رام الله - فلسطين اليوم
الحب والكرامة قيمتان إختلف عليهما الجميع رجالا ونساء، وخصوصا النساء، فمنهن من يرى أن لا كرامة مع الحب، ومنهن من يرفض ذلك، ولكل فئة مبرراتها في ذلك، فالأولى ترى أن الكرامة تختفي بعمق حب الحبيب، وتذوب في عشقه، ولا مكان لها في قلب الأنثى وعقلها ما دام الحب قد سيطر عليها، وكبلها بقيوده القوية التي يصعب تحريرها منها.
ولكني أرى أن لا حياة للحب بدون كرامة، فمن يحب حقا سيحافظ على كرامة حبيبه، وسيحارب من أجله، حتى لا يكسره أمر ما، سواء أن صدر هذا الأمر منه أو من آخرين، فكيف لحبيب أن يقبل بإنكسار حبيبه، وجرح كبريائه؟
فالحب خالد ما بقيت الكرامة محفوظة، وغير مهانة، فكيف نحب ونقدر ونشارك أحباءنا السراء والضراء، ونعطي لهم كل ما لدينا من حب ومشاعر وإخلاص، وإحتواء، ثم يجرحوننا جروحا عميقة يصعب مداوتها، وبعدها يقولون لا كرامة في الحب!
إن القبول بهدر الكرامة مقابل الحب يعني الموت حقا، فما الإنسان إلا كرامة ومجموعة من المشاعر والأحاسيس، إذا أهدرت، كأنه قد حكم عليه بالإعدام، فكيف تجتمع المهانة والكرامة، العطاء والأنانية، الإحترام وقلة التقدير، الإهتمام والإهمال، وكيف تقابل كل صفة من هذه الصفات بمضادها من الطرف الآخر، ويطالب الشريك بالصمت، فلا كرامة في الحب!.
عفوا رجال العالم، فكما تحرصون على كرامتكم، فالمرأة كذلك قد تذبح قلبها بيديها في سبيل الحفاظ على كرامتها، وكبريائها.. فهل تقبل أن تتعمد إمرأتك أو زوجتك جرح كرامتك وهتك كبريائك ثم تقول لك لا كرامة في الحب، وهل ترضى بأن لا تحترمك ولا تقدرك معللة ذلك لكون الحب والكرامة شيء واحد.
ثمة أمر واحد قد يجعل الكرامة تذوب في الحب والعشق وتجعل الحبيبين قانعين بذلك ألا وهو الحب الحقيقي الذي لا يهمل كرامة الحبيبين، بل يحافظ عليها، قد تكون هناك تنازلات ولكنها أمور عادية قد تتغاضى عنها المرأة لأنها تعلم بقدرها عند رجلها، ولأنها لم تمس كبرياءها ولم تهن كرامتها، فالإنسان يعيش حزيناً وبائساً بجرح كرامته أما الحب فهو يسعد الإنسان ويسره ويجعله في قمة السعادة فكيف يلتقيان؟ وكيف يسعد بحبه ويتفانى فيه وهو مكسور الخاطر، مجروح الكبرياء.
فبقدر الحفاظ على الكرامة بين المحبين بقدر ما سيعيش الحب أبهى لحظاته.
أرسل تعليقك