ذكرى نصر أكتوبر تستدعي مقاربات اللحظة العربية الراهنة
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

ذكرى نصر أكتوبر تستدعي مقاربات اللحظة العربية الراهنة

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - ذكرى نصر أكتوبر تستدعي مقاربات اللحظة العربية الراهنة

حرب أكتوبر 1973
القاهرة ـ أ ش أ

تستدعي الذكرى ال42 لحرب السادس من أكتوبر المجيدة مقاربات للحظة العربية الراهنة التي تتطلب جهدا ثقافيا استراتيجيا برؤى مبدعة للإجابة على اسئلة تتعلق بوجود الأمة وطبيعة النظام العربي الجديد في وقت تتشكل فيه ملامح نظام عالمي جديد بينما يدفع الإرهاب في اتجاه تحويل الأمة العربية "لأمة مستباحة لقوى الخارج".

وفيما تتوالى الطروحات والتعليقات والتقارير في الصحف ووسائل الإعلام المختلفة حول المخططات الخارجية لتفكيك المنطقة العربية وصياغة شرق أوسط جديد فان الإرادة العربية يمكن لو استلهمت ثقافة وروح السادس من أكتوبر أن تحبط تلك المخططات المعادية للأمة العربية.

وتأتي الذكرى ال42 لحرب السادس من أكتوبر وسط متغيرات حادة في المشهد الإقليمي والعالمي ما بين سوريا التي تبدو مستباحة الأرض والسماء أمام القوى الأجنبية ، واليمن التي تتعرض الشرعية فيها لتحديات خطيرة ، وليبيا التي تعاني من عدم التوافق حول تشكيل حكومة وطنية ، ناهيك عن الهجمات المسلحة في العراق ، وقبل ذلك كله الممارسات الاستفزازية الإسرائيلية في القدس والتي بلغت ذروة خطيرة باستهداف المسجد الأقصى من جانب قطعان المستوطنين .

وكما يقول المفكر البحريني الدكتور علي فخرو فان المصائب الوطنية والكوارث القومية في ارض العرب تبدأ بتدمير العمران والاجتماع ثم مرحلة فوضى وضياع فتفكير مضطرب لإيجاد حلول انتهازية مغموسة بالدم والدموع ، موضحا أن مخرج المشهد هو "الخارج" وان استعان بمساعدين من الداخل للقيام بمهام يحددها لهم بكل دقة "بما يخدم مصالح كبار اللاعبين الأغراب في طول وعرض بلاد العرب".

وقد يكون الهدف حسب هذا المفكر البحريني الذي شغل مناصب وزارية غير مرة في بلاده الاستيلاء على ثروة نفطية حتى لا تستعمل في بناء طموحات وطنية او قومية مثلما حدث في العراق ، وقد يكون ايضا تدمير رمز عروبي راسخ في قلب التاريخ العربي وإخراجه من معادلات التوازن كما حدث في سوريا.

ومن المؤلم لمشاعر اي عربي ان يطالع عناوين تقارير تنشر في الصحف ووسائل الإعلام بشأن المشهد السوري ، مثل ذلك التقرير الذي نشرته دورية "نيويورك ريفيو" مؤخرا حول سوريا بعنوان :"الهروب من الموت" ، حيث يتناول هيوغ ايكين التطورات على صعيد أزمة اللاجئين السوريين وموجات الهروب الكبير لأوروبا والتي تعد الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية.

فالتحدي الأخطر للقارة الأوروبية لم يعد حسبما تقول المستشارة الألمانية انجيلا ميركل يتمثل في أزمة الديون اليونانية وإنما في تلك الموجات المتتابعة من السوريين الباحثين عن ملاذات آمنة في القارة العجوز هروبا من جحيم يستعر في بلادهم .

وما حدث ويحدث في سوريا قد لا يكون بعيدا عن إشارة الدكتور علي فخرو الى مسألة استغلال مطالب شعبية مشروعة بخلط الأوراق لتشويه اصل المسألة برمتها والانتقال "لمرحلة التدمير الممنهج للدولة الوطنية ومجتمعها فالدخول في " طوفان التقاتل بين المكونات الإثنية والدينية والمذهبية والثقافية والسياسية" حتى تنقلب الحياة الى جحيم لا يطاق "ليبدأ التفكير في طرح حلول مغموسة بالدم والدموع" معتبرا انها في اغلبها حلول مؤقتة بانتظار الدخول في حروب وصراعات جديدة.

وبينما تعربد الطائرات الأجنبية في سماء سوريا بدا هذا البلد العربي الذي كان طرفا رئيسا في حرب السادس من أكتوبر وكأنه يتحول لمختبر لعلاقات الشد والجذب بين القوى الكبرى في عالم اليوم وتقاسم الأدوار ومناطق النفوذ بين الفرقاء الكبار و"تجليات فائض القوة والبحث عن مجالات حيوية جديدة" بعد أن منح الإرهاب العميل الفرصة والذريعة لتلك القوى الخارجية لتفعل أفاعيلها في سوريا والعالم العربي الذي كان جسدا واحدا منذ 42 عاما في حرب السادس من أكتوبر.

ولن تنسى الذاكرة القومية والتاريخية العربية المقولة التي اطلقها رئيس الأركان السوري اللواء يوسف شكور أثناء نقاش حول ساعة الصفر لحرب السادس من أكتوبر ومدى ملائمة التوقيت للجيشين المصري والسوري من انه "اذا سقطت دمشق لن تسقط الأمة العربية ولكن لو سقطت القاهرة ستسقط الأمة العربية كلها".

وينذر المشهد السوري الراهن بمدى خطورة التلاعب بالهويات والمخزون العرقي والطائفي وتعميق الكراهية بين مكونات الشعب الواحد وتنمية ثقافة التباغض والتنابذ المجتمعي فيما يتحول الأبرياء من أبناء سوريا لوقود لهذه اللعبة الخطرة ضمن "لعبة الأمم" وتعبيرات حقائق القوة في عالم اليوم والتحولات العصيبة والمخاض الصعب من نظام عالمي تتقوض أسسه لنظام عالمي جديد لم تستقر ملامحه الحقيقية بعد .

ولعل من أسوأ مظاهر المسألة السورية التي باتت من اكثر أزمات العالم مآساوية ان تتحول شعارات جذابة ومباديء سامية مثل الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان الى سلاح يفتك بسيادة الدولة ووحدة أراضيها وتهجير شعبها وتحويله الى كائنات تبحث عن ملاذات أمنة بين أربعة أركان المعمورة.

وفي الذكرى الثانية والأربعين لحرب السادس من أكتوبر المجيدة ما زالت مصر وفية لدورها التاريخي ورسالتها الحضارية وعقيدتها الوطنية والقومية وهي التي حذرت مبكرا من مخاطر الإرهاب وأكدت على ضرورة محاربته بصورة شاملة كما دعت لحل سياسي يضمن سيادة سوريا ووحدة أراضيها ويحفظ استقلالها وامنها. 

وفيما دعت مصر "لإقامة نظام عربي إقليمي جديد باعتباره ضرورة استراتيجية" كان وزير الخارجية سامح شكري قد لفت في كلمة بمنتدى "حوار المنامة" العاشر لأهمية الا يكون تجديد النظام الإقليمي العربي قائما على أساس اي من المحاور التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط في العقود الأخيرة.

وأوضح شكري أن أهداف هذا النظام العربي الإقليمي الجديد مواجهة تحديات العصر وتحقيق التنمية والإعداد لتمكين الجيل الجديد فيما يأتي هذا الطرح معبرا عن حالة حراك حميد على مستوى الفكر والعمل للسياسة الخارجية المصرية واستعادة الدبلوماسية المصرية العريقة لمفهوم المبادرة بما يخدم مصر وامتها العربية معا.

وتأتي هذه الدعوة المصرية لإقامة نظام عربي جديد في وقت تتردد فيه التساؤلات حول اتجاهات النظام العالمي وما اذا كان هناك نظام عالمي جديد تتشكل ملامحه بالفعل على نحو ما قال المفكر الاستراتيجي الأمريكي هنري كيسنجر في كتابه الجديد "النظام العالمي" والذي جاء معبرا عن نظرة رجل جمع ما بين نظريات الاستراتيجية وخبرات العمل كوزير للخارجية ومستشار للأمن القومي.

ولا جدال أن كيسنجر "رجل التنظير والعمل معا" احد ابرز من وضعوا أسس النظام العالمي إبان الحرب الباردة بل ومرحلة تالية لنهاية هذه الحرب في مطلع تسعينيات القرن الماضي فيما يسعى بوضوح في كتابه الجديد للإجابة على اسئلة حول النظام العالمي الجديد الذي يتوجب على الولايات المتحدة أن تتبناه وتعمل على تطبيقه او بمعنى اكثر صراحة "تفرضه على العالم".

فأمريكا حسب هذا التصور الكيسنجري تقوم بالدور الأكثر أهمية في صياغة "منظومة القيم" التي تتحول "لمنظومة قيم عالمية" او قيم مشتركة للإنسانية تكون "قوام الشرعية الدولية" ومن يخرج عليها يحق عليه العقاب.

وغير خاف على كل ذي عينين أن "ثعلب السياسة الأمريكية العجوز" الذي كان حاضرا في المشهد غداة حرب السادس من أكتوبر يرمي بهذا التنظير الجديد للحفاظ على قيادة أمريكا للنظام العالمي القادم والذي تتشكل ملامحه بالفعل فيما ستكون ملامحه النهائية هي محصلة نتائج المواجهة البالغة التعقيد والتشابك والدهاء بين الولايات المتحدة والقوة الصينية الصاعدة بينما لا يمكن اغفال قوى اخرى تتموضع في مواقع مختلفة مثل روسيا والاتحاد الأوروبي.

وهنا يكون السؤال الذي يهمنا كعرب :"اين موقعنا وموقع النظام العربي الإقليمي المنشود مما يحدث على المستوى الكلي في العالم"؟!..فلئن كان هناك من يذهب الى أن المشهد الإقليمي العام في المنطقة العربية لم يكن ابدا أسوأ مما هو عليه الآن فان هناك اتفاقا عاما بين اغلب المثقفين المصريين والعرب عامة على أن الإرهاب هو العامل الرئيس في تردي هذا المشهد العربي وانهاك مكونات القوة العربية الشاملة.

وكان وزير الخارجية سامح شكري قد أشار في سياق كلمته بمنتدى المنامة العاشر في العاصمة البحرينية الى الضرورة القصوى للتصدي لتنظيم داعش الإرهابي في المهد وان يكون ذلك ضمن استراتيجية شاملة لمحاربة جميع التنظيمات متشابهة الفكر في المنطقة وان يكون الهدف هو القضاء عليها عسكريا وفكريا.

 

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ذكرى نصر أكتوبر تستدعي مقاربات اللحظة العربية الراهنة ذكرى نصر أكتوبر تستدعي مقاربات اللحظة العربية الراهنة



إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday