رام الله - فلسطين اليوم
كثيراً ما نجد نساء ناجحات خائفات من فكرة الإرتباط والحب والزواج، مهما رقت قلوبهن للحب ومشاركة الحياة مع شريك آخر، فقد يكون نجاحهن هو السبب في تلك المخاوف، لأن المرأة الناجحة إجتهدت وتفوقت وتحملت الكثير والكثير إلى أن وصلت إلى مكانة عالية ومرموقة وليس من السهل جدا أن تقبل فكرة أن يعترض نجاحها أحد حتى لو كان زوجها.
ويأتي الخوف أيضا من صميم واقع هام وهو أنه لا ضمان أبدا في العلاقات بمختلف أنواعها، وأنه من المستحيل أن يضمن زوج وزوجة الحياة بنفس الشغف واللهفة معا لآخر العمر، فالمتغيرات كثيرة حتى أن القلوب قد تتغير بين آن وآخر، فالحب في نظر المرأة الناجحة قوية الشخصية مغامرة كبيرة قد تفكر فيها آلاف المرات قبل أن تقرر أن تفتح الأبواب لمن يدق قلبها له.
إحتياج المرأة والرجل لبعضهما البعض فطرة
إن نجاح المرأة في حياتها العملية وحياتها الخاصة ليس دافعا لها بأن ترفض إحتياجها إلى الرجل، كما أنه لا يعتبر مبررا لها لقتل مشاعرها وميلها إليه، فلو كان إحتياج الشريك إلى شريكه ضعفا، فكيف تقبل طبيعة الرجل ذلك، ولو كان إحتياج المرأة إلى الرجل، وإحتياج الرجل إليها ضعفا فما الحكمة من خلق آدم لحواء لتأنسه وتظل بجوراه، فالرجل بحاجة إلى المرأة والمرأة بحاجة له.
الحب ليس ضعفا
تعتقد بعض النساء اللاتي يتمتعن بقوة شخصية وذات مستقلة أن الحب سيزج بهم في طريق مظلم سيخسرن فيه ما وصلن إليه من قوة وإستقلال ونجاح، وهذا الإعتقاد خاطئ فقد يكون الحب مكملا لنجاح المرأة ومؤنسا لها ومحققا لها الهدوء والإستقرار في الحياة، فالحب لا يخزلنا أبدا لو أننا راعيناه وإنتبهنا له، فكم من زيجات ناجحة لسيدات تقلدن مناصب عليا ومتزوجات ولديهن أسر سعيدة تسود فيها المحبة والألفة والدعم والإستقرار.
أبدا لن تكوني أمينة
يسيطر نموذج "أمينة زوجة سي السيد" على أغلب النساء وخصوصا تلك المرأة الناجحة التي لن ولم تقبل بأن تكون في آخر الأمر وبعد كل ما وصلت إليه نسخة من أمينة، ولكن هل يجب أن تخاف المرأة الناجحة من أن تصبح كذلك؟
قطعا لا يجب عليها الخوف من ذلك، لأنها وببساطة تختلف في كل شيء عن هذا النموذج الذي جسد على شاشات التلفزيون وطبقه البعض في الواقع وعلى مسرح الحياة، ولأنها إمرأة قوية الشخصية لديها إستقلالية وتستطيع المضي في الحياة بقراراتها وإختياراتها هي، أما أمينة فكانت ضعيفة جدا تحتاج إلى الرجل ليضمن لها الحياة وليرضى عنها لتظل تحت رعايته وظله كما يقولون، والرجل عندما يقوى ويحتد في طباعه مع المرأة التي تزوج بها، يكون متفهما لطبيعتها وشخصيتها ودارسا جيدا لنقاط ضعفها، ويعلم جيدا أنها لن تستطيع أن تتحرك خطوة واحدة بدونه لحاجتها إليه، وللأسف فإن هذا النموذج يتعرض لضغوط كبيرة جدا من الرجل المستبد مثال سي السيد لأنه يعلم أن المرأة ستقبل منه أي شيء ضمانا لحياتها معه ولحاجته إليه بسبب ضعفها وقلة حيلتها.
ولهذا السبب يخشى بعض الرجال أمثال هذه النوعية الإرتباط بإمرأة ناجحة ومستقلة تتسلح جيدا ضد غدر الرجل، لأنها ليست من النوع الذي سيقبل بأن تفنى شخصيته من أجل الحب والزواج ، ولأنه يعلم جيدا عدم حاجتها إليه، أما الرجل الواثق من نفسه فهو الذي سيفضل الإرتباط بإمرأة ناجحة لها شخصية بل وسيحترمها ويدعمها، فلا تغلقي أبواب قلبك عزيزتي المرأة الناجحة المستقلة أمام الحب والإرتباط والزواج، فشتان بين هذا وذاك.
لا داعي للخوف من الحب
لا تخافي عزيزتي من الحب، فالحب جميل تشتاق نفسك إليه وتحن روحك إلى تلك المشاعر الدافئة، ربما أخذتك الطموح والآمال والأحلام بعيدا عنه، ولكنك ستجدينه في يوما ما وستسعدين به، بل بالعكس فقد تكون علاقتك ناجحة أكثر من أي إمرأة أخرى لأن المرأة قوية الشخصية الناجحة تتمتع بحكمة بالغة عند القرار والإختيار، هي إمرأة صامدة تكره الفشل، عاشقة للتحدي، كما أن أهم شيء يضمن نجاح العلاقة بين الرجل والمرأة هو دقة الإختيار والتأكد من توافر المقومات اللازمة لهذا الحب.. فأكملي مسيرة نجاحك بإختيار من يضيف إليك ويشجعك، ومن يحب شخصيتك الناجحة القوية ويحترمها.
أرسل تعليقك