طرابلس ـ مفتاح السعدي
طالب مجلس النواب الليبي، المنعقد في طبرق، المجتمع الدولي بفتح تحقيق عاجل بشأن الغارات الجوية التي نفذتها طائرات حربية مجهولة الهوية، على مدينة درنة شرق البلاد، وأوقعت قتلى بينهم مدنيون، بينما اقترح الرئيس الأميركي باراك أوباما تخصيص 200 مليون دولار لمواجهة تنظيم "داعش" المتطرف شمال وغرب أفريقيا.
وذكر المجلس، مساء الاثنين الماضي: ندين ونستنكر بشدة انتهاك الأجواء الليبية من قِبل طائرات حربية مجهولة واستهداف مناطق عدة في مدينة درنة، وأسفر عن سقوط ضحايا من المدنيين الأبرياء وخسائر مادية، ونطالب المجتمع الدولي بفتح تحقيق عاجل في الحادث لكشف الحقائق ومعرفة من يقف وراءها ودوافعه.
وتعليقًا على الحادث، ذكر عضو مجلس النواب، طارق الجروشي، أن ما وقع في درنة يعد انتهاكًا للسيادة الليبية، مستنكرًا استهداف المدنيين بالغارات الجوية، وأن مكافحة التطرف مطلب ليبي ومساعدة دول الجوار أمر مرغوب، ولكن يجب أن يكون بالتنسيق المباشر مع السلطات الليبية.
هذا وتحطمت طائرة حربية تابعة لقوات الحكومة اللييبية المعترف بها دوليًا قرب مدينة درنة، بعد تنفيذها ضربات ضد مواقع تنظيم داعش المتطرف، وفق مصادر عسكرية عزت تحطمها إلى خلل فني.
وأكد أحد المتحدثين باسم القوات الموالية للحكومة المعترف بها، ناصر الحاسي، أن قائد الطائرة، يونس الدينالي، نجا إثر تحطم طائرته، وأنها نفذت 3 طلعات جوية استهدفت مقرات تابعة لداعش في منطقتين تقعان على بعد نحو 15 كلم شرق المدينة، قبل سقوطها في وادي خالد.
ويأتي تحطم الطائرة بعد يوم من مقتل امرأة وابنها ومقاتلين تابعين لجماعة مجلس شورى مجاهدي درنة، المناهضة للسلطات الليبية المعترف بها، إثر غارة جوية أصابت مستشفى في درنة، من دون أن تتضح الجهة التي تقف وراء ذلك.
ونفت قوات الحكومة المعترف بها دوليًّا أن تكون إحدى طائراتها نفذت غارة درنة التي أدانتها الحكومة في الشرق، وكذلك الحكومة الموازية التي تدير العاصمة طرابلس منذ أكثر من عام ونصف ولا تحظى باعتراف المجتمع الدولي.
وأكد رئيس البرلمان الأوروبي، مارتن شولتز، أن استقرار ليبيا في مصلحة المغرب وأوروبا، في حين تثير الفوضى فيها حالة من القلق المتنامية لدى جارتها تونس.
وجاء ذلك في كلمة لرئيس البرلمان، خلال جلسة استثنائية عقدت في مقر البرلمان التونسي، تزامنًا مع إحياء الذكرى الأربعين للعلاقات بين الاتحاد الأوروبي والجمهورية التونسية.
وأكد شولتز أن الاستقرار في ليبيا في مصلحة كل المغرب وأوروبا، وأن الاتحاد الأوروبي لديه الهدف ذاته، وهو قيام حكومة وحدة وطنية تتولى مهامها بدعم كامل من الشعب الليبي، وأن على الأوروبيين إدراك كل التبعات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية لعدم الاستقرار في ليبيا على السلم المدني والنمو الاقتصادي لديهم ولدى جيرانهم.
وأعرب عن الاستعداد لإطلاق إجراءات دعم لا مثيل لها وتعبئة وسائل مادية وتقنية تمكِّن الليبيين من أن يكون لهم أفق أوسع لإقرار السلم، وهو ما يصب في مصلحة بلدان المغرب العربي كلها وأوروبا أيضًا، مضيفًا: نتقاسم معكم خيار تكوين حكومة وطنية يؤيدها مختلف أفراد الشعب الليبي.
وذكر مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، أن الرئيس باراك أوباما يقترح تخصيص نحو 200 مليون دولار، في خطة الإنفاق العسكري الجديدة لمواجهة تنظيم "داعش" شمال وغرب أفريقيا، بينما رفضوا الإفصاح عن الدول التي ستتلقى التمويل.
والزيادة المقترحة في الإنفاق العسكري الأميركي من أجل شمال وغرب أفريقيا، جزء من 7.5 مليار دولار طلبها البنتاغون للعام المالي 2017 لمواجهة داعش، وذكر مسؤول في وزارة الدفاع، طلب عدم ذكر اسمه لمجموعة صغيرة من الصحافيين، أن الزيادة البسيطة بنحو 200 مليون دولار مرتبطة بشمال أفريقيا.
وتوقع مدير وكالة المخابرات العسكرية الأميركية، الجنرال فنسنت ستيوارت، أن تنظيم "داعش" المتطرف سيزيد وتيرة هجماته العابرة للحدود وقدراته القتالية خلال الأشهر المقبلة؛ سعيًّا إلى تأجيج صراع دولي.
وربط ستيوارت، في خطاب أمام مؤتمر أمني، تحذيره بتأسيس "فروع ناشئة" للتنظيم في مالي، وتونس، والصومال، وبنغلاديش، وإندونيسيا، وأنه يتوقع توسيع التنظيم عملياته من شبه جزيرة سيناء المصرية إلى مناطق أكثر عمقًا داخل مصر.
وأضاف أن داعش ظلّ متحصنًا العام الماضي داخل ساحات المعارك في العراق وسورية وتمدد على المستوى العالمي إلى ليبيا، وسيناء، وأفغانستان، ونيجيريا، والجزائر، والسعودية، واليمن، والقوقاز، وسيزيد على الأرجح من وتيرة هجماته العابرة للحدود وقدراته الفتاكة؛ لأنه يسعى إلى إطلاق العنان لأعمال عنف وإثارة رد فعل شديد من قِبل الغرب، ومن ثم يغذي روايته المشوهة لحرب الغرب على الإسلام.
وتأتي تصريحات ستيوارت قبل يوم من تقديمه مع مسؤولين آخرين في المخابرات الأميركية التقييم السنوي للتهديدات في مختلف أنحاء العالم للكونغرس، وذكر أن التنظيم السُني المتشدد لا يصعِّد الصراع مع الغرب فحسب، لكن أيضًا مع الأقلية الشيعية، تمامًا مثلما تثير جماعات شيعية متطرفة مثل جماعة حزب الله اللبنانية التوترات مع السُنة.
وأضاف بقوله: تتفاقم هذه التهديدات بفعل التحديات الأمنية في الشرق الأوسط، الذي يواجه الآن واحدة من أكثر الفترات خطورة في العقد الماضي والتي لا يمكن التنبؤ بنهايتها.
وكشف البيت الأبيض، الأسبوع الماضي، تقريرًا للمخابرات الأميركية يشير إلى أن "داعش" لديه نحو 25 ألف مقاتل في سورية والعراق، انخفاضًا عن تقدير سابق ذكر أن لديه نحو 31 ألف مقاتل، وأشار مسؤولون أميركيون إلى عوامل مثل الخسائر في المعارك والانشقاق لشرح سبب انخفاض عدد المقاتلين بنحو 20%، وأن التقرير أظهر أن الحملة التي تقودها الولايات المتحدة لسحق التنظيم تحرز تقدمًا.
أرسل تعليقك