القدس-فلسطين اليوم
أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لرئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أن ألمانيا تعرب عن استيائها من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ولكنها أصّرت على أنها غير مُحبطة من نهج بريطانيا لمغادرة الاتحاد، موضحة أنها تشعر بالفضول بشأن ما تريده المملكة المتحدة من المفاوضات مع بروكسل، مضيفة أن ألمانيا لم تغيّر موقفها من قرار بريطانيا بترك الاتحاد، كما قالت في مؤتمر صحافي في برلين "إننا نستنكره".
وينتاب القادة الأوروبيون الشعور بالفضول تجاه وضع المملكة المتحدة التفاوضي والخاص بالتفاصيل، حيث قالت ميركل إنها أرادت من بريطانيا وضع مقترحاتها للتوصل إلى اتفاق بشروط أوضح، مضيفة "نتطلع كثيرًا إلى أن تعيد بريطانيا طرح أفكارها، ونرغب في بدء هذه المفاوضات لأننا نخضع لضغوط زمنية معينة ولكننا نريد أيضا أن نكون حريصين جدا وحذرين جدا في العمل على هذا الأمر مما يعني أننا سنتبادل وجهات النظر بشكل متكرر".
وقالت ميركل إن ألمانيا ترغب في الحفاظ على علاقتها الوثيقة مع المملكة المتحدة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لأنها رفضت الاقتراحات التي أثارت غضبها من إستراتيجية بريطانيا التفاوضية، موضحة "أنا لست محبطة على الإطلاق، وأشعر فقط بالفضول تجاه كيفية تصور بريطانيا هذه الشراكة في المستقبل، ومن الواضح أن لدينا أيضا مصالحنا الخاصة فيما يتعلق، على سبيل المثال، بالالتزامات الاقتصادية"، وأضافت :"نود الحفاظ على هذه الشراكة الوثيقة وربما يكون الجانبان في عملية التعلم يحاولان وجود أرضية مشتركة".
ولفتت المستشارة الألمانية إلى إنها تأمل في أن تكون العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا "أقرب ما يمكن" بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، غير أنها أوضحت أن المملكة المتحدة لا يمكن أن تتوقع التمتع بالفوائد الكاملة لعضوية الاتحاد الأوروبي خارج الكتلة.
وفي الوقت نفسه، قالت السيدة ماي، إنه تم إحراز تقدمًا كبيرًا في مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي حتى الآن، والهدف الفوري للمرحلة المقبلة، بداية من يوم الاثنين، هو الموافقة على شروط فترة انتقالية، وأضافت أن المفاوضات "ليست مجرد طريق واحد"، كما قالت "إنني أريد شراكة اقتصادية مستقبلية جيدة للاتحاد الأوروبي، جيدة بالنسبة لألمانيا، جيدة بالنسبة للأعضاء الآخرين المتبقين في الاتحاد الأوروبي".
واجتمع ماي وميركل في العاصمة الألمانية برلين لإجراء محادثات قبل يوم من اجتماع السيدة ماي في مؤتمر الأمن في ميونيخ، ومن المتوقع أن تعلن رئيسة الوزراء في المؤتمر يوم السبت أنها تريد أن تبقى بريطانيا في "يوروبول" ومخطط الاعتقال الأوروبي، وقالت رئيس الوزراء البريطانية إن المملكة المتحدة لا تزال "ملتزمة بشكل غير مشروط" للحفاظ على الأمن الأوروبي بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ووُجه سؤالًا إلى تيريزا ماي عما إذا كانت تقبل أن تتخلى المملكة المتحدة عن خطط خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدلا من انتظار قيام الاتحاد الأوروبي بتقديم عرض، فأجابت "أن نقطة المفاوضات هي طرفان يجلسان ويتحدثان عن هذه القضايا ويتوصلان إلى إتفاق حول هذه القضايا"، حيث تصّر أيضا على أن الحكومة "أوضحت" في عدد من المناسبات ما تريده من مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وفي إجابة ميركل بشأن إمكانية قيام المملكة المتحدة بتأمين صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، قالت "في نهاية المطاف يجب أن تكون النتيجة توازن عادل"، وأوضحت أن علاقة المملكة المتحدة مع الاتحاد الأوروبي بعد خروج بريطانيا من الاتحاد ستكون "أقرب ما يمكن لكن بطريقة مختلفة فيما يتعلق بالمملكة المتحدة كعضو خارج الاتحاد.
وشددت ماي على أهمية التجارة، حيث قالت "التجارة بين دولنا تؤمن وتولد الآلاف من فرص العمل بين بلادنا، والتجارة بين ألمانيا وبريطانيا تعود إلى القرن الثاني عشر، فيما أكدت المستشارة الألمانية على أهمية وحدة الاتحاد الأوروبي خلال مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، قائلة :"بالنسبة لنا نحن الألمان نود رؤية الـ27 دولة تعمل سويا في هذه المفاوضات، هذه عملية مستمرة ونطور أفكارنا عنها معا، ونتطلع إلى أن ضع بريطانيا أفكارها مرة أخرى".
أرسل تعليقك