موسكو - سلوى عمر
أعلنت موسكو عزمها تأسيس أربع فرق عسكرية جديدة تابعة للقوات البرية، واستعدادها لنشر وحدات مشاة للمرة الأولى في شبه جزيرة القرم، وذلك في أقوى رد على اقتراب الحلف الأطلسي من الحدود الروسية.
وجاء ذلك بالتزامن مع اتهام الخارجية الروسية الولايات المتحدة بإشاعة دعاية مناهضة لموسكو، واتهام أجهزة الاستخبارات الأميركية بـ"استفزاز" دبلوماسيين روس في الولايات وخارجها، بعدما سحبت إدارة الرئيس باراك أوباما أوراق اعتماد خمسة من ستة قناصل فخريين روس في واشنطن.
وقال قائد القوات البرية الروسية، الجنرال أوليغ ساليوكوف، إن المؤسسة العسكرية ستنشئ هذا العام أربعة تشكيلات جديدة لدعم تمركز القوات الروسية المنتشرة في غرب البلاد ووسطها، وأن ثلاث فرق جديدة تابعة لسلاح المشاة الميكانيكي ستُنشر في المناطق الغربية، فيما ستُنشر فرقة وسط البلاد في القطاع العسكري المركزي.
وكان وزير الدفاع الروسي، الجنرال سيرغي شويغو، اعتبر نشر الفرق الجديدة "المهمة الأساسية لهذا العام"، لافتًا إلى أن هذا القرار لا يقتصر على تأسيس فرق جديدة تابعة لسلاح المشاة، بل يشمل تشييد كل البنى التحتية اللازمة لنشاطها؛ مثل المعسكرات وساحات التدريب ومستودعات الأسلحة ومجمَّعات السكن.
وتعتزم المؤسسة العسكرية الروسية تكثيف التدريبات ورفع الجاهزية القتالية ضمن خطوات ستُنفَّذ في 2016، في إطار "رد متكافئ" على نشاط "الأطلسي". وقال ساليوكوف إن قواته نفذت العام الماضي 4500 تدريب متنوِّع، مسجِّلة زيادةً نسبتها مرة ونصف المرة على معدلات التدريب لعام 2014. وضمن تلك التدريبات 15 ألف رماية بالذخائر الحية و7 آلاف تمرين على قيادة العربات القتالية.
كما أعلن أن القوات البرية الروسية ستشارك هذا العام في سبعة تدريبات دولية، بما في ذلك مع الجيش الباكستاني في أراضٍ جبلية وعرة، كما ستشارك في تدريبات مشتركة لـ"منظمة شنغهاي للتعاون" ومجموعة معاهدة الأمن الجماعي، وتدريبات مشتركة مع الهند ومنغوليا. وذكر أن لواءي الصواريخ التابعين للقوات البرية سيحصلان هذا العام على منظومات "إسكندر–إم" للصواريخ التكتيكية الهجومية، مذكرًا بأن قواته تضم ستة ألوية لتلك الصواريخ.
وسيشهد هذا العام تشكيل لواءين جديدين لصواريخ "إسكندر–إم" في القوات البرية، كما ستُزوَّد تلك القوات بعربات مشاة قتالية وناقلات أفراد مدرعة ومدفعية ودفاعات جوية متطورة. ولم يستبعد ساليوكوف اتخاذ قرار خلال 2016 بنشر قوات برية في شبه جزيرة القرم، حيث تتمركز قوات تابعة لأسطول البحر الأسود.
وكان الرئيس فلاديمير بوتين أعلن أن زيادة النشاط العسكري وتوسيع مناطق تواجد القوات البرية والجوية الروسية، يدخل في إطار مواجهة "مساعي الأطلسي للهيمنة ومحاولات تطويق روسيا". ووقّع بوتين عشية رأس السنة الجديدة، عقيدة الأمن القومي الروسي بنسختها المعدلة، التي نصَّت للمرة الأولى على أن توسيع "الأطلسي" واقترابه من الحدود الروسية، يشكّلان تهديدًا مباشرًا للأمن الإستراتيجي لموسكو.
وفي دافوس، أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أنه ونائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن، التقيا هذا الأسبوع في المنتجع السويسري الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو، سعيًا إلى تطبيقٍ كاملٍ لاتفاقات مينسك لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، مشيرًا إلى أن الاتفاقات قد تُنفذ في الأشهر المقبلة إذا توافر جهد ونية حسنة لتسوية المشكلة لدى الطرفين، بما يتيح رفع العقوبات المفروضة على روسيا.
أرسل تعليقك