ثروة الغاز بين مبدأ الاحتراز و الخيار الاستراتيجي في الجزائر
آخر تحديث GMT 12:38:00
 فلسطين اليوم -

ثروة الغاز بين مبدأ الاحتراز و الخيار الاستراتيجي في الجزائر

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - ثروة الغاز بين مبدأ الاحتراز و الخيار الاستراتيجي في الجزائر

استخراج الغاز
الجزائر - واج

أكد رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، الثلاثاء بالجزائر العاصمة لدى رئاسته لمجلس مصغر أن عمليات الحفر التجريبية التي تمت بعين صالح "ستنتهي في القريب العاجل" و أن "استغلال الغاز الصخري" ليس واردا في الوقت الراهن.

وأشار رئيس الجمهورية إلى أنه في حال تبين بأن استغلال هذه الموارد الوطنية الجديدة يشكل "ضرورة ملحة" لتحقيق الأمن الطاقوي لبلدنا على المدى المتوسط والطويل فإنه يتعين على الحكومة "السهر بصرامة" على "ضمان احترام" المتعاملين المعنيين للتشريع من أجل "حماية صحة المواطنين والحفاظ على البيئة".

و لإزالة "سوء الفهم والمخاوف" التي تسببت فيها "التجارب الأولية" في مجال الغاز الصخري أعطى الرئيس بوتفليقة أوامر للحكومة بهدف مباشرة "نقاش واسع و شفاف مع الكفاءات المعترف بها و إشراك المجتمع المدني و تقديم المزيد من الشروحات حول "واقع و رهانات و أبعاد الأعمال" التي باشرتها الدولة في جميع المجالات.

ويتعلق الأمر بالبحث عن وفاق وطني من خلال انتهاج مسعى منتظم عقلاني و تدريجي يرمي إلى "تمكين الجميع من فهم المعطيات المتعلقة بالمحروقات غير التقليدية التي تمثل واقعا وثروة جديدة بالنسبة لبلدنا".

ويتمثل الرهان الحقيقي في التكيف مع التحول الجذري و الدائم لأسواق النفط العالمية و الذي يقتضي الاقتصاد في الطاقة و تنويع المزج الطاقوي الذي يتعين على الجزائر اللجوء إليه في المدى المتوسط.

ويشمل الرهان أيضا الطاقات المتجددة التي تعتبر التجارب الأولى الخاصة بها في الجزائر واعدة (الطاقة الهوائية و الشمسية) و كذا الطاقات غير المتجددة (مصادر الطاقات الحفرية) التي يجب استغلالها بشكل أكثر اقتصادا و تحويلها جزئيا بفضل تطور البيتروكيمياء.

الغاز الصخري: احترام البيئة و الحفاظ على صحة السكان

يتمثل الهدف الرئيسي من هذا المسعى في الاستجابة على المدى المتوسط  والطويل للطلب الوطني على الطاقة الذي يشهد ارتفاعا مستمرا (لا سيما على الغاز حيث يوشك الطلب عليه أن يعادل ذلك المسجل في الدول المتقدمة) و من ثمة تخصيص الفائض للتصدير.

وفي سياق التحولات الجيوطاقوية الكبرى التي يحفزها أقوى المتعاملون الدوليون من شأن التطور التكنولوجي أن يغير لوحده معطيات معادلة مصادر الطاقات الحفرية و المتجددة.

وبخصوص الغاز الصخري و موازاة مع إرسالها لإشارات بتوفرها على إمكانيات هامة تبنت الجزائر منذ تعديل قانون المحروقات سنة 2013 مبدأ الاحتراز الذي يفرض على كل شركة نفطية وطنية كانت أم أجنبية السهر بصرامة على احترام البيئة و الحفاظ على صحة المواطنين.

و في هذا السياق تم استبعاد إحدى الشركات النفطية الدولية التي لم تحترم هذه الشروط من عمليات الاستكشاف و الاستغلال التجريبية التي تمت مباشرتها في السنوات الأخيرة.

ومع استباق توقع نتائج التحولات الكبرى لمصادر الطاقات الحفرية يسهر متعاملو قطاع النفط الجزائريون على متابعة التطور التكنولوجي الذي من شأنه إحداث ثورة نوعية في شروط استخراج هذه الطاقات.

في المخابر و على مستوى حقول النفط و الغاز بالولايات المتحدة الأمريكية و الصين و دول مجموعة ال7 يتم تجريب تقنيات جديدة أقل خطورة على البيئة و هو الحال بالنسبة لضخ غاز ثاني أكسيد الكربون بهدف تحفيز "ارتفاع" مستوى الغاز الصخري  وهي التقنية التي قد تسمح باستخراج الغاز الصخري دون استعمال المياه الجوفية.

و في حال ثبوت جدوى هذه التجارب على الصعيد الصناعي قد يتم استرجاع البروبان في حوض موازي و معالجته لاستعماله مجددا في غاز البروبان المميع.  

التأكيد مجددا على احترام مبدأ الاحتراز

إن التطور التكنولوجي مهما كانت درجته يقتضي آجالا تجريبية تدوم على مدى سنوات (ليس أقل من 4 إلى 5 سنوات وفق درجة التحكم في التكنولوجيا و التي هي حاليا تحت تصرف بعض الشركات النفطية الكبرى فقط).

و لمباشرة الاستغلال مهما كانت الطريقة أو التقنية المستعملة يجب المرور عبر مرحلة إنجاز منشآت معقدة و مكلفة كما أن قرار استغلال الحقول على نطاق واسع يكون دائما متبوعا بفترة زمنية تقدر ب10 إلى 15 سنة لتفعيله ناهيك عن كل المسائل الأخرى المتعلقة بالتحكم في التكنولوجيا و التقنيات و التسويق.

كما أن وجود العديد من المتعاملين المستعدين للاستثمار في إنتاج و تصدير المحروقات من الغاز الصخري جعل الجزائر "تفصح" دون أن تتخذ قرارا نهائيا عن الإمكانيات و الطاقات التي تتوفر عليها و كذا قدرتها في التحكم بالمسار بأقل تكلفة.

و تتوفر الجزائر على ميزة هامة أخرى تتمثل في مرافق النقل الهائلة التي تمتلكها بما فيها أنابيب نقل الغاز العابرة للبحر الأبيض المتوسط و التي تقربها من الأسواق الأوروبية باعتبارها الأكثر استيرادا عكس الولايات المتحدة الأمريكية ناهيك عن شبكتها للتحالفات الدولية و التعاون في كل من آسيا و أمريكا اللاتينية.

إن كل قرار يتخذ في ظل احترام مبدأ الاحتراز الذي أكده رئيس الجمهورية مجددا يأخذ بعين الاعتبار كل هذه المعايير إضافة إلى المسألة الجوهرية التي تم التطرق إليها في الاجتماع المصغر: ما العمل فيما يخص الغاز الصخري  "الواقع الجديد و الثروة التي تزخر بها الجزائر" حسب تصريح الرئيس بوتفليقة لا سيما و أن هذا التحدي الجديد يخص أراضي شاسعة من الصحراء الجزائرية التي يشهد جوارها  مع الأسف وضعية لا استقرار خطير بما في ذلك على أمن بلدنا".



 

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثروة الغاز بين مبدأ الاحتراز و الخيار الاستراتيجي في الجزائر ثروة الغاز بين مبدأ الاحتراز و الخيار الاستراتيجي في الجزائر



 فلسطين اليوم -

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 01:45 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 05:59 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

تصوير دينا الشربيني وعمرو دياب خلسة بحضور أحمد أبو هشيمة

GMT 15:41 2017 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

أسعار الفضة تشهد تحركات ضعيفة وتحقّق 16.81 دولارًا للأونصة

GMT 04:37 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقع التواصل تُزيد من مخاطر التنمر الإلكتروني بين الأطفال

GMT 05:40 2016 السبت ,17 كانون الأول / ديسمبر

الفنان مروان خوري يوضح سر عدم زواجه

GMT 02:05 2019 السبت ,23 شباط / فبراير

هاري وميغان في زيارة إلى المغرب تستغرق 3 أيام

GMT 15:22 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

أسرار إعادة الحب والسعادة والمودة إلى الحياة الزوجية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday