وصل رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ الاحد الى موسكو لاجراء محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فيما تعاني روسيا من أسوأ عزلة على الساحة الدولية منذ انتهاء الحرب الباردة.
وقال نائب وزير الخارجية الصيني شينغ غوبينغ قبل زيارة رئيس الوزراء "انها حدث كبير في العلاقات الثنائية".
واشار الى ان الطرفين سيوقعان بيانا مشتركا وحوالى خمسين اتفاقا قائلا "نحن واثقون بانها ستكون ناجحة".
وافادت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها ان "زيارة رئيس الوزراء الصيني ستتيح لنا تحقيق تقدم مهم في مجالات تعاون مهمة".
وقبل لقائه الثلاثاء الرئيس بوتين، سيبحث رئيس الوزراء الصيني الاثنين مع نظيره الروسي ديمتري مدفيديف التعاون الثنائي "في مجالات التنمية الاقتصادية والتجارة والاستثمار والطاقة وكذلك في المجال الانساني".
واكدت وزارة الخارجية الروسية ايضا على "المستوى العالي للثقة السياسية المتبادلة بين البلدين وتطابق وجهات النظر حول نظام عالمي عادل" في وقت تخوض روسيا صراع قوة غير مسبوق مع الغرب منذ الحرب الباردة بسبب الازمة الاوكرانية.
وقد فرض الغربيون سلسلة عقوبات غير مسبوقة على روسيا الحقت اضرارا كبرى بعملتها وخصوصا اقتصادها وردت عليها بفرض حظر على عدة منتجات مصدرها دول اعضاء في الاتحاد الاوروبي.
ومنذ ذلك الحين سرعت موسكو تقاربها مع بكين عبر توقيع عدة عقود مهمة في مجال الطاقة.
من جانب اخر قال نائب وزير الخارجية الروسي ايغور مورغولوف في موسكو ان البلدين سيوقعان عدة اتفاقات في مجالات الطافة والغاز الطبيعي والمال والمصارف.
واذا كانت روسيا تواجه وضعا جيوسياسيا متوترا، فان الصين من جهتها تواجه خلافات على الاراضي في بحر الصين الشرقي والجنوبي مع حلفاء اسيويين لواشنطن وخصوصا اليابان.
وقد عارض الصينيون العقوبات التي فرضها الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة على روسيا على خلفية ضلوعها في الازمة الاوكرانية.
وقال شينغ "لقد عارضت الصين على الدوام استخدام العقوبات او التهديد بعقوبات".
وقال "نحن نرحب بخطوات مختلف الاطراف لتشجيع اعطاء زخم لتسوية سياسية في القضية الاوكرانية".
والصين التي تحتاج الطاقة بشدة تسعى لتنويع مصادرها وسط ارتفاع كبير في معدل الاستهلاك المحلي فيما تريد روسيا دخول الاسواق الاسيوية السريعة النمو.
وبعد عقد من المفاوضات الصعبة وقعت الصين وروسيا في ايار/مايو اتفاقا بقيمة 400 مليار دولا يمتد على 30 سنة وسيشمل حوالى 38 مليار متر مكعب من الغاز سنويا.
وقبل زيارته روسيا توجه رئيس الوزراء الصيني الى المانيا حيث التقى المستشارة الالمانية انغيلا ميركل. كما سيشارك في قمة آسيا-اوروبا التي ستعقد في ميلانو بايطاليا في 16 و 17 تشرين الاول/اكتوبر.
وتاتي زيارته الى روسيا في اطار جولة في اوروبا تستغرق اسبوعا.
وكانت ميركل ابرز المفاوضين في الملف الاوكراني واجرت محادثات منتظمة مع بوتين كما كانت من ابرز مؤيدي فرض عقوبات اوروبية على روسيا في محاولة لوقف دعم روسيا للمتمردين الانفصاليين في شرق اوكرانيا.
وتحت وطأة الضغوط التي خلفتها العقوبات على الاقتصاد الروسي، بدأ الكرملين ياخذ خطوات تهدئة كما يبدو.
فقد اعلن الرئيس بوتين في وقت متاخر السبت انه امر بسحب قوات من الحدود مع اوكرانيا كما سيلتقي الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو على هامش قمة آسيا-اوروبا في ميلانو الاسبوع المقبل.
أرسل تعليقك