أعلنت قطر عن تعهدها باستثمار 12 مليار جنيه إسترليني في تركيا، في وقت يضاعف فيه أردوغان التعريفات الجمركية على واردات الولايات المتحدة.
قطر تتعهد باستثمار 15 مليار دولار في الأسواق التركية
تعهدت قطر باستثمار 15 مليار دولار في الأسواق المالية التركية والبنوك وسط الانهيار الهائل لعملة اليورو، وأعلن أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني الصفقة خلال اجتماعه مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة، الأربعاء، وجاءت هذه الاستثمارات الخليجية في الوقت الذي تصارع فيه تركيا مع انهيار الليرة والتوترات مع الولايات المتحدة الحليفة للناتو.
و فقدت العملة نحو 40 % مقابل الدولار هذا العام مدفوعة بالمخاوف بشأن نفوذ الرئيس أردوغان المتزايد على الاقتصاد ودعواته المتكررة لخفض أسعار الفائدة رغم ارتفاع التضخم، وثبتت الليرة لفترة وجيزة إلى 5.8699 من 6.04 إلى الدولار الأميركي، ولكن في وقت لاحق تراجع إلى 6.0200 في الساعة 15:38 بتوقيت غرينتش، وانتعشت الليرة التركية حوالي 6%، الأربعاء، بعد أن قلص البنك المركزي السيولة في السوق، مما أدى إلى رفع أسعار الفائدة ودعم العملة.
العلاقات بين تركيا وقطر
وحافظت تركيا وقطر بشكل تقليدي على علاقات جيدة، حيث وقفت انقرة بجانب الدوحة بعد أن قطعت السعودية ودول عربية أخرى العلاقات الدبلوماسية والتجارية والسفر مع قطر العام الماضي متهمة إياها بتمويل الإرهاب وهو اتهام تنفيه الدوحة.
وأشاد إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئيس أردوغان، بالعلاقات بين تركيا، عبر "تويتر"، وكتب يقول "أساسيات الاقتصاد التركي قوية وستخرج تركيا أقوى من هذه العملية".
وأعطت قطر الأموال إلى البلاد في نفس اليوم الذي ضاعفت فيه تركيا التعريفات الجمركية على بعض الواردات الأمريكية، مثل السيارات والكحول والتبغ، وذلك بعد يوم واحد من دعوة الرئيس رجب طيب أردوغان لمقاطعة أجهزة "iPhones"، وأعلنت الحكومة عن التعريفات "بموجب مبدأ المعاملة بالمثل"، عقب العقوبات التي فرضتها واشنطن على احتجاز قس أميركي، الأمر الذي دفع بالليرة إلى الانخفاض إلى مستويات قياسية مقابل الدولار.
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة، إنه سمح بتعرفة أعلى على واردات الألمنيوم والصلب من تركيا، وضاعف أردوغان التعريفة على سيارات الركاب إلى 120% ، وعلى المشروبات الكحولية إلى 140 %، وعلى التبغ الورقي إلى 60 %، كما تضاعفت التعريفات على سلع مثل مستحضرات التجميل والأرز والفحم.
مبدأ المعامة بالمثل
وكتب نائب الرئيس فوات أوكتاي عبر "تويتر"، إنه تم زيادة رسوم الاستيراد على بعض المنتجات ، بموجب مبدأ المعاملة بالمثل، رداً على الهجمات المتعمدة للإدارة الأمريكية على الاقتصاد التركي، "في خطابه المتلفز أمس، تعهد أردوغان بأن تركيا "ستقاطع البضائع الإلكترونية الأمريكية". وقال "إذا كانت (الولايات المتحدة) تملك جهاز آي فون، فهناك سامسونج على الجانب الآخر"، في إشارة إلى الهاتف الأمريكي العملاق "آبل" العملاق والعلامة التجارية الكورية الجنوبية الكبرى.
الخلاف مع واشنطن
وساعد الخلاف مع واشنطن على دفع الليرة إلى تسجيل مستويات قياسية، حيث خسرت العملة أكثر من 40 % من قيمتها مقابل الدولار هذا العام، مما دفع بتحركات السيولة للبنك المركزي لدعمها. وانتعشت الليرة حوالي 8% يوم الثلاثاء، مدعومة بأخبار عن مكالمة جماعية مقررة يوم الخميس حيث سيسعى وزير المالية إلى طمأنة المستثمرين الدوليين.
شعور الأسواق بالقلق
وتشعر الأسواق بالقلق من تأثير أردوغان على الاقتصاد ومقاومته لرفع أسعار الفائدة لمعالجة التضخم ذي الرقم المزدوج. وفي يوم الأربعاء، تم تداول الليرة عند 6.4125 مقابل الدولار الأمريكي، حيث تراجعت من إغلاق 6.3577 في اليوم السابق. وتراجعت الأسهم الآسيوية إلى أدنى مستوى لها في عام واحد يوم الأربعاء، حيث ساهمت الأسواق الصينية الهبوطية في تدهور معنويات المستثمرين بسبب الأزمة المالية التركية.
وفي لندن، انخفض مؤشر "فاينانشال تايمز" 100 بنسبة 0.4 %، الأربعاء، وقال أردوغان إن تركيا هي الهدف لحرب اقتصادية، وقد وجهت نداءات متكررة إلى الأتراك لبيع دولاراتهم واليورو لدعم العملة، والثلاثاء، قال إن تركيا ستقاطع المنتجات الإلكترونية الأميركية.
أرسل تعليقك