أكد القادة الأوروبيون أن إتفاق وقف إطلاق النار في سورية واستمرار دعمه من الجانب الروسي سيساعد علي بناء دفعة قوية في سبيل التوصل إلي مباحثات سلام في البلد التي مزقتها الحرب، مشيرين إلى أن الهدنة التي تم الإتفاق عليها علي نطاق واسع قد بدأ سريانها الأسبوع الماضي، وذكر المتحدث بإسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن قادة روسيا و ألمانيـا و فرنسـا و إيطاليـا إضافة إلي بريطانيا اتفقوا خلال المؤتمر الذي عقد الجمعة عبر الهاتف علي استخدام " المرونة الإيجابية " لإعادة البدء في محادثات السلام.وأضاف المتحدث بإسم ديفيد كاميرون بأن النقطة الأساسية التي حاول القادة الأوروبيون إيصالها خلال تواصلهم عبر الهاتف مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، هي أنهم يرحبون بحقيقة تطبيق هذه الهدنة الهشة، مع إستخدامها في الوقت الحالي كمرونة إيجابية لإحداث دفعة قوية نحو المحادثات والتمكن من الإنتقال من مجرد هدنة إلي سلامٍ دائم مع إجراء تحول سياسي بعيدًا عن الأسد.
وأعلنت المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل في المؤتمر الصحافي مع الرئيس الفرنسي, فرانسوا أولاند بأن الرئيس بوتين أخبرهم خلال المؤتمر عبر الهاتف بأن موسكو "Moscow" تلتزم بشكل تام بالهدنة، وأشارت المستشارة الألمانية إلي رغبتها في التأكيد مرةً أخري علي أن الإلتزام بوقف إطلاق النار قد تم التأكيد عليه كرسالة رئيسية من قبل الرئيس الروسي.
وعلي الرغم من إتفاق المقاتلين الموالين للحكومة مع المقاتلين من المعارضة علي وقف عمليات القتال، إلا أن الهدنة لم تشمل المتشددين من تنظيم "داعش" أو أنصار جماعة جبهة النصرة التي هي علي علاقة بتنظيم القاعدة.ووصف الرئيس بشار الأسد أسبوع الهدنة بأنها تمثل بصيص من الأمل، إلا أن الهدوء في القتال لم يمنع من نشوب إحتجاجات واسعة شارك فيها الآلاف من الناس في أنحاءٍ متفرقة من البلاد, حيث نادي المتظاهرون في أجزاءٍ من حلب و دمشق و درعا و حمص بتنحي الرئيس السوري عن السلطة. وساهم الحد من أعمال العنف في إيصال المساعدات بشكل أيسر في بعض المناطق، إلا أن مبعوث الأمم المتحدة في سورية "ستيفان دي ميستورا" شدد علي ضرورة الإسراع في تجهيز المساعدات من جانب الحكومة السورية, وكشف دي ميستورا أن الشاحنات تنتظر لمدة (36) ساعة، ولابد من السماح بتوصيل المساعدات الطبية.
ومن المقرر بأن تجري مباحثات السلام علي مراحل في أيام قليلة، علي أنها سوف تبدأ الأسبوع المقبل ويحضرها أعضاء من الحكومة والمعارضة و المجتمع المدني. فيما أكد دي ميستورا أن المرأة سوف تلعب دورًا حاسمًا لما لديها من الكثير لتقوله حول مستقبل سورية، مضيفَا بأنه سيتم الإجتماع بهذه النساء كلٍ علي حدة. وتنطلق مباحثات السلام في العاشر من آذار/مارس، حيث من المقرر بأن يصل بعض المشاركين في اليوم التاسع من الشهر بينما يصل آخرين في الحادي عشر و الرابع عشر من الشهر, وذلك بسبب الصعوبات في حجوزات الفنادق، مضيفًا بأن المحادثات سوف تجري بشكل غير مباشر وليس وجهًا لوجه مع عقد إجتماعات تحضيرية ثم الخوض في التفاصيل مع كل مجموعة على حدة.
وأوضحت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن وزيري الخارجية الروسي, سيرغي لافروف, والأميركي جون كيري, تناولا خلال مكالمة هاتفية في وقت متأخر الجمعة، ضرورة بدء الجولة المقبلة من محادثات السلام السورية سريعًا وأفادت الأمم المتحدة بأنه كان من المقرر أن تبدأ المحادثات التي تجري تحت إشرافها في (7) آذار/مارس في جنيف، لكنها تأجلت حتى التاسع من الشهر ذاته "لأسباب لوجيستية وفنية، وأيضاً لكي يستقر اتفاق وقف إطلاق النار بصورة أفضل".وذكرت الوزارة في البيان أن "الجانبين طالبا ببدء المحادثات في أسرع وقت ممكن، بين الحكومة السورية ومختلف أطياف المعارضة والتي سيحدد خلالها السوريون أنفسهم مستقبل بلادهم"، مضيفةً أن كيري, ولافروف, أكدا مجددًا على ضرورة التعاون المتبادل لضمان وقف الأعمال القتالية في سورية. وذكرت مصادر مطلعة بأن 135) شخصًا قتلوا في الأسبوع الأول من هدنة هشة في سورية في المناطق التي شملها إتفاق وقف الأعمال القتالية, بينما "في المناطق التي لا يشملها الإتفاق الذي بدأ سريانه يوم27 شباط/فبراير قتل (552) شخصًا.
ونتخب "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" أنس العبدة ,رئيسًا له خلفا لخالد خوجة، ليصبح الرئيس الخامس لهذه الهيئة المعارضة, التي تناوب على رئاستها منذ تأسيسها بالترتيب كل من معاذ الخطيب, وأحمد الجربا, وهادي البحرة, وخوجة. وانتخب الائتلاف ايضاً موفق نيربية, وعبد الحكيم بشار, وسميرة مسالمة, نوابًا للرئيس، وعبد الإله فهد أمينًا عامًا. وتستمر الاجتماعات حتى مساء السبت لاختيار أعضاء الهيئة السياسية ,والبالغ عددهم (19) عضوًا. وعدلت الهيئة العامة كلا من المادتين ( 21 و 8 ) من النظام الأساسي اللتين تتعلقان بإدارة الهيئة السياسية للائتلاف بين دورتين للهيئة العامة، وأحقية عضو الائتلاف بالترشح مرة جديدة بعد مضي دورتين على انتهاء ولايته.وأفادت وكالة الأنباء الألمانية إن فترة ما قبل الانتخابات شهدت عمليات مد وجزر بين الكتل السياسية ، وخصوصًا بعد انسحاب ميشيل كيلو ، المرشح القوي، من سباق المنافسة "وكذلك خروج مجموعة الاخوان المسلمين من كتلة التجمع الوطني التي كانت الضامن الأبرز لهم".
ونقلت الوكالة عن مصدر رفض الكشف عن اسمه أن انسحاب كيلو أعقبته تغيرات مفاجئة في المصالح وموازين القوى حولت مجرى الأحداث تجاه التوافق على شخص أنس العبدة، وهو إسلامي معتدل، وكان يقيم في لندن لسنوات طويلة قبل ندلاع الثورة ويوصف بأنه "براغماتي".وكانت الانتخابات أرجئت أسبوعاً كلف خلاله هيثم المالح بمهمات رئيس الائتلاف بصفته رئيسا للجنة القانونية والأكبر سنا، بعد إنتهاء ولاية الرئيس السابق للائتلاف خالد خوجة في (27)شباط/ فبراير الماضي.وتأتي عملية الانتخاب في وقت تحاول الأمم المتحدة إجراء جولة جديدة من مفاوضات جنيف, ويعتبر الائتلاف مكوناً رئيسياً في الهيئة العليا للمفاوضات، وهي الممثل الرئيسي للمعارضة السورية.
وكانت وزارة الدفاع الروسية سجلت تسعة انتهاكات لوقف إطلاق النار في سورية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وأضافت الوزارة في بيان أن ستة انتهاكات وقعت في محافظة حلب وواحد في دمشق ومثله في اللاذقية وآخر في درعا , وأضافت بأن محافظة إدلب تعرضت لهجوم من الأراضي التركية, وأشارت الوزارة إلى أن القوات الجوية الروسية لم تنفذ ضربات على تشكيلات مسلحة. والإقتتال الداخلي السوري الذي بدأ بهدف الإطاحة بالرئيس السوري, بشار الأسد وإستمر لخمسة أعوام قد أسفر عن مقتل ما يزيد علي (250) ألف سوري، مع إجبار ملايين آخرين علي ترك منازلهم, وهو ما أدي بالتبعية إلي إحداث أزمة كبيرة للاجئين في لبنان و تركيا ودول الإتحاد الأوروبي.
أرسل تعليقك