قال وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي إن دولة فلسطين والمملكة المغربية اتفقتا على عقد أعمال اللجنة الوزارية المشتركة قبل نهاية العام الجاري، تأكيدا على العلاقات القوية والمتينة والمشتركة بين البلدين الشقيقين.
وأضاف المالكي، خلال مؤتمر صحفي عقب لقائه وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة في وزارة الخارجية بمدينة رام الله اليوم الثلاثاء، أن الوزيرين كلفا سفراءهما ببدء العمل لإتمام ترتيبات عقد اللجنة المشتركة لكي تخرج بالنتائج المطلوبة على المستوى الذي يجب أن تكون عليه.
وقال المالكي إن إصرار الوزير بوريطة على أن تكون بداية زيارته من القدس لها دلالاتها المهمة التي نقرأها بشكل جيد، والمبنية أساسا على عمق العلاقات وقوتها ومتانتها، فالعلاقة التي تربط دولة فلسطين بالمملكة المغربية علاقة خاصة ومتجذرة وقوية ومتينة وصلبة ومستمرة.
وبين أن هذه الزيارة إشارة واضحة وقوية لرغبة المملكة المغربية في التواصل مع دولة فلسطين، ورسالة في غاية الوضوح والقوة تؤشر للاهتمام الخاص الذي توليه المملكة المغربية للقدس ولدورها الديني والتاريخي والسياسي.
وأوضح المالكي أنه بحث مع نظيره المغربي عديد القضايا الثنائية، وتطوير وتعميق وتوسيع أفق العلاقات الثنائية في شتى المجالات، والتنسيق في العمل في القارة الإفريقية خاصة وأن للملكة المغربية باعا طويلا وعلاقات متينة متجذرة وقوية في كافة أنحاء القارة، ما من شأنه أن يساعدنا كفلسطينيين في كيفية التأثير والاستفادة من هذه العلاقات، من أجل أن تقف القارة الإفريقية مع القضية الفلسطينية.
وقال إن الوزير المغربي شاهد الوضع على حقيقته، وكيف يعيش المواطن الفلسطيني تحت الاحتلال مع هذه الإجراءات غير القانونية التعسفية الاحتلالية.
وأشار إلى الجهود التي تبذلها المملكة المغربية من خلال ترؤسها للجنة القدس، ووكالة بيت مال القدس التي تهتم بالشأن المقدسي، وهي من أكثر الوكالات حضورا وخدمة لأبناء القدس في تعزيز صمودهم ووجودهم في المدينة المقدسة، حيث ساهمت في إنشاء عدة مشاريع ومدارس.
واعتبر الزيارة فاتحة خير لمزيد من الزيارات الرسمية المغربية لفلسطين.
من جهته، قال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، إن هذه الزيارة تأتي في إطار التأكيد على المواقف الثابتة للمغرب، وتقديمها الدعم غير المشروط، والتضامن مع القيادة والشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن هذه المواقف متجذرة، حيث إن القضية الفلسطينية والقدس ثابت من الثوابت المغربية الوطنية.
وأوضح أن الزيارة تأتي للتشاور بين البلدين في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة. ولفت إلى أن الملك محمد السادس والرئيس محمود عباس، أكدا ضرورة التنسيق والتشاور وتبني مقترحات عملية لمواجهة المخاطر المحدقة بمدينة القدس المحتلة.
وأعلن رفض المملكة المغربية كل ما يمس الهوية العربية والإسلامية للمدينة المقدسة، القدس.
وأشار بوريطة إلى أنه اطلع خلال زيارته للقدس على سير عمل وكالة بيت مال القدس، من بناء للمدارس وكليات للزراعة والبيطرة وترميم للمستشفيات، ومساعدة مئات الأيتام وتوفير عدد كبير من المنح الدراسية.
وأشار إلى زيارته "بيت المغرب" والذي سيكون عبارة عن مركز ثقافي للحفاظ على الهوية العربية والإسلامية، وضرورة الإسراع في افتتاحه ليكون فضاء للمثقفين والشباب المقدسيين.
وقال إنه بحث مع المالكي سبل التنسيق حول الاستحقاقات المقبلة، وما يستلزم من تحرك محتم لإسماع صوت الشرعة الدولية، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن والاجتماع العربي حول القدس والقضية الفلسطينية، والعلاقات الثنائية وما نحتاجه من إحياء للاتفاقيات الموقعة خاصة تلك المتعلقة بالتبادل التجاري.
وتحدث بوريطة حول سبل تفعيل دور فلسطين في التجارة الحرة خاصة بعد انضمامها لاتفاقية "أغادير"، الهادفة لتسهيل التبادل التجاري بين الدول الأعضاء، وإلى عقد اللجنة المشتركة اجتماعها قبل نهاية العام وفتح مجالات أخرى من التعاون خاصة على الصعيد التقني.
وأشار إلى أن قضية القدس المحتلة ستكون في صلب جدول أعمال القمة العربية المقبلة، والتي من المقرر أن تخرج بتدابير عملية وقرارات على مستوى القادة، يتبعها تحرك عربي عملي.
أرسل تعليقك