في صيف عام 2013، بدا واضحًا جدا أن أفضل أيام "آبل" ولت وانتهت، فقبل عامين، توفي ستيف غوبز، مؤسسها الأسطوري، مما يضع سمعة الشركة في موضع تساؤل، كما أن مبيعات منتجات آبل، لم تنمو بأسرع ما كانت عليه، وارتفعت مبيعات الهواتف التي قدمتها سامسونغ، التي تعمل بنظام "أندرويد" ودخل "غوغل" في المنافسة، وكان سعر السهم المتصاعد الذي رافق سلسلة من المنتجات لآبل، قد ذهب في الاتجاه المعاكس، ويلخص النقاد أن الرئيس التنفيذي لشركة آبل الجديد، تيم كوك، كان يرفض محاكمة الطرف الأدنى من السوق، كان "آيفون" مكلفا للغاية بالنسبة لمعظم المستهلكين في آسيا وأوروبا القارية وأميركا الجنوبية، أسواق الهواتف الذكية المزدهرة في العالم.
وكان الحل بسيطا: آبل تحتاج إلى إدخال آيفون رخيص السعر تستهدف به الأسواق الناشئة، فامتثل كوك، إلى حد ما إلى هذا الحل وفي سبتمبر/أيلول 2013، لأول مرة، كشفت آبل عن اثنين من التليفونات المختلفة، وهم 5S، الذي كان أرخص نسخة مصنوعة من البلاستيك ويفتقر إلى بعض الميزات الجديدة، وتليفون 5C كان الهاتف بأسعار معقولة حتى الآن، لم تتحسن الأمور وبدت الشركة بالتخبط، بعد أربعة أشهر فقط من كشف النقاب عن الهاتف، اعترف كوك بأن هذا الحل المؤقت لم يكن كما هو مأمول.
وقال "كانت هذه المرة الأولى التي نقوم فيها بذلك، ونسبة الطلب اتضح أنها مختلفة عما كنا نظن"، في السنة التالية، لم تتكرر التجربة، وتم الكشف عن النماذج الجديدة - آيفون 6 و 6 بلس لتصبح أكبر وأكثر تكلفة، وقد أدى ذلك إلى مبيعات قياسية وإحياء مذهل لأسعار الأسهم، اتضح أن المتسوقين، يريد هواتف أفضل، وليس أرخص، هذا الأسبوع، الجميع يكتم أنفاسه حتى يوم الثلاثاء المقبل الموافق 12 أيلول الحالي، حيث ينتظره الملايين حول العالم، يوم إطلاق أحدث هاتف آيفون يسجل عيد الميلاد العاشر لوجود عائلة هواتف آبل في الأسواق، آبل غير معروف للركوب على أمجاد الماضي، ولكن الذكرى يجلب بعض التوقعات، وبما أن التصميم الأساسي من آيفون لم يتغير في ثلاث سنوات، والمراوح يأملون في شيء خاص.
وتكشف الشركة عن الهاتف خلال مؤتمر يقام في هذا اليوم داخل مسرح Steve Jobs في مقرها العملاق الجديد Apple Park إلى جانب عدد من التحديثات والمنتجات الجديدة، وعلى مدار الأشهر الطويلة الماضية، تعددت التكهنات والتوقعات حول هواتف آبل المقبلة وتسمياتها فالبعض يتوقع أن يتم إطلاق هاتف آيفون 8 بجانب الهواتف المحدثة آيفون 7s و7s بلس والبعض الآخر يقول:”إن آبل ستتخطى تحديث هاتف آيفون 7 وسيتم إطلاق هواتف بأسماء آيفون 8 و8 بلس، ويكون الهاتف المنتدى هو iPhone Edition أو iPhone X أو iPhone Pro أو iPhone 10 في إشارة إلى عيد ميلاد آيفون العاشر”.
وبغض النظر عن التسمية، رفعت التقارير التي تم تداولها طوال الفترة الماضية سقف توقعات وآمال المستخدمين حول الآيفون الجديد من حيث تصميمه وإمكانياته، فالهاتف متوقع أن يأتي بشاشة OLED لأول مرة متخلية آبل عن شاشات LCD المعتادة، إضافة إلى التخلي عن زر الشاشة الرئيسية وذلك لمواكبة الشكل الجديد للهواتف الذي تحتل فيه الشاشة صدارة الهاتف بالكامل، ونتيجة التخلي عن الزر الرئيسي، ومتوقع أن تعتمد آبل على ميزة بصمة الوجهFace Print كبديل لمستشعر بصمة الإصبع، وهو أمر أثار مخاوف الجميع باعتبار أن هذه التقنية مازالت غير ناضجة تمامًا كما أن تجارب الشركات المختلفة معها في هواتف لم تكن آمنة أبدًا بل يسهل اختراقها، ولكن هناك تقارير أخرى، أشارت إلى أن الشركة ستقوم بنقل مستشعر البصمة للخلف وتحديدًا سيتم تضمينه داخل شعار التفاحة.
أما عن تجربة التصوير، فمن المتوقع أن يأتي الهاتف بكاميرا خلفية مزدوجة كلا عدساتها سيتمتع بميزة الثبات البصري OIS وسيتم تصميمها في وضع رأسي بحيث يتيح للهاتف إمكانية التقاط عمق ميداني خلال التصوير Depth of field ما سيفيد المستخدم في الاستمتاع بمزايا الواقع المعزز AR، وذلك مع التطبيقات والألعاب التي ستعمل على هاتفه الجديد بمجرد وصول تحديث iOS 11 والمتوافق العمل مع منصة آبل ARKit، تصميم الهاتف سيعتمد على أن يقدم أكبر شاشة في هيكل هاتف شاشته 4،7 بوصة، وذلك لينافس العمالقة من سامسونغ وإلى جي وشاومي، الذين سبقوا آبل إلى هذه الموضة الجديدة، إلا أن آبل ستتخلى عن هيكل الألومنيوم وستعود مرة أخرى لتغطية هاتفها بالزجاج مرة أخرى إلى جانب جعله مضادا للمياه والأتربة، التصميم الزجاجي سيدفع بإمكانية دعم الهاتف لميزة الشحن اللاسلكي والتي تكون متوفرة بجودة وفاعلية أعلى مع الأسطح الزجاجية، السعر لن يقل عن 1000 دولار، وذلك ترجعه تقارير الخبراء إلى شاشة الهاتف والتي ستحصل عليها آبل من مصانع غريمتها والمصنعة الأولى لهذا النوع من الشاشات في العالم سامسونغ.
ليس هناك شك في أن آبل ستبيع عشرات الملايين من الأجهزة، ولكن سيتم النظر إلى آيفون 8 باعتبارها اختبارا حاسما لقدرة الشركة على الابتكار وسيكون اختبارا لاستعداد جماهيرها على الدفع، آبل بالكاد تحت الضغط الذي كانت عليه في عام 2013، حيث أن سعر سهمها، مدفوعا بالتفاؤل حول ازدهار شعبة البرمجيات وإمكانية الإصلاح الضريبي الذي قام به الرئيس الأميركي دونالد ترامب، هو في أعلى مستوى من أي وقت مضى، بعد أن ارتفع هذا العام، وتصل قيمتها السوقية إلى 830 مليار دولار، يبدو أن الشركة تواجه صعوبة في محاولتها تضمين أجهزة استشعار بصمات الأصابع الخاصة بميزة معرف اللمس(Touch ID) في شاشة الهاتف الجديد، وقد يؤدي هذا الخلل إلى انتكاسة لمدة شهر تقريبا في الجدول الزمني للتصنيع، مما يعني تجاوز فترة المبيعات الأولية وإضعاف التوقعات المتعلقة بمبيعات فترة عطلة نهاية السنة، كما انخفضت أسهم الشركة طفيفا بعد ظهر اليوم الخميس في أعقاب تقرير الصحيفة، ويأتي هذا التقرير بعد توقع العديد من محللي الصحيفة تأخر هاتف آيفون الجديد، بما في ذلك المحلل الرئيسي مينغ تشي كو لدى شركة "كي جي آي سيكيوريتيز" (KGI Securities)، الذي أفادت تقاريره أن آبل تعاني من صعوبات في عملية التصنيع.
ويتوقع أن يزود هاتف واحد على الأقل من الهواتف الجديدة -التي تنوي شركة آبل الإعلان عنها ضمن الحدث الخاص بها- بشاشة من نوع OLED، وهي شاشات عرض ذات نوعية تسمح للهواتف بالحصول على شاشات منحنية الأطراف مثل هواتف شركة سامسونغ من فئة غالاكسي، على خشبة المسرح الأسبوع المقبل من المرجح أن تكشف النقاب عن نسخة جديدة من ساعة آبل التي يمكن أن تعمل دون أن تقترن آيفون، Apple Watch مع خاصيةLTE طرحت شركة آبل خلال العام الماضي نموذجين من ساعتها الذكية المسماة "Apple Watch" هما Series 2 وSeries 1، وبشكل يتماشى مع تلك النماذج فإن الشائعات تشير إلى إمكانية قيام الشركة هذا العام بكشف عن النموذج الجديد الذي قد يحمل اسم "Series 3" من ساعتها الذكية "Apple Watch"، والتي يفترض أن تعمل بواسطة النسخة الجديدة من نظامها لتشغيل الأجهزة المحمولة "WatchOS 4"، الذي استعرضته الشركة في شهر يونيو/حزيران الماضي.
وتشير المعلومات إلى أن النموذج الجديد من الساعة قد يحصل على إمكانيات الاتصال الخلوية "أل تي أي" (LTE)، مما يلغي الحاجة إلى عملية ربط الساعة بهاتف آيفون للحصول على إمكانية الاتصال، كما تعطي هذه الخطوة الساعة الذكية مستوى جديدا من قابلية وسهولة الاستعمال، والتي قد تتعزز من خلال عمر بطارية أطول، وترددت معلومات عن إمكانية حصول النموذج الجديد على تصميم محدث بالكامل، طرحت شركة آبل خلال مؤتمرها السنوي للمطورين "WWDC 2017" الذي انعقد في وقت سابق من شهر يونيو/حزيران الماضي جهازها المنزلي الصوتي الذكي المسمى "HomePod" البالغ سعره حوالي 350 دولارًا أميركيًا، بحيث يعمل هذا الجهاز بواسطة مساعدها الصوتي سيري (Siri، والذي يفترض أن يصل إلى رفوف المتاجر بحلول شهر ديسمبر/كانون الأول المقبل، بينما امتنعت الشركة وقتها توفير جميع المعلومات عن الجهاز، ويتوقع أن تقوم آبل في مؤتمرها الحالي بتوفير المزيد من التفاصيل عن الجهاز من ناحية البرمجيات والعتاد، كما يفترض أن تؤكد الشركة المعلومات التي تسربت من خلال برنامج التشغيل الأساسي للجهاز، والتي تسربت عن غير قصد من قبل شركة آبل نفسها، حيث تشمل تلك التفاصيل وجود نوع من الشاشة المصفوفة ونسخة كاملة من نظامها التشغيلي آي أو أس(iOS).
الرئيس التنفيذي للشركة تيم كوك عمد في يونيو/حزيران الماضي إلى الكشف عن أن منصة التلفزيون "Apple TV" سوف تحصل على خدمة"Amazon Prime video" في الخريف، وهي خدمة بث وتحميل الأفلام الشعبية والبرامج التلفزيونية بما في ذلك البرامج الحصرية لشركة أمازون، وأضاف أن هناك المزيد من الأخبار المتعلقة بالمنصة سوف يتم الإعلان عنها لاحقاً، وتشير التوقعات، بالنظر إلى مرور عامين منذ قيام آبل بتحديث منصة "Apple TV"، إلى حلول موعد حصول منصة التلفزيون على تحديث تبعاً وفق التغييرات الكبيرة التي حصلت في سوق وسائل الإعلام والبث الرقمية، حيث تشير التقارير إلى وجود نسخة جديدة من منصة "Apple TV" يجري العمل عليها، والتي قد تشمل معالجا جديدا قادرا على بث الفيديوهات بدقة 4Kالعالية الجودة، مع التوافق مع ميزة "أتش دي آر" (HDR).
جدير بالذكر أنه استطاعت شركة سامسونغ الكورية الجنوبية أن تتصدر مشهد مبيعات الهواتف الذكية النقالة، عالميًا وتغلب منافستها شركة آبل الأميركية، وحلت شركة سامسونغ في المرتبة الأولى، متغلبة على آبل، لكن آبل لم تهبط وتكون في المركز الثاني ، بل جاءت في المركز الثالث إذ تغلبت شركة "هواوي" الصينية على منافستها آبل في ترتيب الشركات المصنعة للهواتف الذكية من حيث المبيعات، وللمرة الأولى، تراجعت آبل إلى المركز الثالث وصعدت هواوي للمركز الثاني، وحسب إحصاءات شركة "كاونتربوينت ريسيرش" فإن الحصة السوقية لشركة هواوي تجاوزت حصة منافستها آبل في شهري حزيران ويوليو/تموز الماضيين، ويتوقع أن يكون تبادل المراكز بين آبل وهواوي مؤقتا، حيث من المرجح أن تستعيد آبل مركزها بعد الكشف عن أحدث مجموعة من هواتف آيفون خلال الأيام القادمة، لتضرب شركة آبل من جديد وتتصدر ترتيب المبيعات العالمية مرة أخرى.
أرسل تعليقك