إصابة أحد حراس "الأقصى" واعتقال آخر أثناء تصديهم لاقتحام المستوطنين اليهود لباحاته

أُصيب أحد حراس المسجد الأقصى المبارك صباح الثلاثاء برضوض جراء اعتداء قوات الاحتلال الخاصة عليه أثناء تصديه لأداء بعض المستوطنين المتطرفين شعائر تلمودية في المسجد، وأكد الإعلامي المختص في شؤون القدس والأقصى محمود أبو عطا إن 10 من أفراد القوات الخاصة اعتدوا بالضرب المبرح على حارس الأقصى مهند عابدين أثناء اعتراضه على تأدية بعض المستوطنين المقتحمين شعائر تلمودية قريبًا من الجامع القبلي المسقوف.

وأضاف أن القوات الخاصة هاجمت الحارس عابدين بالقوة، ما أدى لإصابته برضوض، وجرى نقله إلى عيادة المسجد الأقصى ومن ثم إلى مستشفى المقاصد في القدس المحتلة لتلقي العلاج، أن عددًا من الحراس حاولوا الدفاع عن زميلهم عابدين، إلا أن قوات الاحتلال استمرت في الاعتداء، وتوجيه ألفاظًا وشتائم بذيئة لهم، والاستهزاء بهم، كما اعتقلت الحارس سامر أبو قويدر من المسجد
وتسود ساحات الأقصى حالة من التوتر الشديد في أعقاب اعتداء الاحتلال على حراس الأقصى، والتلفظ بألفاظ بذيئة بحق المصلين والحراس، واستمرار اقتحامات المستوطنين للمسجد، وذكر أبو عطا أن 46 مستوطنًا وأطفال يهود اقتحموا منذ الصباح المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، ونظموا جولة استفزازية في باحاته بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال، ووسط إصرار على تأدية بعض الشعائر التلمودية عند منطقة باب الرحمة داخل الأقصى.

وأفاد بأن شرطة الاحتلال منعت طواقم لجنة الإعمار بالأقصى من إصلاح بعض مواسير المياه الواصلة إلى منطقة الثلاجات القريبة من البائكة الجنوبية لصحن قبة الصخرة المشرفة، وفي السياق ذاته، أجرت شرطة الاحتلال صباح الثلاثاء عمليات مراقبة لإصلاح سبيل منبر برهان الدين في المسجد الأقصى، فيما تجول أحد عناصرها بسيارة الشرطة داخل باحات المسجد.

وشهدت مصليات وساحات الأقصى تواجدًا للمصلين من أهل القدس والداخل الفلسطيني المحتل الذين انتشروا في حلقات العلم وقراءة القرآن، وتصدوا بهتافات التكبير للاقتحامات، وأشار أبو عطا إلى تواجد مكثف لعناصر شرطة الاحتلال والتدخل السريع عند أبواب المسجد، وخاصة "السلسلة، المغاربة، والمجلس، بالإضافة إلى بعض المناطق في باحاته، مؤكدًا أن سلطات الاحتلال تتبع سياسة ممنهجة ضد حراس الأقصى، كونهم خط الدفاع الأول عن المسجد، ولدورهم البارز في التصدي لاقتحامات المستوطنين.

واعتبر حملة الإبعادات التي نفذها الاحتلال بحق الحراس وموظفي الأوقاف الإسلامية ما هي إلا إشارة لتجهيزات واسعة من أجل تأمين الاقتحامات خلال الأيام المقبلة، خاصة أن "منظمات الهيكل" المزعوم وضعت برنامجًا سيستمر لمدة أسبوعين لدعم هذه الاقتحامات في ذكرى ما يسمى "خراب الهيكل"، وأكد الإعلامي المختص في شؤون القدس والأقصى أن الاحتلال يهيئ الأجواء لاقتحام أكبر واعتداء أوسع على الأقصى في ذكرى "خراب الهيكل".

يُذكر أن المسجد الأقصى يتعرض بشكل شبه يومي لسلسلة انتهاكات واقتحامات من قبل المستوطنين وشرطة الاحتلال، وسط تصعد ممارسات وإجراءات الاحتلال بحق حراس الأقصى وموظفي الأوقاف.