أكدت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينيّة أنَّ عملية اغتيال الحاخام "يهودا غليك" في القدس المحتلة تعيدنا بالذاكرة إلى تطور آليات ووسائل المقاومة لتناسب شكل وحجم العدوان الصهيوني على شعبنا وأرضنا ومقدساتنا.
ويُعد "يهودا غليك" الذي استهدف بعملية إطلاق نار مساء الأربعاء الماضي في مدينة القدس من أبرز الشخصيات الإسرائيلية اليمنية تطرفًا، ويشتهر في إسرائيل بأنه أحد أبرز المدافعين عما يسمى "جبل الهيكل"، الذي تدعي بعض الأوساط اليهودية أنه مكان المسجد الأقصى وتسعى للسيطرة عليه.
ويبلغ غيلك من العمر 48 عامًا، ويسكن في مستوطنة "عنتئيل" المقامة على أراضي الفلسطينيين في الخليل، وحاول كثيرًا فرض شخصيته على الإسرائيليين من خلال محاولاته الدائمة لما يُسمونه "النضال من أجل حق اليهود في الصلاة بالأقصى والصعود إلى جبل الهيكل".
وعمل، بحسب تقرير للقناة الثانية الإسرائيلية، لخمس سنوات رئيسًا لمؤسسة "تراث جبل الهيكل"، وهو عضو في حزب الليكود، وقد ساعد في إنشاء منتدى "قيادة المستوطنين" في الضفة الغربية، وهو عضو في اللجنة المركزية لحزب الليكود.
وتقلّد غيلك سلسلة مناصب عليا منها العمل لعشر سنوات في وزارة الاستيعاب والهجرة، وعمل متحدثًا باسم الوزير السابق بولي ادلشتاين، ومدير العلاقات لمركز "الهوية اليهودية"، ومدير مكتب عسقلان الإقليمي، حتى أعلن استقالته منها العام 2005 بعد خطة فكّ الارتباط عن غزة.
وكثيرًا ما يهاجم غليك أعضاء الكنيست ورئاسة الوزراء الإسرائيلية؛ بسبب "عدم اهتمامهم بالحق اليهودي في أداء الصلاة وزيارة جبل الهيكل".
وينظّم غليك مسيرات بشكل دائم برفقة أحد أبرز المتطرفين اليهود "موشيه فايجلين" لاقتحام المسجد الأقصى والتي ازدادت أخيرًا.
وأشارت القناة التلفزيونية الإسرائيلية إلى أنَّ غيلك منع أخيرًا موكب جيبات عسكرية للشرطة الفلسطينية من دخول إحدى الشوارع الرئيسية في الخليل، قرب الأحياء اليهودية من المدينة وأجبرها على الرجوع.
وأكد المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي، داوود شهاب، خلال تصريح صحافي وصل "فلسطين اليوم" نسخة منه، الخميس: "الصهيوني المتطرف "غليك" نال ما يستحق وهو أحد أخطر المحرضين والمشاركين في قتل أطفال شعبنا والاعتداء اليومي على القدس والمسجد الأقصى".
واعتبر شهاب أنَّ قرار سُلطات الاحتلال إغلاق المسجد الأقصى المبارك في وجه المصلين عدوانًا خطيرًا في سياق مُخطّط تقسيم الأقصى.
ودعا شهاب المقدسيين وعموم أبناء شعبنا وخاصة في الأراضي المحتلة العام ٤٨ والضفة الغربية لإعلان النفير العام وشدّ الرحال للمسجد الأقصى؛ تحديًا للقرار العسكري الصهيوني.
وكان المسؤول في "جماعة أمناء جبل الهيكل" اليهودية المتطرِّفة، المتطرف يهودا غليك، أصيب مساء الأربعاء الماضي، بجراح حرِجة للغاية بعد تعرُّضه لنيران مُسلّحين في مدينة القدس المُحتلّة.
وأكدت الإذاعة العبرية العامة أنَّ غليك المسؤول في جماعة "أمناء جبل الهيكل" والذي يقود عمليات الاقتحام اليومية للمسجد الأقصى تعرَّض مساء الأربعاء الماضي لمحاولة اغتيال بإطلاق النار عليه من جانب راكب درّاجة نارية مجهول في مدينة القدس المُحتلّة، وأضافت أنَّ غليك نقل إلى مستشفى شعاري تسيدك للمعالجة.
وحذّرت المقاومة الفلسطينية أنها لن تسكت على استمرار الاعتداءات على المسجد الأقصى، متوعدة بتفجير المنطقة بأسرها، إلا أنه لم يُعلن أي تنظيم فلسطيني مسؤوليته عن تنفيذ هذه العملية.
وعقب انتشار نبأ إصابة غليك سادت فرحة كبيرة في مدينة القدس ووزعت الحلوى وأطلقت الألعاب النارية؛ ابتهاجًا بإصابة هذا المتطرِّف المسؤول عن تنظيم الاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى المبارك.
وأغلقت قوات الاحتلال، فجر الخميس، المسجد الأقصى بشكل كامل، بعد حادث إطلاق النار على حاخام يهودي ناشط في اقتحام المسجد، وإصابته بجروح بليغة، وذلك في سابقة هي الأولى من نوعها منذ احتلال إسرائيل للقدس العام 1967.
وصرّح المدير العام للأوقاف الإسلامية التابعة للحكومة الأردنية في القدس، عزام الخطيب، بإنَّ "السلطات الإسرائيلية أغلقت المسجد الأقصى، بشكل كامل منذ فجر اليوم".
وأضاف: "إغلاق المسجد الأقصى بهذا الشكل، سابقة لم تحدث منذ الاحتلال الإسرائيلي لمدينة القدس العام 1967، ونجري حاليًا اتصالات من أجل إعادة فتحه أمام المصلّين المسلمين".
وأغلقت شُرطة الاحتلال المسجد منذ فجر الخميس، ولم تسمح للمصلّين بالكامل بالدخول إليه.
وجاءت عملية الإغلاق، بعد إصابة الحاخام يهودا غليك، الناشط باقتحام المسجد الأقصى بجروح بالغة، بعد إطلاق النار عليه من قِبل مجهولين، في القدس الغربية، مساء الأربعاء الماضي، في عملية وصفتها الإذاعة الإسرائيلية العامة بأنها "محاولة اغتيال".
وقاد غليك، على مدار الأشهر الماضية، العديد من الاقتحامات للمسجد الأقصى، وهو من الداعين إلى تأسيس الهيكل على أنقاض قبة الصخة المشرَّفة.
من جهتها، ذكرت الناطقة بلسان الشرطة الإسرائيلية للإعلام العربي، لوبا السمري، في بيان لها: "بعد جلسة تقييم أمنية عقب محاولة اغتيال الحاخام غليك، وعلى ضوء الاستخبارات وتوصيات الجهات الأمنية ذات الصلة، تقرَّر إغلاق الحرم القدسي الشريف أمام الزائرين، وأيضًا المصلّين المسلمين، حتى إشعار آخر".
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة، أنَّ الشرطة رفعت درجة استعدادها في جميع أنحاء البلاد، وأنَّ وحدات من حرس الحدود ستُنقل من مناطق الضفة الغربية إلى القدس "حفاظًا على الأمن والنظام".
أرسل تعليقك