أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة أن زيارته الحالية للولايات المتحدة الأمريكية تمثل فرصة مهمة لتعميق التشاور وتبادل وجهات النظر مع فخامة الرئيس الأمريكي باراك أوباما وكبار القادة الأمريكيين حول العديد من التطورات والمستجدات السياسية المتلاحقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف سموه ان الزيارة عززت التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية في مختلف المجالات وستحقق مصالح البلدين والشعبين الصديقين في العديد من القطاعات الاقتصادية والتجارية والثقافية والعسكرية والاستراتيجية.
وأوضح صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن العلاقات الاستراتيجية بين البلدين تسير بخطوات ثابته ونمو مطرد بما يناسب طموحات قيادتي البلدين الصديقين وشعبيهما وما توفره هذه العلاقات من فرص واعدة للتطور والارتقاء وهي مرشحة للمزيد من التطور في ظل توافر الإرادة المشتركة لتطويرها وتعزيزها فضلا عن امتلاكها مقومات وأسسا راسخة من الاحترام المتبادل والثقة والمصالح المشتركة .
جاء ذلك خلال لقاءات سموه اليوم في واشنطن مع عدد من كبار الأعضاء في مجلسي الشيوخ والنواب بالكونجرس الأمريكي في ختام زيارته للولايات المتحدة الأمريكية .
حضر اللقاءات سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان نائب مستشار الأمن الوطني وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية .
وأشار صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال اللقاءات إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة تنظر باهتمام كبير إلى الحوار والتشاور مع الولايات المتحدة الأمريكية حول قضايا منطقة الشرق الأوسط وأزماتها وتنطلق في ذلك من محورية الدور الأمريكي في المساهمة بتحقيق الأمن والاستقرار بهذه المنطقة الحيوية من العالم.
وأوضح صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ان التعاون المشترك بين الشركاء والأطراف المعنيين لمواجهة التحديات والتهديدات الاستراتيجية التي تواجه العديد من شعوب المنطقة اصبح امرا ملحا وضروريا خاصة مع التهديدات التي تؤثر على أمن الدول واستقرارها وفي مقدمتها خطر التنظيمات الإرهابية فضلا عن التحديات والتهديدات الاستراتيجية الأخرى التي تواجه العديد من الدول العربية .. مشيرا سموه إلى أن هذه التحديات تتطلب جهودا حيوية ومستمرة وفاعلة من أجل إيجاد الحلول والصيغ للازمات للحفاظ على الأمن والاستقرار إقليميا وعالميا.
وتطرق الحديث حول العديد من الملفات الإقليمية والدولية من بينها التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في دعم الشرعية في اليمن وحفظ امن واستقرار الشعب اليمني حيث أشار سموه في هذا الصدد الى ان التحالف جاء بعد ان رفض المتمردون كافة نداءات الحوار والسلام والتعايش المشترك وانقلبوا على الدولة ومؤسساتها الوطنية وروعوا الأمنين ونشروا لغة التهديد والعنف والإرهاب فكان التدخل المشروع للتصدي للعنف والعدوان بعد ان طلبت الحكومة الشرعية في اليمن ذلك .. منوها سموه إلى ضرورة تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي ومبادرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية لحل الأزمة اليمينة وتثبيت دائم الامن والاستقرار في اليمن والمنطقة بأكملها .
وأشار صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الى أهمية التصدي لكافة الجهات والتنظيمات التي تتخذ من العنف والإرهاب والقتل والدمار محورا لانتشارها .. وقال سموه ان على المجتمع الدولي مسؤوليات كبيرة في المساهمة والمساعدة في إيجاد تسويات نهائية للأزمات في الدول التي تعاني من الإرهاب بما يصون مصالح شعوبها ويحقن دماءها ويوقف تفاقم اللجوء الإنساني ومآسيه للملايين.
كما تناول صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال اللقاءات التطورات الأخيرة للحوار بين مجموعة "5+1" والجمهورية الإسلامية الإيرانية حول البرنامج النووي الإيراني .. معربا سموه عن أمله أن يتوج باتفاق نهائي ملزم للجانب الإيراني يأخذ في الاعتبار بواعث القلق الاستراتيجي المشروعة لدى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ويضع أسسا وركائز راسخة للأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط ويجنبها المزيد من أسباب التوتر وعوامل الصراع.
وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن موقف دولة الإمارات العربية المتحدة حيال مسألة الانتشار النووي واضح وثابت وينطلق من ضرورة تصدي المجتمع الدولي ومؤسساته ومنظماته المعنية لخطر انتشار التسلح النووي وعدم التهاون في مواجهة هذا الخطر الذي يمثل أحد أبرز مهددات الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي .
وقال سموه إن دولة الإمارات العربية المتحدة تعمل في اكثر من اتجاه لمحاربة الإرهاب خاصة فيما يتعلق بمشاركة دولة الإمارات في الضربات الجوية ضد تنظيم "داعش" إذ شددت دولة الإمارات العربية المتحدة على موقفها الخاص بضرورة مواصلة المجتمع الدولي ودول التحالف التزامها التصدي الفاعل للتنظيمات الإرهابية والحيلولة دون انتشار خطرها حفاظا على الأمن والاستقرار العالميين.
وعبر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في لقاءاته عن ثقته في بلورة رؤية مشتركة مع الولايات المتحدة تقوم على أهمية تحقيق الأمن والاستقرار والسلام وتكريس مبادئ التعاون والتسامح والتعايش المشترك في المنطقة والعالم أجمع ونبذ التطرف والتعصب والعنف والإرهاب والعمل سويا لمحاربته وتجفيف منابعه.
وكان سموه قد التقى كلا من زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ السناتور ميتش ماكونيل "جمهوري - ولاية كنتاكي " ورئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ السناتور جون ماكين " جمهوري أريزونا " وزعيم الأقلية في مجلس الشيوخ السناتور هاري ريد " ديمقراطي نيفادا " ورئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ السناتور ريتشارد بير " جمهوري نورث كارولاينا " وكبير الأعضاء الديمقراطيين في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ السناتور بوب كاردين " ديمقراطي ميريلاند " ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ السناتور بوب كوركر " جمهوري تينيسي " وممثل زعيم الأغلبية في مجلس النواب ستيني هويار " ديمقراطي ميريلاند " وممثل كبير الأعضاء في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب إليوت إنغل " ديمقراطي نيويورك " وممثل رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب ماك ثورنبيري " جمهوري تكساس " وممثل رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب ديفن نيونز " جمهوري كاليفورنيا " وممثل زعيم الأغلبية في مجلس النواب كيفن مكارثي " جمهوري كاليفورنيا " .
حضراللقاءات معالي خلدون خليفة المبارك رئيس جهاز الشؤون التنفيذية وسعادة يوسف مانع العتيبة سفير الدولة لدى الولايات المتحدة الأمريكية .
ويحضر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة مأدبة عشاء يقيمها سعادة يوسف مانع العتيبة سفير الدولة لدى الولايات المتحدة الأمريكي في منزله بواشنطن.
ويحضر المأدبة سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان نائب مستشار الأمن الوطني وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية ومعالي خلدون خليفة المبارك رئيس جهاز الشؤون التنفيذية ومعالي علي محمد حماد الشامسي نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني وسعادة يوسف مانع العتيبة سفير الدولة لدى الولايات المتحدة الأميركية وسعادة محمد مبارك المزروعي وكيل ديوان ولي عهد أبوظبي وسعادة الفريق الركن جمعة أحمد البواردي المستشار العسكري لصاحب السمو نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
كما يحضرها من الجانب الامريكي وزير الخارجية جون كيري ووزير الدفاع الدكتور آشتون كارتر ووزير الطاقة الدكتور إيرنست مونيز ووزير الأمن الداخلي جيه جونسون ومدير وكالة الاستخبارات المركزية جون برينان ومستشارة الأمن القومي سوزان رايس.
أرسل تعليقك