غزة – محمد حبيب
أقدم مواطن فلسطيني جنوب قطاع غزة، مساء الجمعة، على حرق نفسه على دوار بني سهيلا شرق مدينة خان يونس، وأشارت المصادر إلى أنه تم نقله إلى المستشفى، فيما وصفت حالته بالخطيرة.
يأتي ذلك بعد يوم من قيام الشاب حمادة كوارع من غزة بوضع حد لحياته دون أن يوضح الأسباب التي دفعته للانتحار، حيث جاء انتحار كوارع أيضًا بعد 24 ساعة على عملية انتحار مماثلة وقعت وسط القطاع، الأمر الذي يدفع لتسليط الضوء على ارتفاع عدد هذه الحوادث.
ويعيش سكان قطاع غزة حالة من الضنك والكدر النفسي يبدو واضحًا في أداء الناس الذين يشكون من التوتر والضيق النفسي وضيق الحال، وهذا ما يؤكده الأخصائي النفسي درداح الشاعر الذي قال إن قطاع غزة بشكل عام لا يعيش في ظروف راضية مرضية في الجانب النفسي.
وأكد الشاعر أن حالات الانتحار المتزايدة في قطاع غزة مؤشر خطير نتيجة للظروف الضاغطة والقاهرة التي يحياها الإنسان الفلسطيني سواء سياسية أو أمنية أو اجتماعية أو ثقافية أو اقتصادية تتفكك معها شخصية الإنسان فيعجز عن مواجهة المشكلات التي يعانيها وبالتالي يلجأ للانتحار كأسلوب من أساليب الخلاص من ما يعانيه من توتر وتأزم نفسي كبيرين.
وأكد الشاعر أنه لا يمكن الحديث عن أسباب واحدة لحالات الانتحار في غزة، مبينًا أن كل حالة انتحار لها ظروف وملابسات مختلفة عن الأخرى فمنهم من ينتحر بسبب الواقع الاقتصادي المرير أو ضعف الوازع الديني والأخلاقي أو على أساس العلاقات الزوجية السيئة، إلا إذا كان هناك انتحار جماعي لدى الناس، مستدركًا أنه جاء في قطاع غزة كرد فعل للواقع المرير الذي يعيشه الإنسان الفلسطيني في قطاع غزة على وجه الخصوص.
ورفض الشاعر أن يصف هذه الحالات بالظاهرة، مشددًا أنها حالات فردية هنا وهناك يحاول الإنسان التخلص بواسطتها من ظروف معينة ولكن بشكل عام الواقع في القطاع متأزم ومرير يجعل الإنسان في حالة من التوتر والضيق والتأزم النفسي، قائلًا: "وإذا كانت المنظومة الأخلاقية والدينية ضعيفة فهذا يساعد على الانتحار".
ولفت الشاعر إلى أن الفئة الشابة في قطاع غزة تعاني حالة من الإحباط وانعدام المستقبل حيث يعيشون في فراغ نفسي نتيجة انسداد الأمل ومستقبل أسود ويعتقدون أن أفضل أسلوب للتخلص من السواد هي هذه النهاية السيئة.
وشدد الشاعر على أن وجود فسحة من الأمل في مجالات التعليم والاقتصاد والعمل يفتح الأمل أمام الشباب وتبدو الحياة جميلة لهم وبالتالي يقع على عاتق الدولة توفير فرص العمل وفرصة تعليمية بحيث تبدو للحياة قيمة بنظرهم.
وبلغ عدد حالات الانتحار في قطاع غزة في العام 2015 بحسب مركز الميزان لحقوق الإنسان خمس حالات مسجلة، وخلال 48 ساعة أقدم شابان على الانتحار واحد منهما من سكان مدينة خان يونس حيث وضع حدًا لحياته في المحافظة الوسطى بشنق نفسه بحبل في حقل زراعي في دير البلح دون أن تتضح ملابسات الحادث إن كان هو من شنق نفسه أو بفعل فاعل، وشاب ثلاثيني حاول الانتحار أيضًا عندما تسلق إلى برج للإرسال فوق عمارة سكنية في مدينة غزة مهددًا بالانتحار حيث عدل عن إلقاء نفسه بعد تدخلات عدة من مكتب الرئيس وبجهود النائبين روحي فتوح وإبراهيم أبو النجا حيث وعداه بإعادة راتبه المقطوع حيث إنه موظف سلطة قطع راتبه قبل خمس سنوات ويعيل أسرة مكونة من خمسة أفراد.
وتوفي شاب الشهر الماضي عقب محاولته الانتحار بعد تناوله كمية من أدوية مبيدات زراعية داخل أرض زراعية لعائلته في حي الزيتون جنوب مدينة غزة وكشفت التحقيقات والطب الشرعي أنه عمد لتناول كمية قاتلة من المبيدات.
يذكر أن حوادث الانتحار من كلا الجنسين زادت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة خاصة منذ بداية العام الجاري في ظل غياب تسجيل رسمي لهذه الحالات.
أرسل تعليقك