سارع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو توجيه انتقادات إلى رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، في لقائه مع نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن صباح اليوم الأربعاء، بداعي عدم إدانة عباس لعمليات الطعن التي نفذت يوم أمس، الثلاثاء، في بيتاح تكفا والقدس ويافا.
من جهته أكد نتنياهو إن حركة 'فتح' التي يقودها عباس نشرت بيانا رحبت فيه بالعمليات، وفي المؤتمر الصحفي الذي عقد بعد اللقاء، في ظل العمليات الأخيرة التي أصيب فيها 15 شخصًا، وقتل سائح أميركي، وجه نتنياهو مرة أخرى إصبع الاتهام إلى السلطة الفلسطينية، ورئيسها عباس.
وأشار نتنياهو إلى إن عباس لم يصدر إدانة لهذه العمليات، في حين أن حركة فتح تمتدح العملية التي قتل فيها مواطن أميركي. على حد قوله. وقال أيضا إنه 'يجب على المجتمعات الحديثة أن تحارب سوية ضد الإرهاب'. وبحسبه فإنه سبق وأن تحدث عن 'التحريض ضد إسرائيل في المجتمع الفلسطيني الذي يريد دولة مكان دولة إسرائيل وليس إلى جانبها'، على حد تعبيره.
إلى ذلك، رحب نتنياهو بزيارة بايدن، وأكد مجددا على أهمية العلاقة القوية بين إسرائيل والولايات المتحدة، مضيفا أنه ينوي مواصلة العمل مع بايدن، ومع الرئيس الأميركي باراك أوباما. من جهته قال بايدن إن الولايات المتحدة تدين هذه العمليات بشدة، كما تدين 'حقيقة أن هناك جهات لا تدينها'. وأضاف أنه 'من غير المعقول أن يكون هناك قادة يرون بهذه العمليات سلوكا مقبولا'، مؤكدا وقوفه إلى جانب إسرائيل. وأشار بايدن إلى أن الإدارة الأميركية الحالية عززت المساعدات الأمنية لإسرائيل أكثر من أي إدارة أخرى، واهتمت بحصول إسرائيل على أكثر الأسلحة تطورا، ولذلك يجب عدم التشكيك بأن الولايات المتحدة توفر الدعم لإسرائيل، وتحافظ على تفوقها النوعي العسكري في المنطقة.
هذا واستهل نائب الرئيس الأميركي جو بايدن زيارته إلى فلسطين المحتلة، بلقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قبيل الانتقال إلى رام الله للاجتماع مع الرئيس محمود عباس، في محاولة منه لتحريك العملية السياسية، بدون رؤية استراتيجية واضحة.
وأوضح مسؤول فلسطيني، إن بايدن "لا يحمل معه خطة أو مبادرة محددة للعملية السياسية، وإنما يسعى إلى تنشيط مقترح "التسهيلات" المعيشية الإسرائيلية للفلسطينيين ورفع بضع حواجز، مقابل "تهدئة" الأوضاع واستئناف المفاوضات بدون شروط مسبقة". وأضاف إن "الولايات المتحدة تعتزم تحريك العملية السلمية بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي قبل انتهاء فترة ولاية الرئيس الأميركي باراك أوباما، ولكن لا تملك رؤية واضحة لحل الصراع، وإنما إدارته فقط، عبر صيغة تم رفضها فلسطينياً في السابق".
وأفاد بأن "الإدارة الأميركية تسعى لتضمين "يهودية الدولة" في أي اتفاق فلسطيني – إسرائيلي يتم التوصل إليه، وذلك انسجاماً مع المطلب الإسرائيلي، بما يعني إسقاط حق عودة اللاجئين الفلسطينيين، وحرمان المواطنين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة العام 1948 من حقهم في وطنهم".
واعتبر المسؤول الفلسطيني أن "محاولات الإدارة الأميركية لتحريك العملية السلمية في الأشهر الأخيرة من مغادرة البيت الأبيض تأتي في الوقت الضائع". ولفت إلى أن "مباحثات بايدن مع الجانب الإسرائيلي تتناول في الأساس موضوع المساعدات الأميركية العسكرية بالإضافة إلى ملفات إيران وسورية وتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، فضلاً عن ملف العملية السياسية".
واستبق البيت الأبيض زيارة بايدن، التي تستمر يومين، بإعلانه أنه لا يتوقع حدوث "اختراق" بشأن التسوية مع الفلسطينيين، لكنه أكد أن المحادثات ستركز على التعاون الأميركي ـ الإسرائيلي في جملة مسائل، بينها سورية وإيران وتنظيم "داعش".
وكانت الصحف الإسرائيلية، عبر مواقعها الالكترونية أمس، أفادت بأن "توقيع اتفاقية المساعدات العسكرية الأميركية للجانب الإسرائيلي يعتبر الهدف المركزي من زيارة المسؤول الأميركي". وقالت إن "البيت الأبيض وافق مؤخراً على زيادة المساعدات العسكرية السنوية للجانب الإسرائيلي، ومنحها مرونة أكبر في استخدامها، شريطة التنازل عن الإضافات التي يمنحها الكونغرس تقليدياً للمبالغ التي تُقرّ بشكل منفرد، والمتصلة بتطوير منظومات اعتراض صواريخ مثل "حيتس" و "القبة الحديدية"، مبينة أنه "منذ العام 2009، بداية تدشين اتفاق المساعدة العسكرية الحالي، ووفق ما كتبته مجلة "ديفنس نيوز" العسكرية الأميركية، فقد بلغت الزيادات التي أضافها الكونغرس على مشاريع الميزانية الأصلية التي قدّمتها الإدارة 1.9 مليار دولار".
واستبعدت تلك الصحف "حدوث اختراق في المحادثات بشأن عملية التسوية، لكن واشنطن ستواصل سياستها الرامية لمنع انفجار الموقف بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، وفي الغالب ستعمل على إثارة مسألة إدخال تسهيلات اقتصادية ورفع للحواجز في الضفة الغربية". ويتزامن مع هذه الزيارة ارتفاع أصوات المستوطنين المطالبين بالاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، وتنفيذ مشروع الربط الاستيطاني بين القدس المحتلة – أريحا، والذي يعدّ خطيراً، نظير استهدافه الفصل التامّ بين شمال الضفة الغربية عن جنوبها، ويقطع التواصل الجغرافي بينهما، إلا من داخل المستوطنات. ويشكل ذلك تكراراً لوقائع زيارة بايدن إلى فلسطين المحتلة قبل ست سنوات تقريباً، والتي شهدت قراراً استيطانياً إسرائيلياً جديداً، ما أدى إلى إفشال زيارة المسؤول الأميركي وتوتر العلاقات الثنائية.
أرسل تعليقك