القاهرة ـ فلسطين اليوم
أصبحت فكرة الزواج في سنّ مبكرة شبه معدومة، في مجتمعاتنا العربيّة، ونرى العديد من الشابات والشبان عازفين عن الزواج لأسبابٍ عديدة لن يتسع المجال لذكرها الآن. وإذا تزوّجوا، فليس قبل سن الثلاثين وما فوق، حتى أنّ الثنائي الذي يتزوّج في العشرينيات يُعتبر قد ارتبط في سن مبكّرة، مقارنةً بالماضي، حين كان الزواج تحت سن التاسعة عشرة يحمل هذه الصّفة. وإذا نظرنا إلى الزواج المبكر بين المراهقين، فما هو تقييمنا له بنظرة عصريّة، وما هي سلبياته وإيجابياته على المرأة؟
بعض النظريات لعلماء الاجتماع وخبراء الأسرة ترى أن من سلبيات الزواج المبكر أنّ الفتاة "العروس" تكون غير ناضجة بما يكفي لتحمّل الواجبات والمسؤوليات المتوقعة منها كزوجة وربّة منزل، وهذا قد يصيبها ببعض الأمراض النفسية، كالتوتّر، القلق، الأرق والعصبيّة، فينعكس سلباً على علاقتها بزوجها وأولادها وكل مَن حولها. كما يكون جسم الزوجة الصغيرة غير مكتمل، ما يؤدي إلى تعرّضها لمشاكل صحيّة يمكن أن تتفاقم بعد بضعة أشهر من الزواج. كما أن الفتاة الأصغر سناً تنظر إلى زوجها بخجل وخوف، أو حتى بنظرة أبويّة، إذا كان أكبر منها بكثير، فتصبح دائمة الخضوع له، وذات شخصية منكسرة وضعيفة. كما أنّ مصير نسبة كبيرة من هذه الزيجات هو الفشل الذي لا يتمثّل بالانفصال دائماً، بل يمكن أن تبقى المرأة تعيسة طوال عمرها مع رجل تشعر بالندم لارتباطها به. وقد لا يتسنّى للمرأة المتزوجة في سنوات المراهقة أن تكمل تعليمها- إلاّ في بعض الاستثناءات- فلا تستطيع تحقيق طموحها المهني، ولا مساندة زوجها بالعمل إذا تعثّر مادياً.
أما بالنسبة إلى إيجابيات زواج المرأة في سن مبكّرة فقليلة، لكنّها هامّة جداً، ومنها أنّها تصبح صديقةً لأولادها، بسبب فارق السن البسيط بينها وبينهم، كما تكون جدّة صغيرة السن، بإمكانها مساعدة ابنتها أو ابنها في تربية أحفادها واللعب معهم بسعادة. ومن الإيجابيات أيضاً أنّها تنضج بسرعة بسبب المسؤوليات الملقاة على عاتقها، فتكتسب شخصيّة قويّة وخبرة كبيرة في الحياة وهي لا تزال صغيرة السن، هذا إذا كان زوجها يساندها، أو على الأقل لا يقف عقبة في طريقها، ويعطيها الثقة الكاملة لقيادة دفة البيت في غيابه.
أرسل تعليقك