات العراقية والكردية على أرض الواقع". وأصدرت وزارة الدفاع بيانًا تضمن تفاصيل وقوع سلسلة من الهجمات، التي شنها سلاح الجو الملكي البريطاني، يومي الاثنين والثلاثاء.
أرسل تعليقك