أكد نائب رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء اليمني خالد محفوظ بحاح، بأن ميليشيات الحوثيين والرئيس الأسبق علي عبد الله صالح مارست العبث في النظام المالي في اليمن، مما نتج عنه عُجوزات كبيرة في الموازين الاقتصادية، موضحًا أن الأرصدة المسحوبة من البنك المركزي في صنعاء بلغت نحو تريليون ونصف ريال يمني في نهاية 2015.
وقال بحاح خلال مؤتمر صحافي عقده، الثلاثاء، في قصر الإمارات في أبوظبي، "إن هذه المبالغ قُيدت قرضًا مباشرًا على حساب عام الحكومة، وقد استخدمت الميليشيا جزءًا أساسيًا من هذه المبالغ في تغطية عملياتها الحربية ضد أبناء الشعب تحت مبرر أنها نفقات أجور ومرتبات". كما دعا بحاح إلى رسم خريطة طريق لمستقبل اليمن وإطلاق مشروع حقيقي لليمن بمشاركة وتعاون جامعة الدول العربية ودول مجلس التعاون الخليجي.
وأشاد خالد بحاح بالدعم اللامحدود، والدور المشرف لقوات التحالف برئاسة السعودية والمشاركة الفاعلة من الإمارات، مؤكدًا أن هناك شراكة حقيقية مع الإمارات في تعزيز الأمن في عدن والحفاظ على المناطق المحررة، والجهود مستمرة وبشكل مضاعف في القضاء على التطرف.
وتطرق إلى مشكلة تكدس السلاح في اليمن، قائلًا إنها تشكل أهم تحديات الدولة، والاتجاه العام هو أن يكون السلاح في يد الحكومة، وأن تكون الدولة المسيطرة على السلاح، مشيرًا إلى أن ما يعانيه اليمن اليوم هو نتيجة الأوضاع السابقة المتراكمة منذ أعوام موضحًا أن الأحزاب كافة مطالبة بمساهمة إيجابية، وهذا سيسجله التاريخ.
وشدد على أهمية القضاء على الفكر الضال من أنصار "الحوثيين" و"القاعدة" و"داعش" و"ميليشيا صالح"، للوصول إلى استتباب الأمن، لافتًا إلى أن موضوع الإعمار ليس بالأمر السهل، ويحتاج إلى جهود كبيرة وتكاتف من كل الأطراف نظرًا للدمار الكبير الذي لا يتصوره عقل، موضحًا "قريبًا ستتوجه مسيرة الإعمار إلى عدن".
وكثف طيران التحالف العربي الثلاثاء غاراته على مواقع الحوثيين وقوات الرئيس اليمني السابق علي صالح في صنعاء ومحافظات صعدة وإب وعمران وحجة. وتمكنت القوات المشتركة لـ "المقاومة الشعبية" والجيش الموالي للشرعية وبدعم من قوات التحالف من إفشال هجمات للمتمردين لاستعادة مواقع خسروها شمال منفذ حرض في محافظة حجة.
وأفادت مصادر المقاومة بأن عشرات المتمردين قتلوا في الهجوم الذي شنوه ضد القوات الشرعية وحاولوا من خلاله استعادة مواقع عدة شمال منفذ حرض الحدودي مع السعودية، مضيفة أن قوات الجيش الوطني والمقاومة وبمساندة قوات التحالف صدت الهجوم بالتزامن مع قصف جوي لطائرات "الأباتشي" والبوارج الحربية على مواقع الانقلابيين وخطوطهم الخلفية.
ونفى وزير الإدارة المحلية اليمني عبد الرقيب سيف فتح، أن تكون قوات التحالف استهدفت مواقع مدنية داخل اليمن، وفق ما ذكرته منظمات دولية، وقال إن تلك المنظمات تعتمد على تقارير إدارية مكتبية تُعد من صنعاء. وأكد أن قوات التحالف لا تحاصر المدن اليمنية ولا تمنع دخول المساعدات الإغاثية، منوهَا إلى أن الحوثيين وأنصار صالح هم من يحاصرون المدن ويقومون بالاستيلاء على هذه المساعدات. كما حذّر الوزير اليمني من تكرار مأساة مضايا السورية في اليمن، مطالبًا الأمم المتحدة بأن تمارس العمل وفقًا لاتفاقات جنيف.
وأسفرت المواجهات والغارات التي قادتها قوات التحالف الثلاثاء، على مختلف الجبهات، عن مقتل نحو 20 من عناصر الحوثي وقوات صالح، وتدمير عتاد عسكري لهم في جيل هيلان ومنطقة حباب غربي صرواح في محافظة مأرب.
وذكرت مصادر عسكرية أن غارة لطائرات التحالف استهدفت طاقمًا يضم ثمانية أفراد على الأقل في منطقة حباب (غربي مأرب) أدت إلى مقتل عدد من عناصر الحوثيين وتدمير الطاقم الذي كان في طريقه باتجاه سوق صرواح. فيما دمرت غارة أخرى في المنطقة نفسها مخزنًا للأسلحة والذخائر، إضافة إلى تدمير آلية عسكرية تابعة للحوثيين. حيث أفاد شهود بأن قوات التحالف الذي تقوده السعودية نفذت أربع غارات على المعسكر الذي يسيطر عليه الحوثيون وقوات صالح في حي النهضة شمالي صنعاء.
واستهدفت غارات التحالف الثلاثاء، في صنعاء قاعدة الديلمي الجوية ومخازن للحوثيين ومواقع في محيط المدينة الرياضية وقرب منطقة التحرير وسط العاصمة، وفي محيط مبنى التلفزيون وفي حي النهضة ومنطقة صرف وفي معسكر ألوية الصواريخ في منطقة فج عطان.
وعثر مواطنون في عدن، مساء الاثنين، على جثة عقيد متقاعد في القوات الجوية مرمية في منطقة "بير فضل" شمال المدينة، حيث كشفت مصادر أمنية أن العقيد صالح عوض درامة تعرض للخطف من قبل مسلحين مجهولين قبل أن يعثر عليه مقتولًا.
أرسل تعليقك