التمييز العنصري في القدس حقيقة عن المدينة المقدّسة لم يعرفها ترامب
آخر تحديث GMT 07:46:26
 فلسطين اليوم -

الرئيس الأميركي اعترف بها عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي

التمييز العنصري في القدس "حقيقة" عن المدينة المقدّسة لم يعرفها ترامب

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - التمييز العنصري في القدس "حقيقة" عن المدينة المقدّسة لم يعرفها ترامب

الرئيس الأميركي دونالد ترامب
القدس المحتلة ـ ناصر الأسعد

وقف إسماعيل صيام، 55 عامًا، على أنقاض بيته في حي بيت حنينا في القدس المحتلة، بعدما هدمته سلطات الاحتلال مرةً ثانية، وأشار إلى الأحياء الاستيطانية التي تتوسّع في أراضي البلدة بلا توقف، ”أنظر، كل مستوطنة في القدس أصبحت مدينة كبيرة، هذه مستوطنة راموت تضم آلاف المباني، وعلى الجبل المقابل مستوطنة ريخس تتوسّع في كل اتجاه، أما نحن الفلسطينيين، فلا نستطيع إقامة كوخ صغير”.

وصيام واحد من آلاف المقدسيين الذين هَدمت سلطات الاحتلال بيوتهم بذريعة البناء غير المرخص، وفي مقابل كل بيت فلسطيني تهدمه إسرائيل في القدس، تُقيم مئات البيوت للمستوطنين الذين فاق عددهم عدد أهالي المدينة، وعندما احتلت إسرائيل مدينة القدس عام 1967، لم يكن فيها يهودي واحد، أما اليوم، فوصل عدد المستوطنين في المدينة إلى أكثر من 350 ألفاً، وهو عدد أكبر من عدد سكان المدينة التاريخية الفلسطينية الذي يبلغ 290 ألفاً، واتبعت إسرائيل منذ احتلال المدينة التي ضمتها وأعلنتها “عاصمة أبدية”، سياسة تقوم على طرد سكانها الأصليين، وإحلال المستوطنين مكانهم.

وقال رئيس دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية في القدس خليل توفكجي لـ “الحياة”: “اتبعت إسرائيل سياسة طرد منهجية للمواطنين الفلسطينيين، وقابلتها بسياسة استيطانية أغرقت فيها المدينة باليهود”، وأضاف: “في الخطوة الأولى، أقرت السلطات الإسرائيلية قانوناً خاصاً لأهل القدس يعتبرهم مقيمين وليس مواطنين، وأخذت تُصادر بطاقة هوية كل مواطن يغادر المدينة لأغراض العمل والدراسة وما شابه”، وفي ظل هذه السياسة، فقدت 14500 عائلة مقدسية بطاقة الهوية، وتالياً حق الإقامة في القدس، أو حتى زيارتها في كثير من الأحيان، وتحوّل أفرادها إلى لاجئين في الضفة الغربية أو في الشتات، نتيجة غياب رب الأسرة لفترة من الوقت لأغراض الدراسة أو العمل، او نتيجة لانتقالها للسكن في المدن المجاورة بسبب عدم وجود فرص للسكن في المدينة.

وأكّد توفكجي أن الخطوة التالية كانت تحديد تراخيص البناء في مناطق في المدينة، وفرض رسوم عالية على البناء، ما جعل غالبية سكان المدينة غير قادرة على البناء والبقاء، وشهدت القدس موجة نزوح إلى المناطق المجاورة نتيجة الإجراءات والقيود الإسرائيلية، وتركزت الغالبية العظمى من العائلات النازحة في مناطق قريبة، مثل كفر عقب ومخيم شعفاط وأحياء راس خميس وسميراميس وقلنديا وغيرها، وأقامت السلطات الإسرائيلية في السنوات الأخيرة جداراً عزل جميع هذه المناطق والأحياء التي يعيش فيها اليوم حوالى نصف سكان القدس.

ويشكل دخول المواطنين من سكان هذه الأحياء إلى القدس مهمة بالغة الصعوبة، إذ يضطرون إلى الاصطفاف في طوابير طويلة من السيارات أمام الحواجز العسكرية، وأدت القيود على دخول هؤلاء المواطنين للمدينة، خصوصاً ساعات الانتظار الطويلة أمام الحواجز العسكرية، إلى قيام الكثيرين منهم بنقل مركز حياتهم إلى الضفة الغربية، مثل المدارس والأعمال.

واستخدمت السلطات الإسرائيلية الوسائل والطرق المختلفة، وخلقت عشرات الأنظمة والقوانين لتسهيل وتسريع إسكان اليهود في القدس، وتغيير ملامح المدينة من عربية إلى إسرائيلية، وقال توفكجي: “وسعت السلطات مساحة المدينة سبعة أضعاف، اذ تبلغ مساحتها اليوم أكثر من 70 كيلومتراً مربعاً، واقامت فيها عدداً كبيراً من المستوطنات والأحياء والمناطق الخضراء والمواصلات العامة، والمدارس والكليات، والمناطق الصناعية والتجارية”.

ومارست السلطات الإسرائيلية نظاماً من التمييز العنصري في المدينة لا مثيل له في العالم، وقال مدير مركز القدس للحقوق الاقتصادية والاجتماعية الناشط في الدفاع عن حقوق أهالي المدينة زياد الحموري، إن السلطات الإسرائيلية تستخدم وسائل شيطانية في طرد الفلسطيني من القدس، وإحلال المستوطنين مكانهم، وأوضح: “تفرض السلطات ضرائب باهظة على أهالي القدس، وعندما يعجزون عن دفعها تصادر ممتلكاتهم في المدينة”، وقال إن “الآلاف من المقدسيين أُحيلوا على المحاكم بعد عجزهم عم دفع الضرائب الباهظة، وينتهي بهم الأمر إلى خسارة ممتلكاتهم بسبب عدم القدرة على دفع المستحقات الضريبية غير العادلة”.

وتمتد أوجه التمييز العنصري بين المستوطنين والمواطنين الفلسطينيين لتشمل جوانب الحياة، وقال الحموري: “التمييز في كل شيء، في الخدمات الصحية والتعليمية والإسكان والترفيه وغيرها”، وأضاف: “اليهودي يمكنه أن يتزوج من أجنبية ويأتي بها في اليوم ذاته لتعيش معه في المدينة، لكن الفلسطيني لا يستطيع فعل ذلك”، وأضاف: “في الأحياء والمستوطنات، يجري جمع القمامة مرتيْن في اليوم، وفِي الأحياء الغربية مرة كل يومين، في المدارس اليهودية، توجد مختبرات وحاسوب لكل طالب، وملاعب وساحات خضراء، لكن في المدراس العربية يوجد نقص شديد في الصفوف المدرسية بمعدل 1600 غرفة صفية، ولا توجد مختبرات وملاعب”.

وتتراكم النفايات في الأحياء الفلسطينية في القدس على نحو يجعل الحياة في هذه الأحياء بالغة الصعوبة، وتظهر إحصاءات أعدها مركز الحقوق المدنية في إسرائيل أن المقدسيين يساهمون بـ35 من الضرائب في القدس بشقيها الغربي والشرقي، لكنهم يحصلون على 5 في المئة فقط من الخدمات، كان على الرئيس الأميركي أن يعلم حجم التمييز العنصري في القدس قبل أن يعترف بها عاصمة لإسرائيل”، وأضاف: “قال ترامب إنه يعترف بالواقع في القدس، وهذا هو الواقع الحقيقي في المدينة، واقع التمييز العنصري”.

ويرى المقدسيون أن قرار ترامب سيشجع السلطات الإسرائيلية على الإسراع في تنفيذ مشاريع استيطانية واقتلاعية في المدينة، وفعلاً، قدّم النائب في حزب “ليكود” يوآف كيش أخيراً مشروع قانون إلى البرلمان يقضي بضم مستوطنات إلى مدينة القدس، في مقابل إخراج ثلاثة تجمعات فلسطينية منها، هي مخيم شعفاط للاجئين، وكفر عقب وعناتا، وبادرت الحكومة ايضاً إلى تعديل مشروع قانون عن القدس يفتح الطريق أمامها لسلخ أحياء وضواحٍ فلسطينية جديدة عن المدينة.

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التمييز العنصري في القدس حقيقة عن المدينة المقدّسة لم يعرفها ترامب التمييز العنصري في القدس حقيقة عن المدينة المقدّسة لم يعرفها ترامب



إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:06 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر
 فلسطين اليوم - الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر

GMT 17:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25
 فلسطين اليوم - "نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات

GMT 16:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أحدث تصاميم ديكور لحدائق المنزل

GMT 17:03 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

اعتقال موظف وعشيقته داخل مقر جماعة في شيشاوة

GMT 12:46 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

العقوبات الأميركية تطال منح الطلاب الفلسطينيين في لبنان

GMT 09:52 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

قناعاتنا الشخصية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday