القدس-فلسطين اليوم
يقضي رواد الفضاء شهرًا كاملًا، في عزلة على كوكب محاكي للكوكب الأحمر في صحراء ظفار في عُمان للمساعدة في إعداد الإنسانية لمهمة مستقبلية إلى المريخ، وباستخدام طائرة بدون طيار، وطائرات روبوتية، ودفيئة قابلة للنفخ، سيجري رواد الفضاء 19 تجربة في منطقة البارون، والتي تم اختيارها من أجل تشابهها مع المريخ، وتُرى صحراء ظفار من الفضاء بأنها منبسطة وممتدة باللون البني وعدد قليل من الحيوانات أو النباتات التي تستطيع البقاء على قيد الحياة تحت درجات الحرارة التي يمكن أن تصل أعلى من 125 درجة فهرنهايت، أو 51 درجة مئوية، على الحافة الشرقية من الكثبان التي لا نهاية لها على ما يبدو توجد قاعدة عُمان المريخية وهو 2.4 طن من المساكن الضخمة القابلة للنفخ تحيط بها حاويات الشحن التي تحولت إلى المختبرات ومساكن الطاقم.
واختارها أكثر من 200 عالم من 25 دولة موقعهم لتكنولوجيا الاختبار الميداني لبعثة مأهولة إلى الكوكب الأحمر الذي تأمل ناسا في تحقيقه بحلول 2030، إن صحراء ظفار، وهي أكبر محافظة في سلطنة عُمان، لها تشابه مع العديد من سمات سطح المريخ المختلفة، مثل البنية الرسوبية، يقدم موقع الاختبار مجموعة واسعة من الأسطح الرملية والصخرية جنبا إلى جنب مع تباين واسع في الميل، وستستمر التجربة حتى 28 شباط / فبراير.
وتتجه مشاريع مشتركة بين القطاعين العام والخاص نحو المريخ كما أعلن الرئيس السابق باراك أوباما ومؤسس شركة سبيس اكس إلون موسك أن البشر سيمشون على الكوكب الأحمر في غضون بضعة عقود، وينضم متحدون جدد في الفضاء مثل الصين إلى الولايات المتحدة وروسيا مع هذا البرنامج الطموح للمريخ. وقد نشرت شركات الفضاء مثل بلوريجين مخططات القواعد المستقبلية والسفن و ملابس الفضاء، وقال رائد الفضاء التناظري كارتيك كومار أن الإطلاق الناجح لصاروخ سباس اكس فالكون الثقيل هذا الأسبوع يضعنا في عالم مختلف تماما لما يمكننا وضعه في الفضاء السحيق، وما يمكننا إرساله إلى المريخ، والخطوة التالية للمريخ، كما يقول، هي معالجة المشاكل غير الهندسية مثل الاستجابات الطبية الطارئة والعزلة، وقال الدكتور كومار "هذه هي الأشياء أعتقد أنه لا يمكن الاستهانة بها"، وبينما يتعلم رواد الفضاء مهارات قيمة في مجال الفضاء في محطة الفضاء الدولية - واستخدام الولايات المتحدة للواقع الافتراضي لتدريب العلماء - فإن معظم العمل للتحضير للرحلات بين الكواكب يجري على الأرض.
ويشبه سطح الصحراء المريخ كثيرا، فمن الصعب معرفة الفرق، كما قال الدكتور كومار، "لكن التشابه أعمق من ذلك: أنواع الجيومرفولوجية، وجميع التراكيب، والقباب الملحية، وأحواض الأنهار، والأودية، فإنه يوازي الكثير مما نراه على المريخ"، وعرضت الحكومة العمانية استضافة محاكاة المريخ المقبلة لمنتدى الفضاء النمساوي خلال اجتماع لجنة الأمم المتحدة المعنية باستخدام الفضاء الخارجي في الأغراض السلمية.
وأكّد قائد محاكاة المريخ العمانية والمتمرس في 11 بعثة علمية على الأرض، جيرنوت غرويمر، أنّ "المنتدى يلقي قبولا بسرعة"، وتسمى بدلة الفضاء المتطورة، التي تزن حوالي 50 كيلوغراما، "سفينة الفضاء الشخصية" لأن المرء يستطيع أن يتنفس ويأكل ويجري علوم صعبه داخلها، ويعرض قناع البدلة الخرائط والاتصالات وبيانات الاستشعار، ويمكن استخدام قطعة زرقاء من المطاط الأزرق أمام الذقن لمسح الأنف والفم.
أرسل تعليقك