الجزائر - فلسطين اليوم
بدأ المرشحون إلى الانتخابات الرئاسية في الجزائر حملة مبكرة، معلنين عن برامجهم الانتخابية وتعهداتهم في محاولة لمغازلة الناخبين واستقطابهم، وذلك قبل أسبوع من البداية الرسمية للحملة الدعائية، التي يعتقد أن تنظيمها سيواجه صعوبات كبيرة، في ظل تزايد الحشد ضد هذا الموعد الانتخابي المرتقب.
وكان المجلس الدستوري قد أعلن، السبت، عن قائمة تضم خمسة مرشحين للانتخابات الرئاسية المقررة في 12 كانون الأول/ديسمبر المقبل، بينهم وزيران ورئيسا حكومة في عهد الرئيس المستقيل، عبد العزيز بوتفليقة، وناشط سابق في حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم، وهم: عبد المجيد تبّون وعزالدين الميهوبي وعلي بن فليس وعبد القادر قرينة وعبد العزيز بلعيد.
مناظرات تلفزيونية
من جهته، قال مصدر من السلطة المستقلة للانتخابات لـ"العربية.نت" إن الحملة الدعائية للانتخابات الرئاسية ستنطلق الأحد المقبل 17 تشرين الثاني/نوفمبر لتتواصل على مدى 3 أسابيع وتنتهي الأحد 8 كانون الأول/ديسمبر، ثم يفسح المجال أمام فترة الصمت الانتخابي التي تبدأ الاثنين 9 كانون الأول/ديسمبر لغاية الخميس 12 كانون الأول/ديسمبر، يوم الانتخاب والموعد المحدد للذهاب إلى مراكز الاقتراع واختيار رئيس جديد للبلاد.
ما لفت المصدر إلى أن السلطة المستقلة للانتخابات ستسعى إلى تنظيم مناظرات تلفزيونية بين المرشحين الخمسة خلال فترة الحملة الدعائية، مشيراً إلى أن السلطات استعدت جيداً لهذا الاستحقاق، وتحضرت لكل الاحتمالات والسيناريوهات التي قد ترافق مراحل العملية الانتخابية.
مخاوف من صدامات محتملة
ويأتي ذلك، بينما تستمر الاحتجاجات المناهضة لتنظيم الانتخابات والرافضة لقائمة الشخصيات المرشحة، والتي بدأت تتخذ منحىً قوياً مع دنو موعد الرئاسيات، ما جعل المراقبين يتوقعون ارتفاعاً في منسوب التوتر خلال فترة الحملة الانتخابية التي سيكون فيها رموز بوتفليقة المرشحين وجهاً لوجه مع الشارع والميدان، ويتحدثون عن تحديات ستواجه هؤلاء، خلال محاولاتهم الوصول إلى الناس لعرض برامجهم الانتخابية أو عند القيام بتجمعاتهم الشعبية، خاصة مع انتشار دعوات مقاطعة الانتخابات، واتهام مرشحيها بموالاة النظام السابق والسعي لإعادة إنتاجه من جديد.
وتعكس حادثة الطرد، التي تعرض لها المرشح للانتخابات، علي بن فليس، الأسبوع الماضي، من طرف سكان رفضوا تواجده في حيهم، حجم المشاكل الذي ستواجه المرشحين الخمسة. كما يعطي هذا المشهد صورة عن الوضع المتوتر الذي ستجرى فيه الانتخابات، ويثير مخاوف من وقوع صدامات محتملة، خاصة بعد انتشار حملات مناهضة للمرشحين وأنصارهم، ودعوات لعرقلة الاستحقاق.
من جانبه، اعتبر المحلل السياسي، جلال مناد، أن "الحادثة التي تعرض لها بن فليس قد تكون معزولة، لكنها لا يمكن أن تخفف بأي حال من الأحوال الظرف الاستثنائي الذي ستجرى فيها الحملة الانتخابية المرتقبة، وسمته الأساسية التوتر وتباين المواقف الشعبية والسياسية إزاء موعد الانتخابات الرئاسية"، مشيراً إلى أن "لا أحد بإمكانه توقع ما سيحصل، لكن من الواضح أن الحملة الدعائية لن تمر في ظروف هادئة وطبيعية".
بدوره رأى الكاتب الصحافي الداعم للحراك الشعبي، نجيب بلحيمر، أن حملات المرشحين "ستقتصر على إقامة تجمعات في أماكن مغلقة مثل القاعات، خاصة أن لديهم تجربة في هذا المجال. كما ستساهم وسائل الإعلام العمومية والخاصة، وكلها خاضعة للسلطة، في إيصال أصواتهم إلى أكبر عدد من الناس مع إمكانية تنظيم مناظرات، فضلاً عن مقابلات كثيرة"، موضحاً أن "حدوث توتر أو احتكاكات خلال الحملة يبقى أمراً وارداً"، لكنه يستبعد الانزلاق نحو عنف كبير.
إلى ذلك أشار بلحمير لـ"العربية.نت" إلى أن نتائج الانتخابات "لا تحددها الحملات ولا الجهود التي يبذلها المرشحون أو برامجهم الانتخابية"، مستحضراً في هذا الجانب ترشح بوتفليقة إلى انتخابات 2014، قائلاً إنه "فاز فيها دون أن يظهر في الحملة أو ينطق ولو بكلمة".
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
قائد الجيش الجزائري يهاجم المعارضين ويصفهم بـ”الأصوات الناعقة والنوايا الخبيثة”
أرسل تعليقك