غزة ـ فلسطين اليوم
تمرُ الذكرى السنوية الأولى للعدوان "الإسرائيلي" الأخير على قطاع غزة على الخريج محمد نعيم وزملائه سليمان حمادة ومحمد مصطفى، وهم يشعرون بطعم الانتصار على آلة الدمار "الإسرائيلية"، رُغم ما خلفته الحرب من خراب لمشروع تخرجهم النوّعي.
نعيم وحمادة ومصطفى طلاب هندسة "الميكاترونكس" في جامعة "الأزهر" في غزة، دمر الاحتلال "الإسرائيلي" مشروع تخرجهم في العدوان الأخير، والذي هو عبارة عن تصميم ماكينة تحكم رقمي باستخدام جهاز الحاسوب من الموارد والإمكانيات المحلية، وصناعتها"Router CNC Machine".
وتختص الماكينة بالنقش وعمل الأشكال المعقدة– المبرمجة حاسوبيًا-على العديد من المواد مثل الخشب، والبلاستك، والألمنيوم، واللوحات الإلكترونية، وتنتج زخارف إسلامية وغيرها.
ويمنع الاحتلال إدخال هذه الآلة إلى القطاع بفعل سياسة الحصار الممنهج الذي يفرضه منذ العام 2006، وفق ما تحدث به نعيم، والذي يبيّن وجود ماكينات مستوردة في غزة من نوعها، ولكنها تعد على أصابع اليد الواحدة، وتعاني من حالة احتكار.
ويعترف الطلاب أن الدخول في المشروع كان مجازفة كبيرة، "فجميع من سبقنا في الجامعة أنهوا المرحلة النظرية ولم يصلوا لمرحلة التطبيق العملي للآلة"، مشيرين إلى أن التحدي الأكبر كان صناعتها من مواد متوفرة في السوق المحلي، بدقة عالية وسعر مناسب.
ويبين الطالب نعيم أنه تعلم وزملاؤه الكثير من البرامج الحاسوبية خلال فترة المشروع، وشاهدوا مئات الصفحات عبر الإنترنت من أجل صناعتها، وهو ما أسهم في تقليل التكلفة المالية للمشروع.
وتمكن الطلاب الثلاثة في شهر حزيران (يونيو) من العام الماضي من إنجاز ما يزيد عن 70% من المشروع، لكن قصف بيت الطالب نعيم مع بداية العدوان أدى لتدمير الآلة بشكل كامل.
ولم يمنع ضياع مجهود الأشهر الطلاب الثلاثة من إعادة بنائها من جديد، رُغم التكلفة الباهظة نسبيًا التي تكبدوها كطلاب جامعيين، والتي وصلت لأكثر من ثلاثة آلاف دولار.
ويُبين نعيم، "بعد قصف الاحتلال للآلة، زاد تحدينا للصعوبات، وبعد تفكير عميق آثرنا أن نواصل تحدينا لغطرسة المحتل وجبروت حصاره وقلة المواد".
ويضيف، "لم يمنعنا الاحتلال من أن نعيد البناء، فالتدمير وقصف المنّجزات لن يجدي معنا".
وعمل الطلاب بعد تدمير الماكينة من نقطة الصفر على مدار سبعة أشهر أخرى؛ لتجهيز الماكينة الجديدة، وواجهوا الكثير من المعيقات خلال فترة التنفيذ.
وتكللت جهود الفريق بالنجاح، إذ تمكن من صناعة الماكنة بالإمكانيات المتوفرة وبسعر منافس، مع جودة فائقة، ووصول هامش الخطأ فيها إلى أقل من 0.2 ميلي متر.
ومن أبرز الصعوبات التي واجهها الطلاب الثلاثة عدم توفر بعض القطع اللازمة للمشروع، وكذلك عدم التزام عمال الخراطة والسكب بالمواعيد، "وبالرغم من ذلك، لم تؤثر الظروف على همتنا وعزمنا، بل كنا نوجد خططا بديلة لحل أي أزمة نمر بها".
وتقديرًا للتحدي الكبير الذي خاضه الطلاب، منحت جامعة "الأزهر" ثلاثتهم درجة البكالوريوس من كلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات، وحصلوا على درجة "99%" في مادة بحث التخرج.
وطلبت الجامعة من الطلاب العمل على صناعة آلة خاصة بالجامعة لتستخدمها في تعريف الطلبة الجدد بهذا الإنجاز، وتعليمهم على كيفية صناعتها.
أرسل تعليقك