القدس المحتلة - فلسطين اليوم
وصل الى المدينة المقدسة وفد من مجلس الكنائس الهولندية ومقره في مدينة امستردام اليوم السبت، والذين ابتدأوا اليوم جولة في الاراضي الفلسطينية حيث سيلتقون مع عدد من المرجعيات الروحية كما وسيتفقدون عددا من المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية وسيتوجهون بزيارة تضامنية الى قطاع غزة.وقد استهل الوفد زيارته للقدس اليوم بلقاء للمطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس الذي استقبلهم في كنيسة القديسين قسطنطين وهيلانة في البطريركية، مرحبا بزيارتهم وخاصة في هذه الفترة التي فيها تعيش كنيستنا روحانية الصوم الاربعيني المقدس استعدادا لاستقبال اسبوع الالام وعيد القيامة المجيد.
واوضح المطران ان المسيحيون في هذه الديار هم مكون اساسي من مكونات شعبنا الفلسطيني واستهداف المسيحيين في اوقافهم ومؤسساتهم ومقدساتهم انما هو استهداف لكل الشعب الفلسطيني، كما ان استهداف المقدسات والاوقاف الاسلامية هو استهداف لكافة ابناء شعبنا.
وقال" نحن شعب فلسطيني واحد ننتمي الى وطن واحد وندافع عن قضية واحدة ونعمل معا وسويا من اجل تكريس ثقافة الوحدة الوطنية والتآخي الديني والعيش المشترك في هذه البقعة المقدسة من العالم التي اختارها الله لكي تكون مكان تجسد محبته نحو البشر، اننا نرفض التطرف الديني والكراهية والعنصرية بكافة اشكالها والوانها، كما اننا نرفض ان يضطهد وان يظلم اي انسان بسبب انتماءه الديني لاننا نعتقد بأن البشر جميعا وان تعددت اديانهم وخلفياتهم الثقافية الا انهم ينتمون الى اسرة بشرية واحدة خلقها الله.
واشار الى ان الفلسطينيون يضطهدون ويستهدفون لانهم ينتمون الى وطنهم ولانهم يدافعون عن عدالة قضية شعبهم، الفلسطينيون مستهدفون في كافة مفاصل حياتهم، منذ ان حلت النكبة الفلسطينية وحتى اليوم وشعبنا يتعرض للظلم والاستهداف والاضطهاد وقد اتى القرار الامريكي الاخير حول القدس لكي يحولنا كفلسطينيين بجرة قلم الى ضيوف في مدينتنا وفي ارضنا المقدسة.
وتابع "الفلسطينيون في وطنهم وفي رحاب عاصمتهم هم ليسوا ضيوفا عند احد بل هم اصحاب الارض واصحاب المقدسات، القدس لنا وستبقى لنا والفلسطينيون متمسكون بالقدس عاصمة لهم ومهما تآمر الاعداء على القدس وخططوا لابتلاعها ومهما تم التآمر على القضية الفلسطينية بهدف تصفيتها، فالقضية الفلسطينية ستبقى قضية شعب رازح تحت الاحتلال يتوق الى تحقيق العدالة والحرية اما القدس فستبقى عاصمتنا وحاضنة اهم مقدساتنا الاسلامية والمسيحية".
ووجه نداء للوفد والى كافة الكنائس المسيحية في العالم بضرورة الاهتمام بما يحدث في مدينة القدس، منمنيا ان يكون هنالك موقف حازم رافض للقرار الامريكي الاخير حول المدينة المقدسة فلا يجوز القبول او الاستسلام لقرار من هذا النوع لان الاجراء الامريكي الاخير حول القدس انما يعتبر تطاولا على مكانة المدينة المقدسة واستهدافا للحضور الفلسطيني فيها، انه تطاول على المسيحيين والمسلمين المنتمين لهذه المدينة المقدسة والتي تعتبر بالنسبة الينا حاضنة تراثنا الروحي والانساني والوطني والحضاري.
واوضح انه يجب ان يكون هنالك موقف مسيحي واضح من التفسيرات المغلوطة للكتاب المقدس والتي تتبناها بعض المجموعات المتصهينة في امريكا والتي تحلل ما حرمه الله، هذه المجموعات التي تفسر الكتاب المقدس تفسيرا سياسيا مسيئا لرسالته ومشوها للقيم والمبادىء المسيحية السمحة التي تحثنا دوما على التضامن والوقوف الى جانب كل انسان متألم ومظلوم في هذا العالم.
وقال ان التضامن مع الشعب الفلسطيني هو واجب انساني واخلاقي، داعيا كافة الكنائس المسيحية في عالمنا الى ان تقف الى جانب شعبنا وان تقف كذلك الى جانب الحضور المسيحي في بلادنا هذا الحضور المستهدف بوسائل متنوعة ومختلفة.
وقال ان المسيحيون في مشرقنا العربي وفي فلسطين بنوع خاص هم متمسكون باصالتهم الايمانية والروحية وهم متشبثون بانتماءهم الوطني وجذورهم العميقة في تربة هذا المشرق وفي تربة هذه الارض المقدسة فلسطين ارض الميلاد والقيامة، ارض البركة والنعمة والنور والمقدسات.
وقدم للوفد وثيقة الكايروس الفلسطينية متحدثا عن اهدافها ورسالتها ومضامينها، كما واجاب على عدد من الاسئلة والاستفسارات، وقدم بعض الاقتراحات العملية حول الدور المأمول من الكنائس المسيحية في عالمنا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
أرسل تعليقك