القاهرة ـ أ.ش.أ
قال وزير الثقافة جابر عصفور إن مصر تسير الآن على درب الهند لتصل إلى اطلاق الحريات وبناء اقتصاد قوي، مشيرا في هذا الصدد إلى أن الهند انجزت تجربة ناجحة في تحقيق التنمية.
جاءت أقوال عصفور خلال حفل نظمه مركز مولانا آزاد الثقافى الهندى بالقاهرة بالتعاون مع المجلس الأعلى للثقافة بدار الأوبرا المصرية، بهدف تدشين النسخة العربية من كتاب "غاندى.. قيادة متميزة" للسفير باسكال آلان نازاريت.
وأضاف عصفور أن هذا الكتاب لا يعد فقط ثمرة للتعاون بين سفارة الهند والمجلس الأعلى للثقافة في مصر، بل أنه يعكس نضال شعبي البلدين، لافتا إلى أنه ليس من الصدفة ترديد ثوار 25 يناير كلمة "سلمية" في التظاهرات، كما نادى بها دائما غاندي لتحرير بلاده.
من جهته، أشاد نافديب سوري سفير الهند لدى مصر بالعلاقات الثقافية التي تجمع البلدين، لافتا إلى أن تدشين النسخة العربية من كتاب "غاندي .. قيادة متميزة" في مصر له دلالات عن مدى التقارب بين الهند ومصر.
ولفت سوري إلى أنه رغم وفاة غاندي منذ سنوات طويلة، إلا أن تأثيره لا يزال حاضرا في دول العالم، منوها إلى أن شعار "سلمية" الذي نادت به ثورة 25 يناير يعد دليلا واضحا على أن شعارات غاندي لا تزال حية وأثرت في الثورة المصرية.
من جانبه، قال السيد عمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية – في كلمته خلال الحفل - إن الكتاب يتحدث عن فترة هامة من التاريخ العالمي، معتبرا أن غاندي لم يكن زعيما محليا فقط، بل كان ملهما لحركات تحرر الشعوب في العالم.كما أن غاندي نجح في العبور ببلاده نحو مستقبل أفضل، وكان حريصا على أن يكون ضد العنف، لكنه في الوقت نفسه كان مع مقاومة الاستعمار وتحرير بلاده.
ونوه موسى بالعلاقات الوثيقة التي تجمع مصر والهند على الصعيدين الشعبي والرسمي،مشيرا إلى أنه لمس ذلك عن قرب عندما عمل سابقا كسفير لمصر في الهند.
من جهته، أشار السفير باسكال آلان نازاريت مؤلف كتاب "غاندي .. قيادة متميزة"، إلى أن هناك مئات الكتب صدرت عن غاندي، لكنه اختار التركيز في كتابه على تأثير غاندي على مختلف دول العالم، ومن بينها مصر وفلسطين وجنوب وأفريقيا، لافتا إلى أنه بصفة شخصية يتعلق بمصر التي عمل لديها سابقا كسفير للهند.
واستعرض نازاريت خلال محاضرة ألقاها ضمن الاحتفالية تحت عنوان "غاندي ومصر وفلسطين"، علاقات الصداقة القوية التي جمعت بين زعماء الحركات الوطنية في الهند ومصر، فضلا عن حرص غاندي على دعم القضية الفلسطينية وعلى التواصل مع شخصيات مصرية بارزة مثل النحاس باشا الذي كان يشغل منصب رئيس وزراء مصر.
كما تطرق نازاريت إلى العوامل التي لعبت دورًا في تكوين شخصية غاندي القيادية وتطور شخصيته كقائد لحركة وطنية أثرت في العالم، منوها إلى أن الكتاب صدر بعشر لغات هندية، بالإضافة إلى الإسبانية والبرتغالية والماندراين والكورية والبهاسا الإندونيسية.
جدير بالذكر أن السفير نازاريت التحق بالعمل في السلك الدبلوماسي الهندي في مايو عام 1959، حيث عمل بالبعثات الدبلوماسية الهندية في كل من طوكيو ورانجون وليما ولندن، كما شغل أيضا العديد من المناصب منها مدير عام المجلس الهندي للعلاقات الثقافية في نيودلهي، وقنصل عام للهند في شيكاغو ونيويورك، وسفير للهند في مصر، وبعد التقاعد ألقى العديد من المحاضرات في كبرى الجامعات عن شخصية غاندي وأفكاره.
أرسل تعليقك