غزة – محمد حبيب
ناقشت اللجنة المركزية لحركة "فتح" خلال اجتماعها مساء السبت 2 تموز/ يوليو الجاري في مقر الرئاسة في مدينة رام الله، برئاسة الرئيس محمود عباس، عددا من القضايا من بينها الوضع الداخلي وبيان الرباعية واستعادة الوحدة الوطنية.
وأطلع الرئيس أعضاء اللجنة على نتائج جولته الأخيرة التي شملت المملكة الأردنية الهاشمية، والمملكة العربية السعودية، ودولة قطر، ولقاءاته الأخوية والحميمة مع القادة العرب، والتنسيق المستمر لما فيه مصلحة شعبنا وامتنا. كما أطلع الرئيس أعضاء المركزية على نتائج جولته الأوروبية التي شملت البرلمان الأوروبي، والنمسا، والكلمة المهمة التي ألقاها الرئيس أمام البرلمان الأوروبي، والاستقبال الرسمي الذي حظي به، والمواقف الداعمة لشعبنا وقضيته العادلة، والاستقبال الرسمي في مقر البرلمان، وعُزف النشيد الوطني الفلسطيني مع النشيد الأوروبي للمرة الأولى في مقر البرلمان الأوروبي.
ووضع الرئيس، المجتمعين، في صورة نتائج زيارة الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون إلى فلسطين، بالإضافة إلى زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري. وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح والناطق الرسمي باسمها نبيل أبو ردينة في بيان نشرته الوكالة الرسمية، إن اللجنة أكدت أن بيان اللجنة الرباعية الذي صدر أمس لم يتطرق إلى الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المحتلة عام 1967، أو لوقف الاستيطان؛ ما يتناقض مع قرارات الشرعية الدولية. مضيفا أن مركزية فتح لن تقبل الانتقاص من حقوق شعبنا المشروعة التي نصت عليها قرارات مجالسنا الوطنية، وأقرتها مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، المتمثلة بالثوابت الوطنية القاضية بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، خالية من المستوطنات، وحل قضية اللاجئين وفق القرار 194 ومبادرة السلام العربية.
وأشار أبو ردينة إلى أن اللجنة المركزية أمامها العديد من الخيارات المتعلقة بكيفية التعاطي مع الرباعية الدولية. وقال إن مركزية فتح أكدت دعمها للجهود الفرنسية المبذولة لعقد مؤتمر دولي للسلام قائم على أساس حقوق شعبنا المشروعة، داعيا كل الأطراف الحريصة على السلام والاستقرار في المنطقة إلى العمل على إنجاح هذه الجهود الفرنسية، وعلى أساس الشرعية الدولية وقررات مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة ذات العلاقة، وسقوف زمنية لها قوة التنفيذ وتشكيل إطار دولي جديد للمتابعة ووقف الاستيطان بما يشمل القدس، والإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى ما قبل أوسلو. موضحا أن اللجنة المركزية أدانت جرائم القتل المنظمة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي من إعدامات يومية على حواجز الموت كما حدث مع المواطنة سارة الطرايرة التي أعدمت بدم بارد من قبل قوات الاحتلال، وإعدام الطفل محمود بدران ابن قرية بيت عور التحتا، وما تتعرض له محافظة الخليل من حصار جائر وعقوبات جماعية، داعية المجتمع الدولي لإلزام اسرائيل بوقف هذه الجرائم ضد شعبنا الأعزل.
وفي ما يتعلق بملف المصالحة، قال إن أعضاء اللجنة المركزية استمعوا إلى تقرير حول اللقاءات التي تمت بين وفدي "فتح" و"حماس" لاستكمال الاتفاق على آليات تنفيذ اتفاق المصالحة الموقع في القاهرة بتاريخ 4/5/2011، فقد عبرت عن استعداد حركة "فتح" لاستكمال الحوار الخاص بذلك وفقًا لما أبلغه الرئيس محمود عباس للأمير تميم بن حمد والقيادة المصرية ولجميع الأطراف من خلال تشكيل حكومة وطنية تلتزم ببرنامج م.ت.ف، وتعمل على معالجة آثار الانقسام البغيض، وإعادة وحدة مؤسسات السلطة الوطنية وفق الانظمة والقوانين المعمول بها، وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني، بما يعزز الوحدة الوطنية الداخلية التي هي أساس توحيد الجهود من أجل إنهاء الاحتلال وحماية البرنامج الوطني وتحقيق أهداف شعبنا.
وأشار أبو ردينة إلى أن اللجنة المركزية تنظر بخطورة بالغة إلى التهديدات والإجراءات الإسرائيلية التي صدرت في حق عدد من الإخوة أعضاء اللجنة المركزية لحركة "فتح"، وعبرت عن استغرابها من التصريحات التي صدرت من قبل مسؤولين إسرائيليين ضد عضوها سلطان أبو العينين، وما نسبته له من تصريحات فهمت في غير سياقها، وهي غير صحيحة ومشوهة، كما تعد اللجنة المركزية عن استغرابها لإجراءات الحكومة الإسرائيلية في وجه التوجهات السلمية الفلسطينية بالتواصل مع المجتمع الإسرائيلي، وذلك من خلال تقييد حركة محمد المدني ومنعه من التواصل مع المجتمع الاسرائيلي.
وناقشت ملف الانتخابات البلدية المقبلة، مؤكدة تمسكها بالنهج الديمقراطي والتبادل السلمي للسلطة، مشددة على ضرورة تهيئة كل الظروف لإنجاح هذه الانتخابات في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية.
وأوضح أن اللجنة ناقشت الأوضاع الداخلية، وأكدت ضرورة فرض النظام والقانون، داعية الأجهزة الأمنية إلى الضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه استسهال حرمة الدم الفلسطيني، أو خلق حالة من الفوضى والفلتان، مشددة على أن حركة "فتح" لن تسمح بها مهما كان الثمن.
وعلى صعيد وضع الحركة الداخلي، قال إن الاستعدادات لا تزال جارية لعقد المؤتمر العام السابع للحركة، كما تم بحث العديد من الملفات الداخلية لحركة "فتح". وحيت اللجنة أبناء شعبنا البطل الذين توافدوا بمئات الآلاف لإحياء ليلة القدر في رحاب المسجد الأقصى المبارك؛ ليؤكدوا هويته العربية والإسلامية، وليثبتوا أن كل الحواجز التي تسعى للحيلولة بين شعبنا ومقدساته ستفشل كما هو مصير هذا الاحتلال. وقدمت اللجنة المركزية التعازي لعائلات شهداء شعبنا الأبطال الذي ضحوا بأنفسهم من أجل حرية شعبهم، متمنية الشفاء العاجل لجرحانا البواسل، والحرية لأسرانا الأبطال.
كما قدمت اللجنة التعازي لعائلات أبناء الأجهزة الأمنية الذين استشهدوا أثناء قيامهم بواجبهم الوطني على أرض مدينة نابلس، وهم الشهيد عنان طبوق من جهاز المخابرات العامة، والشهيد عدي الصيفي من قوات الأمن الوطني، مثمنة قراره بترقية هولاء الشهداء بشكل استثنائي، داعية الله أن يتغمد شهداءنا بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته. كذلك التعازي لضحايا الإرهاب الذين سقطوا في تفجير مطار إسطنبول، الشهيدة سندس الباشا وابنها الشهيد ريان محمد شريم، وعائلة الشهيدة نسرين حماد، ولكل ضحايا التفجير الإرهابي الغاشم.
أرسل تعليقك