شنّت قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة 27 غارة على مواقع لعناصر" داعش" المتطرف في العراق وسورية، منهم 18 غارة في العراق قرب مدن الحويجة والحديثة هويت وكيسيك والموصل والقيارة والرمادي، وتسع غارات في سورية بالقرب من مناطق الرقة وعين عيسى ودير الزور ومارع ومنبج، وعاودت الطائرات الحربية التركية، قصفها المكثف على قواعد ومواضع حزب العمال الكردستاني على سفح جبل قنديل.
وتأتي الغارات التركية بعد أن قام عناصر حزب العمال الكردستاني في الأيام الماضية بعمليات أدت لحصول تعقيدات بين العمال الكردستاني والجيش التركي في المناطق الكردية في جنوب شرق تركيا, وقال مصدر مطلع في قضاء سوران إنه في حوالي الساعة الثامنة من مساء الخميس قامت الطائرات الحربية التركية بقصف القرى والتجمعات السكانية في سفح جبل قنديل بحجة استهداف عناصر حزب العمال الكردستاني، بالإضافة إلى قصف مكثف على جبل كونه كوتر ضمن سلسلة جبال قنديل في حدود ناحية سنگسر، لافتا إلى عدم معرفة الخسائر الناجمة نتيجة.
وأبدت تركيا، "نوعًا" من المرونة في حل الأزمة مع العراق حول تواجد قواتها في معسكر شمال مدينة الموصل بعد تبادل البلدين لتصريحات متشنجة, وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الخميس، إن بلاده تدافع عن وحدة الأراضي العراقية أكثر من الجميع، مشيرًا إلى أن أمن واستقرار العراق يشكلان أهمية كبيرة بالنسبة لتركيا, حيث جاء كلامه في معرض تعليقه على التصريحات الصادرة بشأن تواجد تركيا العسكري في معسكر بعشيقة شمال الموصل خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره الإيطالي باولو جينتيلوني، عقب لقاءات ثنائية وعلى مستوى الوفود، في مقر وزارة الخارجية التركية في العاصمة أنقرة, وتزامنت مع طلب العراق عقد اجتماع عاجل في مجلس الأمن الدولي لمناقشة وجود قوات عسكرية تركية على أراضيه.
وأضاف, "نحن دائماً مع الحل، لكن العراق وبحكم الاضطرابات السياسية الداخلية والاستقطاب، نرى وللأسف استمرار التصريحات والمواقف السلبية حول بعشيقة، لقد قلت أيضاً بالأمس بأننا لم نذهب إلى هناك بقرار ذاتي، لقد دخلنا إلى هناك بعلم الإدارة العراقية، وحتى الآن ندرب ونجهز القوات المحلية هناك لمحاربة داعش", وتابع, "لا نرى مشكلة مهمة في هذا الخصوص ونتوقع بأننا سوف نتجاوز ذلك، يكفي أن يتخلص العراق من دواعي القلق في السياسة الداخلية، ويتخلى عن استخدام النقض (في إشارة إلى رفض التواجد التركي)، لكي نبحث كيف نتعاون في هذا المجال", وأشار إلى أنهم يدربون أيضاً قوات البيشمركة في اقليم كردستان" لافتا الى أنه "وخلال قيام تركيا بأنشطتها فإنها تستخدم حقوقها المشروعة بموجب القانون الدولي، وأن بلاده تدافع عن وحدة الأراضي العراقية أكثر من الجميع، "مشدداً في الوقت ذاته على أن "أمن واستقرار العراق يشكلان أهمية كبيرة بالنسبة لبلاده", واستطرد, "أيا كان الذي صدر عن البرلمان العراقي لا يمثل كل الشعب العراقي، والتصريحات التي صدرت فيما بعد عكست ما قلته، لكن نحن نتواجد هنا من أجل الحل، بالتأكيد لا نريد الدخول في حلقة مفرغة مع العراق".
وفرض تنظيم "داعش" المتطرف حظرًا للتجوال في مدينة الموصل ، حيث يأتي في وقت أعلنت وزارة الدفاع، أن الجيش العراقي حرر جزيرة الرمادي بالكامل من عناصر" داعش" المتطرف, وقال مصدر امني، إن متطرفي داعش فرضوا حظراً للتجوال في المدينة من الساعة 10 ليلاً الى الساعة 5 فجراً،" مشيرا الى شن المتطرفون حملة اعتقالات للشباب خلال ساعات الحظر, وبين أن الاعتقالات تزايدت في الايام الماضية ومازالت مستمرة، بعد ظهور مقاومة ضد داعش مع اقتراب عملية تحرير الموصل, بينما تداول العديد من الناشطين العراقيين صورًا جديدة التقطت بسرية داخل مدينة الموصل، تظهر حرف (الميم) مكتوباً على الجدران وسط حديث عن حملة مقاومة داخل المدينة الواقعة تحت سيطرة داعش كتبها شباب أطلقوا على أنفسهم (كتائب الموصل).
وأكدت وزارة الدفاع العراقية على أن تشكيلات الجيش العراقي ضمن قاطع عمليات الأنبار استكملت تحرير مناطق جزيرة الرمادي من تنظيم داعش المتطرف, وأضافت أن قوات قيادة الفرقة العاشرة حررت مناطق البوذياب والبوعلي الجاسم و البوعساف من عناصر التنظيم المتطرف وصولاً إلى حدود قاطع عمليات الجزيرة, وأشارت إلى أن القوات الأمنية استطاعت الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة و توفير الأمن للمواطنين المتواجدين في تلك المناطق، نتيجة الخبرة الكبيرة التي اكتسبها المقاتلون الأبطال في عمليات التحرير.
وأصدرت قيادة العمليات المشتركة، توضيحاً للقصف الذي تعرضت له قوة من الحشد العشائري أمس من قبل طيران التحالف الدولي جنوب مدينة الموصل وراح ضحيته عدد من المقاتلين, وذكر بيان لخلية الاعلام الحربي ، أن قيادة العمليات المشتركة تبين ان الضربة الجوية التي نفذها التحالف الدولي ضمن قاطع عمليات تحرير نينوى جاءت بناء على معلومات قدمت من الحشد العشائري تفيد بوجود نيران معادية من احد المنازل في قرية (خرائب جبر), وأضاف انه تم تدقيق المعلومات مع مصدرها الذي اكد المعلومات، بعدها نفذت الضربة الجوية على الهدف المحدد وفقا للمعلومات، وتبين بعد ذلك استشهاد عدد من ابناء الحشد العشائري وجرح آخرين وتم فتح تحقيق فورًا لمعرفة الأسباب, حيث قتل 20 عنصراً من الحشد العشائري في قصف جوي خاطئ للتحالف الدولي تزامنا مع هجوم شنته عناصر داعش على قرية (خرائب جبر) جنوب مدينة الموصل.
ووجه طيران القوة الجوية ضربة أسفرت عن تدمير مصنع للتلغيم ومعمل لتدريع العجلات ومقر لداعش ومضافتين في قضائي عانة والقائم, وأعلنت مديرية مكافحة الارهاب في اقليم كردستان، عن مقتل ثلاثة من قادة تنظيم "داعش" المتطرف من الاجانب خلال غارة شنتها طائرات التحالف الدولي على سيارة كانت تقلهم, وأوضحت أن طائرات التحالف الدولي استهدفت سيارة كانت تقل متطرفين في مدينة الموصل اول امس الثلاثاء، مبينة أن الغارة أسفرت عن مقتل ثلاثة من كبار القادة الاجانب في تنظيم "“داعش" وهم كل من مسؤول المتطرفين الاجانب تيم الله الشيشاني المكنى "ابو ليث" ومسؤول كتيبة الاقصى ابو عمر الطاجيكي، والمسؤول العسكري ابو محمد الطاجيكي.
يُذكر أنَّ تنظيم "داعش" اجتاح مدينة الموصل في العاشر من حزيران/يونيو من عام 2014 بعد انسحاب مفاجئ من القوات العراقية, ومن المنتظر أن تقوم العراقية بمساندة قوات التحالف الدولي بشن عملية واسعة لاستعادة السيطرة على المدينة حسب مصادر عراقية ودولية.
أرسل تعليقك