جدة ـ بنا
دحض المؤرخ الفلسطيني، الدكتور محمد غوشة ، المزاعم والأكاذيب الإسرائيلية، التي تنكر الهوية الإسلامية العربية للمسجد الأقصى، عبر ترهات بوجود آثار عبرانية.
وتناول الدكتور غوشة في ندوة تاريخية أقيمت في مقر الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي بجدة اليوم ، السرد التاريخي الدقيق والعميق بهوية المسجد الأقصى المبارك ، مدعوماً بالصور الفوتوغرافية، والرسوم الهندسية، لمبنى المسجد الأقصى المبارك، ومسجد قبة الصخرة، الذي أوضح بأنه أقدم أثر إسلامي يحافظ على بنائه، بالإضافة إلى المباني المحيطة بالمسجدين.
وقدّم الدكتور غوشة المتخصص في فنون العمارة الإسلامية، تعداداً تاريخيا للوفود العربية التي قامت بزيارة القدس ، والمسجد الأقصى المبارك، على مدى السنوات التي سبقت الاحتلال الإسرائيلي، عقب حرب 5 حزيران 1967، التي أسقطت القدس في براثن الاحتلال الإسرائيلي ، ما يؤكد أن القدس كانت تشكل محطة مهمة للدول والحكومات العربية في ذلك الوقت، وقبيل الاحتلال الإسرائيلي لها.
واستعرض المؤرخ الفلسطيني، سلسلة الانتهاكات الإسرائيلية، منذ اليوم الأول الذي استولت فيه على المسجد الأقصى المبارك، حيث سارعت إلى هدم حارة المغاربة، وأزالت من خلال ذلك، 135 أثراً إسلامياً بعد الأسبوع الأول من الاحتلال، وأقامت عوضاً عنها، ساحة خصصت للتباكي، فيما أطلق عليه الإسرائيليون، لاحقاً، حائط المبكى، بدلاً من حائط البراق، وساحة البراق.
وأشار المحاضر إلى مناسبة حرق المسجد الأقصى، في عام 1967، التي التهمت ألسنة النيران خلالها، منبر صلاح الدين الأيوبي، الذي شكل تحفة معمارية ، عاداً أن تلك المناسبة التاريخية كانت الفرصة السانحة لإنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي ـ حين ذاك ـ التي أطلق عليها لاحقاً اسم منظمة التعاون الإسلامي.
وفند المؤرخ الفلسطيني الأكاذيب الإسرائيلية حول وجود ما يعرف بأنفاق الحشموئيين، تحت مبنى المسجد الأقصى، التي أسهمت الحفريات الإسرائيلية في ضعضعة أساساته ، مؤكدا أن ما تم اكتشافه لا يعدو كونه أنفاقا حفرها الأمويون في سابق عهدهم، فضلا عن بعض الأنفاق الطبيعية ، مسترسلاً في شرح للأبنية والقباب والمآذن، والزخارف والقناطر، والقاشانات والتيجان، وغيرها من النقوش الخزفية التي لا تكشف عن روعة الفن الإسلامي فحسب، بل وتوضح بجلاء الدلائل التي تثبت أحقية المسلمين في أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
وفي ختام ندوته أوضح أن ثمة العديد من المباني التي أنشأتها عائلات فلسطينية في حرم المسجد، مثل مباني عائلة "رضوان" الغزّية، التي تثبت أثرا فلسطينيا شاهداً على الصرح الإسلامي، الغني بإسهامات الحضارات الإسلامية المتعاقبة بدءاً بالأمويين، ومروراً بالأيوبيين، والفاطميين، والعثمانيين، والعرب في فترات لاحقة .
أرسل تعليقك