غزة – محمد حبيب
أدلى رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، الثلاثاء، بشهادته أمام لجنة مكتب المدعي العام في محكمة الجنايات الدولية، بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الخاصة بمعاملة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الاسرائيلي.
وأكد فارس حسب بيان وصل "فلسطين اليوم" أن الاحتلال الإسرائيلي عبر إدارة السجون، يتبع سياسات وإجراءات ممنهجة تتنافى كليًا مع الأنظمة والقوانين الدولية التي كفلت حقوق وكرامة الأسير، وتعتبر تعديًا سافرًا على الكرامة الإنسانية التي لم يعد لها قيمة أخلاقية وإنسانية لدى دولة الاحتلال، وأضاف "لدينا الكثير من الدلائل والوثائق التي تثبت تورط المحتل في ممارسة القتل العمد بحق أسرى، أدت إلى استشهاد العديد منهم، جراء التعذيب أثناء عملية التحقيق، والإهمال الطبي الذي أدى إلى وفاة العديد من الأسرى، وبعضهم الآن يصارع الموت".
وتابع فارس مخاطبا اللجنة: "الاحتلال الإسرائيلي منعكم من زيارة فلسطين والاطلاع على الواقع الحقيقي المر الذي يعانيه أسرانا في سجون الاحتلال، والمحررون منهم، لأنه يعرف تماماً أن منظومة الإجراءات التي ينفذها بحق الأسرى بمثابة تطهير إنساني، ما يتخوف من الملاحقة والمحاسبة، وعليه نطالبكم بتحمل المسؤولية الإنسانية والأخلاقية تجاه ذلك، والإصرار على زيارة ما يجري في هذه السجون، وخاصة ما يسمى عيادة مستشفى الرملة".
ووضع رئيس نادي الأسير، اللجنة في صورة الإجراءات الدائمة والمستمرة التي تمارسها إسرائيل بحق الأسرى. واعتبر فارس في شهادته، الإهمال الطبي من أسوأ وأبشع الجرائم التي ترتكبها سلطات الاحتلال والتي كان من نتائجها استشهاد العشرات من الأسرى داخل السجون أو بعد إطلاق سراحهم بأيام أو أسابيع أو أشهر قليلة، وفي هذا الجانب يتم إهمال تشخيص المرض، الأمر الذي يؤدي لتفاقمه، وتجريب أدوية لم تدخل سلة الدواء الآدمي، وإعطاء أدوية قبل تشخيص المرض وعادة ما كانت أدوية لا علاقة لها بالمرض، الأمر الذي أدى إلى مضاعفات سلبية.
ومن أدوات الاحتلال في تنفيذ منهجية الإهمال الطبي، انتظار الأسير لوقت طويل جداً لعمل صور أشعة أو رنين مغناطيسي أو تحاليل ضرورية لتشخيص المرض، ما يؤدي إلى معاناة شديدة وتأصل للمرض، والتأخير لسنوات في إجراء عمليات جراحية للمرضى، ونقل المرضى في سيارة كبيرة وهي عبارة عن قفص حديدي بارد جداً في الشتاء وحار وخانق في الصيف وتستغرق الرحلة خلالها ساعات طويلة تزيد عن العشر في معظم الأحيان.
وأشار فارس إلى قضية منع الأسرى من التعليم، وفي هذا الجانب منعت إدارة السجون ومنذ خمس سنوات الأسرى من التقدم لامتحانات الثانوية العامة، ثم لجأت إلى منع الانتساب للجامعة العبرية، مع أن ذلك كان مسموحاً به لسنوات طويلة، وجاء ذلك جراء إضرابات جماعية عن الطعام خاضها الأسرى للموافقة لهم على ذلك، كما أن سلطات الاحتلال تضع قيودا كبيرة على إدخال الكتب.
وتحدث رئيس النادي بإسهاب فيما يخص أماكن احتجاز الأسرى، والطعام، والملابس والأغطية ومواد التنظيف، وممارسة الشعائر الدينية، إذ يمنع الأسرى من ممارسة الشعائر الدينية في إطار إجراءات عقابية ولا تتعامل إدارة السجون بإيجابية مع المتطلبات الخاصة بشهر رمضان أو صلاة الجمعة أو الأعياد، رغم مطالبة الأسرى المتكررة بذلك، وبشأن معاملة الأطفال والقاصرين، بين فارس أن سلطات الاحتلال تعامل هؤلاء معاملة البالغين من حيث ظروف الاعتقال والتحقيق والمحاكمة والاحتجاز ولا توجد هناك أية خصوصية في التعامل معهم باعتبارهم أطفالا، بل على العكس أحيانا تستغل طفولتهم وجهلهم بالقوانين لتمرير سياسات وإجراءات لا تكون مطبقة عند البالغين
أرسل تعليقك