عمرو خالد يكشف كيف أدار الرسول أول حوار للأديان مع النصارى
آخر تحديث GMT 06:05:23
 فلسطين اليوم -

عمرو خالد يكشف كيف أدار الرسول أول حوار للأديان مع النصارى

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - عمرو خالد يكشف كيف أدار الرسول أول حوار للأديان مع النصارى

تور عمرو خالد
القاهرة- شيماء مكاوي

أوضح الداعية الإسلامي، الدكتور عمرو خالد، أن رسائل النبي صلى الله عليه وسلم إلى ملوك دول العالم يعرض فيها عليهم الإسلام، تمثل نموذجًا في الانفتاح على العالم الخارجي، وأدار أول حوار للأديان مع وفد نصارى نجران بالمسجد النبوي في المدينة، وأضاف أن وفدًا من نصارى نجران تألف من 14 رجلًا من أشرافهم، وروايات أخرى تقول إن عددهم60 من أساقفة ورجال كنيسة نجران قدموا إلى المدينة، وأقاموا بالمسجد النبوي وليس في خيام خارج المسجد، تكريمًا من النبي لهم، وأقاموا شعائرهم فيه، حيث تقول الرواية: "لَمَّا قَدِمَ وَفْدُ نَجْرَانَ عَلَى رَسُولِ اللهِ ... دخَلُوا عَلَيْهِ مَسْجِدَهُ بَعْدَ صَلَاةِ الْعَصْرِ فَحَانَتْ صَلَاتُهُمْ، فَقَامُوا يُصَلُّونَ فِي مَسْجِدِهِ فَأَرَادَ النَّاسُ مَنْعَهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ دَعُوهُمْ، فَاسْتَقْبَلُوا الْمَشْرِقَ، فَصَلَّوْا صَلَاتَهُمْ".

واعتبر خالد في الحلقة السابعة عشر من برنامجه الرمضاني "السيرة حياة"، أن "الهدف من الحوار هو الوصول إلى منطقة مشتركة مع الآخر "كلمة سواء"، وقد وردت الإشارة إليه في سورة آل عمران، لأنهم هم المشترك بيننا، فكلنا نحب عيسى ابن مريم وأمه"، وأشار إلى أنه "لما سأل وفد نصارى نجران النبي: لماذا تسب صاحبنا - يقصدون عيسى - وتقول إنه عبد الله؟، أجاب: أجل، إنه عبدالله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول.. "إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون".

ولفت خالد إلى أن "الحوار انتهى دون أن يسلموا، وتمسكوا بالمسيحية، لأن "الحوار لا يعني التنازل عن الأفكار، فكل شخص حر في أفكاره، لكن المهم انفتاح الطرفين على الآخر ومنع الصراع"، وقال إن "الحوار انتهى بتوقيع معاهدة سلام، وكتب لهم النبي عهدًا، قال فيه: "بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله للأسقف أبي الحارث، وأساقفة نجران، وكهنتهم، ورهبانهم، هذا كتاب أمان من الله ورسوله لأهل نجران.. لهم جوار الله ورسوله على أنفسهم وملتهم وأرضهم وأموالهم وغائبهم وشاهدهم لا يغير أسقف من أسقفته، ولا راهب من رهبانيته، ولا كاهن من كهانته، ولا يغير حق من حقوقهم، ولا سلطانهم، فهم في جوار الله ورسوله أبدًا ما أصلحوا غير مبتلين بظلم ولا ظالمين.. أي طالما لم يظلموا أحد".

وعلق خالد قائلًا "كلمة أبدًا، إشارة إلى ما بعد النبي، وصية منه أبد الحياة لكل مسيحي إلى يوم القيامة، فمن دمر كنيسة أو قتل مسيحيًا بدون ذنب بعد ذلك، فهو ناقض لعهد رسول الله لهم"، وذكر أن "كل أحكام المعاملات مع المسيحيين ببر وإحسان كانت استنادًا إلى كتاب النبي"، مدللًا بأن "الإمام الشافعي يقول: "إذا تزوج مسيحية فحقها عليه أن يوصلها للكنيسة ولا يمنعها منها"، لكن هل يعرض عليها الإسلام أم لا؟، الإمام أبوحنيفة يقول: يعرض بشرط عدم الإكراه "لا إكراه في الدين"، بينما الإمام مالك يأمر أولاده بزيارة أخوالهم المسيحيين ويبرهم ويهديهم الهدايا ليطيب خاطرهم، وتنفيذًا لأمر الله: "أن تبروهم وتقسطوا إليهم".

علاوة على ذلك، عرض خالد نماذج من انفتاح النبي على العالم الخارجي، من خلال توجيه رسائل لكل ملوك العالم يعرفهم بالإسلام، فأرسل 48 رسالة إلى 48 ملكًا وحاكمًا حول العالم في السنة السادسة من الهجرة، أشهرها 8 رسائل إلى قيصر ملك الروم، كسرى ملك الفرس، النجاشي ملك الحبشة، المقوقس حاكم مصر، ملك البحرين، ملكي عُمان، ملك اليمن، الحارث الغساني، أمير الغساسنة بالشام.

وأضاف خالد "وقع اختيار النبي على الشخصيات التي حملها رسائله إلى ملوك العالم وكانوا بمثابة سفراء له، وفق صفات شخصية لكل منهم، فأرسل دحية الكلبي للروم، كان حسن الصورة، طويلًا، شديد الذكاء، يجيد لغة الروم، وأرسل عبدالله بن حذافة السهمي إلى ملك الفرس، وهو شخص هادئ لطيف، ليتحمل سخافة كسرى ملك الفرس، لأن الفرس يكرهون العرب، وله خبرة في السفر، حيث هاجر من قبل إلى الحبشة، بالإضافة إلى شجاعته، ومعرفته بلغة الفرس".

بينما "حمّل عمرو بن أمية الضمري، رسالة إلى ملك الحبشة، وكانت له خبرة بالحبشة وسافر إليها أكثر من مرة، كان شجاعًا وجريئًا جدًا، لا يهاب الملوك لكن يجيد احترامهم والتعامل معهم"، وأرسل إلى المقوقس حاكم مصر، حاطب بن أبي بلتعة، وكان تاجرًا وثريًا، وشخصية متحضرة، وعلى علم بتاريخ الأمم، فكان اختياره ليناسب حضارة المصريين"، وفق قوله.

وأكد الداعية أن "النبي أرسل العلاء بن الحضرمي إلى ملك البحرين، وكان يقول الشعر، وهو ممن عرف بشجاعته، مثل صفات الملك الذي يحمل رسالة النبي إليه، وأوفد عمرو بن العاص، إلى ملكي عمان، وكان معروفًا عنه ذكاؤه ودهاؤه، فهو من دهاة العرب، وله خبرة في السفر، ولأنه سيفاوض شخصيتين ذكيتين.

وذكر خالد أن "كل من قرأ رسالة النبي من الملوك انبهر بها، لأنه نموذج منفتح وهو في مدينة صغيرة بشبه الجزيرة، وكان "هدفها لفت النظرة لدعوة جديدة بشكل مركز، قال فيها: من محمد رسول الله إلى عظيم الفرس، عظيم الروم، عظيم مصر، احترامًا لمقاماتهم، وجميعها استهلها: "بسم الله الرحمن الرحيم"، وهي كلمات جديدة على ملوك العالم لابد أنها ستحرك فضولهم لقوتها ورحمتها "الرحمن الرحيم".

 

ولفت خالد إلى أنه "عرف نفسه بوظيفته من محمد رسول الله، تكررت كلمة السلام والسلم خمس مرات في كل رسالة: أسلم تسلم، ليس تحديًا أو تهديدًا، وإنما من باب النصح لهم، وإلا لكان وجه لهم كلامًا شديد الحسم: "لأرسلن لك جيشًا أوله عندك وآخره عندي"، وتابع "كما أنه لم يأمر أو يطلب من أحد أن يتخلى عن ملكه، فالنبي لا يريد الحكم، ولم يقل أن له سلطة دينية أو سياسية عليه، فلا كهنوت ولا سلطة، يعني لا يريد الحكم".

وبيّن الداعية أن النبي "طرح في الرسائل أكثر من خيار بديل، وترك الأمر للمرسل في اختيار الذي يراه صالحًا له ولرعيته، البديل الأول: أن يُسلم، الثاني: أن لا يسلم ولكن تعالى إلى منطقة مشتركة بيننا، لذا ختم بالآية "تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم"، وأشار إلى أنه لم يسلم أحد إلا ملك البحرين وعمان، والآخرون رفضوا، لكنها رسالة لكل مسلم بالانفتاح على الناس، وتحرير المسلمين من عقدة الخوف وعدم الثقة في النفس بالانفتاح، فقد كانت قريش تستحقر غيرها من العرب، لكن تستصغر نفسها أمام الفرس والروم، فحرر النبي الصحابة من هذا الخوف، فضلًا عن التقبل العالمي لوجود كيان جديد اسمه الإسلام، وإثبات أن الإسلام دين عالمي ليس محليًا "وما أرسلناك إلا كافة للناس".

 

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عمرو خالد يكشف كيف أدار الرسول أول حوار للأديان مع النصارى عمرو خالد يكشف كيف أدار الرسول أول حوار للأديان مع النصارى



تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران

GMT 21:49 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

انتقال النسخة الـ23 من بطولة كأس الخليج إلى الكويت

GMT 16:12 2016 الخميس ,30 حزيران / يونيو

أجنحة الدجاج بالليمون والعسل

GMT 09:12 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

استبعاد تاج محل من كتيب السياحة الهندي يُثير السخرية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday