تتداول الاوساط الثقافية العالمية اسماء ادباء من مختلف انحاء العالم لنيل جائزة نوبل للآداب، من الياباني هاروكي موراكامي والبيلاروسية سفيتلانا اليكسفيتش، والسوري أدونيس، الى الصومالي نور الدين فرح والتشيكي ميلان كونديرا، دون ان يبدو احدهم متقدما عن الآخرين.
فمع بداية الخريف، عادت الاسماء ذاتها الى ساحة التداول في الاوساط الادبية، لمحاولة التكهن بمن سيكون الفائز باعرق جائزة ادبية في العالم، خلفا للكندية اليس مونرو.
وقال الناشر السويدي ماتس اولين لوكالة فرانس برس "لا شك انه لدينا بعض التوقعات، لكنها ليست سوى تكهنات".
فلا احد، لا في ستوكهولم ولا في غيرها، يعرف ماذا يدور في خلد الاكاديمية السويدية المسؤولة عن منح الجائزة، وتبقى مداولاتها طي سرية والآراء المتبادلة فيها طي الكتمان حتى بعد صدور النتيجة، ولا يعلن عما جرى في اروقتها الا بعد خمسين عاما على منح الجائزة.
وكل ما هو معروف ان الاكاديمية تعد في شهر شباط/فبراير قائمة بكل الترشيحات التي تصلها، وكانت هذا العام من 210 اسماء، ثم تختزلها في شهر ايار/مايو الى خمسة، ومن ثم يختار كل من اعضاء اللجنة مرشحه ويحدد الاسباب التي جعلته يميزه عمن سواه.
ومن هذه الاعتبارات ما يتعلق باللغة، وبحسب كلايس واهلين الناقد في مجلة افتونبلاديت السويدية "من النادر جدا ان تمنح الاكاديمية الجائزة لاديبين يكتبان باللغة نفسها في عامين متواليين".
وان صح ذلك فسيكون مستبعدا منح الجائزة لاديب باللغة الانكليزية هذا العام، بعدما منحت العام الماضي للكاتبة الكندية باللغة الانكليزية اليس مونرو.
وعلى مدى تاريخ منح الجائزة، كرم 27 اديبا باللغة الانكليزية في مقابل 13 اديبا باللغة الفرنسية ومثلهم باللغة الالمانية.
وعلى ذلك، تقول الناقدة ايليز كارلسون "سيكون مدهشا كثيرا مثلا لو اختير اديب كندي هذا العام ايضا".
ويقول واهلين "في حال ارادوا اختيار اديب بلغة اختير اديب منها العام الفائت، فينبغي ان يكونا من مناطق متباعدة جدا من العالم".
ومن الاعتبارات ايضا ما يتعلق بالجغرافيا، وتقول الناشرة اليزابيت غرايت "لا ينبغي ان يطول الوقت كثيرا قبل ان يكرم اديب من افريقيا" التي لم يكرم منها في تاريخ الجائزة سوى اربعة ادباء كان آخرهم جون كوتزيه من جنوب افريقيا في العام 2003.
ويرى واهلين ان الكيني نغوغي وا تهيونغو مرشج جدي، ان لم يفز الصومالي نور الدين فرح، فهو "كاتب ملائم لمزاج الاكاديمية".
ومن الاعتبارات ايضا النوع الادبي، فاليس مونرو التي كرمت العام الماضي تكتب الاقصوصة، أما داريو فو الذي نالها قبل سنوات فهو رائد في الادب السردي.
وبهذا يمكن ان يكون الشعر هو الاوفر حظا هذا العام، فيكون في صدارة التوقعات الفرنسي ايف بانوفوا والكوري الجنوبي كو اون والسوري ادونيس.
وقد تقرر اللجنة منح الجائزة لاديب مسن قبل ان يفوت الاوان، واذا غلب هذا الاعتبار فان كونديرا ذا الاعوام الخمسة والثمانين سيكون اوفر المرشحين حظا.
وسيعلن اسم الفائز يوم الخميس في التاسع من تشرين الاول/اكتوبر عند الساعة 11,00 ت.غ.
أرسل تعليقك