أنهت مدير عام مؤسسة التعاون الدكتورة تفيدة الجرباوي، زيارة ناجحة إلى ولاية سان فرانسيسكو في الولايات المتحدة الأميركية، حيث ألقت كلمة في حفل معهد ""The Institute for Middle East Understanding، بحضور عدد كبير من أبرز قيادي الجالية العربية، والمناصرين للقضية الفلسطينية.
وأكدت الجرباوي خلال كلمتها أمام المعهد، أنَّه منذ ثلاثة عقود وبعد اجتياح الاحتلال الإسرائيلي للبنان وترحيل أكثر من 3 آلاف فلسطيني، ومن منطلق الشعور بالمسؤولية تجاه القضية الفلسطينية، أطلق أربعة من الاقتصاديين والمفكرين الفلسطينيين مشروع مؤسسة التعاون، بهدف تنمية قدرات الإنسان الفلسطيني والحفاظ على تراثه وهويته، ودعم ثقافته الحية، إضافة إلى دعم بناء المجتمع المدني.
وأوضحت أنَّ مؤسسة التعاون حرصت منذ نشأتها، على بناء شبكة واسعة من الشركاء المنفذين لمشاريعها والمشهورين بحسن الأداء والنزاهة والقادرين على الوصول إلى أكثر المناطق حاجة، سواء على صعيد التوزيع الجغرافي للتواجد الفلسطيني، أو الفئات العمرية، أو الشرائح الاجتماعية، وذلك في إطار هدفها الاستراتيجي المتمثل في تطوير قدرات الإنسان الفلسطيني وتعزيز صموده.
وأشارت الجرباوي إلى أنَّ مؤسسة التعاون ركزت خلال عملها على قطاعات التعليم والثقافة والتنمية المجتمعية والصحة والطوارئ والمساعدات الإنسانية، حيث بلغت مساهماتها خلال مسيرتها التنموية حوالي 550 مليون دولار.
وبيّنت أنَّ المؤسسة أصبحت تلامس حياة ما يقارب المليون فلسطيني سنويًا، بالشراكة مع أكثر من 140 مؤسسة فلسطينية، وعشرات المؤسسات المانحة العربية والدولية، وهو ما وضعها في موقع المؤسسة التنموية الرائدة في فلسطين والمنطقة.
وقدَّمت الجرباوي شرحًا حول برامج مؤسسة التعاون، وأهمها برنامج تشغيل الشباب "YES"، والذي تم إنشاؤه في العام 2009، بهدف تسهيل وصول الشباب إلى سوق العمل والحصول على فرص عمل دائمة من خلال رفع مستوى المهارات المطلوبة من قبل أرباب العمل، والتشبيك الفعال بين جانبي سوق العمل، الطلب والعرض على فرص العمل، وكذلك تمكين الشباب الريادي من تكوين منشآت أعمال تساعد على توسيع القاعدة الإنتاجية وخلق فرص عمل.
ونوّهت إلى أنَّ برنامج تشغيل الشباب يقوم بتأمين فرص عمل سنوية لما يقارب من 4000 خريج وخريجة بدخل يعادل 16 مليون دولار أمريكي. موضحة أنَّ مؤسسة التعاون دعمت أول مسرعة أعمال للاستثمار التأسيسي للشركات العاملة في مجال التكنولوجيا والزراعة في فلسطين، حيث قدمت المؤسسة حزمًا شاملة ومتكاملة للشركات المبتدئة والرائدة، وساهمت في إنشاء 250 شركة صغيرة ستخلق أكثر من 10 آلاف فرصة عمل مع نهاية العام 2016.
وتطرقت الجرباوي، إلى العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، وركزت على آثاره الكارثية والمتمثلة في استشهاد أكثر من 1500 شخص، منهم 506 أطفال، و260 نساء، وإلى إبادة عائلات بأكملها، وإصابة حوالي 10 آلاف شخص نصفهم من النساء والأطفال، إضافة إلى خلق إعاقات دائمة مدى الحياة، وتشريد أكثر من نصف مليون فلسطيني، وتدمير أكثر 18ألف منزل.
ولفتت الجرياوي إلى أنَّ مؤسسة التعاون، دأبت منذ اللحظات الأولى للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، على تقديم كل أشكال المساعدات والدعم الطارئ للتخفيف من معاناة شعبنا في القطاع، وبما هو متاح لديها من إمكانات، وذلك بالتنسيق الكامل مع المؤسسات والمنظمات الإنسانية والشركاء، حيث ساهمت بتوفير المحروقات للمستشفيات والمراكز الصحية وسيارات الإسعاف، وتوفير والأدوية والمستلزمات الطبية الطارئة والطرود الغذائية، والفرشات والبطانيات والمخدات ومستلزمات الصحة العامة،
بالإضافة إلى توفير خزانات مياه الشرب، وتقديم خدمات الدعم النفسي والتأهيل للمعاقين والمساهمة في ترميم وتأهيل المدارس والمنازل، حيث وصلت المؤسسة إلى أكثر من 400 ألف من أبناء شعبنا في القطاع، والتزمت بصرف ما يقارب 10 ملايين دولار حتى اللحظة.
وشدّدت الجرباوي في ختام كلمتها، على أنَّ إعادة إعمار قطاع غزة يتطلب جهودًا ضخمة ومنسقة من قبل المجتمع الدولي، لافتة إلى أنَّ مؤسسة التعاون أعدت خطة مستقبلية من 3 مراحل للمساهمة في إعمار قطاع غزة 2014-2017 بعنوان "معًا من أجل غزة" وتبلغ موازنتها حوالي 50 مليون دولار تهتم برعاية الأيتام، والمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي، وتأمين فرص العمل للشباب والنساء.
أرسل تعليقك