القاهرة ـ أ ش أ
أوصى المشاركون في الملتقى العلمي الأول لترميم وصيانة الآثار " الآثار الحجرية بين التلف والصيانة "بتدريس جيولوجيا المناطق الأثرية بالجامعات المصرية وإنشاء مجلة دورية ثابتة لنشر أعمال الترميم وموقع ثابت لترميم آثار مصر وموقع دولي للاتصال بالجهات الأجنبية لتعريفهم بإنجازات الترميم في مصر.
جاء ذلك في ختام أعمال الملتقى الذي عقد على مدى يومين بمدرسة ترميم الآثار بمدينة نصر بحضور الغريب سنبل رئيس الإدارة المركزية للصيانة والترميم بوزارة الآثار وعبد المجيد حشاد رئيس اللجنة المنظمة والمسئول عن مدرسة الترميم والدكتور عبد الحميد كفافى مدير إدارة التخطيط والمتابعة.
وأكد المشاركون أهمية تقديم المقترحات ومشاكل الترميم التي تم عرضها بالملتقى للإدارات المختلفة للبدء في تنفيذها عن طريق الإدارة المركزية للترميم ، مطالبين بالارتقاء بالمستوى العلمي لأخصائى الترميم وتطبيق التكنولوجيا الحديثة في التوثيق والترميم والتخصص الدقيق في ترميم الآثار وإبراز أعمال الصيانة والترميم بالوزارة ونشرها علميا.
وقال خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان إن المؤتمر أوصى باستمرار عقد ورش العمل والملتقيات العلمية وعقد مؤتمر دولي سنويا ، واستخدام أجهزة قياس درجات الحرارة والرطوبة للآثار بصفة مستمرة وتطبيق نظام استمارة توثيق ثابتة لكل أثر يتم تحديد ماهيتها بعد مناقشات مستفيضة بين أخصائى الترميم واقتصار أعمال التنظيف الخارجي للآثار في حدود ضيقة لأنها تجهد الأثر.
وأضاف أن توصيات المؤتمر تضمنت أيضا مطالب بمشاركة الإدارة المركزية لشباب الباحثين بالوزارة في اختيار موضوعات الماجستير والدكتوراه طبقا للدراسات الميدانية واحتياجات الترميم بالوزارة ودعم نقابة الآثاريين بكل الوسائل لأنها ستكون حائط السد للدفاع عن الآثار والآثاريين.
وأشار ريحان إلى أن الملتقى ناقش دراسة هامة للدكتور ضاحي أبو غانم عن كيفية ترميم مقبرة نفرتاري زوجة رمسيس الثاني بوادي الملكات بمنطقة البر الغربي بالأقصر المكتشفة عام 1904 وكشفت عنها بعثة إيطالية برئاسة سكياباريللى ، حيث تمت أعمال ترميم وصيانة للمقبرة التي تأثرت بعوامل المياه الجوفية والتلوث الجوى .
كما استعرض أخصائى الترميم وائل جمال في محاضرته الوسائل العلمية الحديثة المستخدمة فى توثيق وتسجيل المبانى الأثرية ومنها التوثيق المعماري والتسجيل الفوتوغرافي باستخدام الضوء المرئي وغير المرئي والليزر والجرافيك باستخدام برامج الكمبيوتر.
وأوضح أن دراسات الملتقى تناولت تاريخ الترميم بهرم زوسر منذ عام 1920 في دراسة مصطفى أحمد عبد الفتاح حين بدأ جان فيليب لوير العالم الفرنسى فى أعمال الدراسة العلمية والترميم ، حيث تأثر الهرم بعوامل الزمن التي تمثلت في عوامل التعرية والهزات الأرضية التي أدت لتراكم التربة والرمال وناتج الانهيارات السطحية أعلى مصاطبه مما أدى لانتشار الفجوات على أسطحه حتى أصبحت تهدد استقراره وثباته كما امتد التلف للبناء السفلى للهرم من ممرات ومداخل وبخاصة داخل بئر الدفن الذي تساقط سقفه لذا كان مشروع إنقاذ وتدعيم الهرم المدرج الذى بدأ عام 2002 وعرض للمناقصة المحدودة عام 2005 ورسى على أحدى الشركات وتم الانتهاء من حوالى 60% من الأعمال السطحية تمثلت فى أعمال التدعيم بملء الفراغات والفجوات بنفس الأسلوب المتبع فى بناء الهرم.
واختتم المؤتمر الذي افتتحه الدكتور ممدوح الدماطي وزير الآثار يوم الأحد الماضي بتكريم أخصائى الترميم ممن رحلوا وممن أحيلوا للتقاعد وتوزيع شهادات التقدير على المشاركين واللجنة المنظمة للملتقى.
أرسل تعليقك