واشنطن ـ يوسف مكي
كشفت صورة جديدة مذهلة التقطتها المركبة الفضائية "جونو"، السحب الغائمة على كوكب المشترى، والتي تقدم المزيد من الأدلة على طبيعتها المضطربة، وتمكنت المركبة من التقاط تلك الصورة على بعد 7.576 كيلومترا أعلى قمم السحب، وهذا أثناء رحلتها الثامنة حول كوكب المشترى يوم 1 سبتمبر/أيلول في الساعة 2:58 مساء، وذلك باستخدام تقنية تصوير جونوكام.
ووفقا لناسا تظهر الصورة الجديدة، نظرة عن قرب لنقطتين مهمتين والمعروفتين باسم "Whale’s Tail" و"Dan’s Spot"، والتي يتم ترجمتهم وفقا ناسا باسم" ذيل الحوت" و"بقعة دان". وتمت معالجة الصور من قبل "جيرالد إيشستادت"، وكشف عن الألوان والأنماط المذهلة التى تدور حول عملاق الغاز.
وتعد الصورة واحدة فقط من عدة لقطات تم تصويرها في 1 أيلول/سبتمبر، والتي تبين مختلف النقاط المثيرة للاهتمام حول كوكب المشترى، وتظهر السلسلة المكونة من أربع صور نظرة مباشرة على الكوكب والقطب الجنوبي العاصف له، فالأولى تقدم نظرة على مركز الكوكب، وتظهر قليلا من الشفق على القطب الشمالي، أما الثانية فتظهر الأحزمة المظلمة الواسعة وتسمى "المناطق الاستوائية"، وفي الصورة الثالثة، تظهر المزيد من الأعاصير التي تتكون على الجانب الجنوبي للكوكب، والأخيرة صورة للقطب الجنوبي للمشترى.
ووفقا لموقع "ديلى ميل" البريطاني، فكانت المركبة الفضائية تحلق فوق عملاق الغاز لمدة ثماني دقائق بين الساعة 6:03 و6:11 بتوقيت شرق الولايات المتحدة، وخلال هذا الوقت التقطت تلك الصور. وأوضح العلماء لا يملك المشتري سطحًا حقيقيًا بسبب طبيعته الغازية، إذ أن الكوكب في الغالب عبارة عن دوامات من الغازات والسوائل؛ لذلك لا تستطيع مركبة فضائية أن تجد مكانًا للهبوط على سطح المشتري، أو التحليق خلاله دون أن تلحقها الأضرار.
ويرجع هذا إلى درجات الحرارة والضغوط القاسية عميقًا داخل الكوكب، الكفيلة بأن تسحق وتُذيب وتُبخر المركبات الفضائية التي تحاول الطيران داخل الكوكب. يتكون غلافه الجوي في الغالب من الهيدروجين والهليوم، ويُشبه بدرجة كبيرة الغلاف الجوي للشمس. تظهر على سطحه البقعة الحمراء العظيمة Great Red Spot التي تُعد إحدى العلامات البارزة على سطح الكوكب، وهي عاصفة عملاقة حجمها أكبر من حجم الأرض اندلعت منذ مئات السنين.
ولدى المشترى، أقصر يوم في النظام الشمسي؛ حيث يُعادل يوم واحد على سطحه حوالي عشرة ساعات أرضية فقط، في حين تعادل السنة عليه حوالي 12 سنة أرضية، ويدور حوله 53 قمرًا، مؤكد الوجود بالإضافة إلى 16 قمرًا افتراضيًا (يُعتقد بوجوده لكن دون إثبات علمي)، ما يجعل المجموع الكلي 69 قمرًا وهو أكبر عدد من الأقمار يملكه كوكب في نظامنا الشمسي.
وينصب أغلب اهتمام العلماء على أربعة منها تحديدًا تُسمى أقمار غاليليو، أكبر أربعة أقمار للمشتري اكتشفها غاليليو غاليلي في عام 1610، وهم (أوروبا، وكاليستو، وجانيميد، وإيو). يُعد قمر جانيميد أكبر قمر في المجموعة الشمسية، ويُعد أيضًا المجال المغناطيسي للمشتري فريدًا من نوعه؛ فهو أكبر مجال مغناطيسي في المجموعة الشمسية، ويمتد لعدة ملايين من الكيلومترات كافية للحفاظ على أقماره الكثيرة.
أرسل تعليقك