أصغر أسيرة فلسطينيّة تسلّط الضوء على معاناة الأطفال مع الاحتلال
آخر تحديث GMT 12:38:00
 فلسطين اليوم -

أعربت عن سعادتها بالحرّية وأبدت اقتناعها بأن العلم سلاحها

أصغر أسيرة فلسطينيّة تسلّط الضوء على معاناة الأطفال مع الاحتلال

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - أصغر أسيرة فلسطينيّة تسلّط الضوء على معاناة الأطفال مع الاحتلال

الطفلة الفلسطينيّة ملاك الخطيب
رام الله ـناصر الأسعد

تستعيد الطفلة الفلسطينيّة ملاك الخطيب (14 عامًا)، حياتها الأولى، بعدما أجبرت على التعامل مع واقع أكبر من عمرها، إذ قضت 45 يومًا في السجون الإسرائيلية، كأصغر أسيرة اعتقلها إسرائيل طيلة فترة احتلالها للأراضي الفلسطينية، وأفرج عنها الجمعة الماضي.

وبدأت الصغيرة تنام وقتًا أطول في الصباح، بعدما تعودت أن تستيقظ مبكرًا كل يوم كي تخضع لفحص العدد الأمني، وتتناول أي طعام تتمناه، تدرس وقتما تشاء، وتلعب وقتما تشاء، وترد الصباحات على والدها ووالدتها وأشقائها. لكنها كبرت كثيرًا في شهرين، أسرع مما أراد لها أهلها ذلك.

وتحولت ملاك إلى "نجمة"، وهي تقابل يوميًا المئات من المهنئين، وعشرات الصحافيين وبعض المسؤولين، الذين يخوضون معها عادة نقاشات في السياسة وظروف الاعتقال وحالة الأسرى الذين خلفتهم وراءها، وكيف عاشت أقسى الساعات في حياتها، فيما يحول لها والدها بين الفينة والأخرى هاتفًا جديدًا من أحد المهتمين.

وتمكنت ملاك، الأحد، من زيارة مدرستها في بلدة بتين القريبة من رام الله، حيث عانقت المعلمات وصديقاتها، مثل ضيفة كبيرة، كانت تلاحقها الكاميرات خطوة بخطوة.

وأعربت ملاك، في تصريح صحافي،  عن سعادتها بالعودة إلى أهلها، ومدرستها وصديقاتها، بعد 45 يومًا من الاعتقال. وتذكرت يومها الأخير في المدرسة قبل الاعتقال، إذ فاجأها جنود إسرائيليون، على الطريق، يوم 31 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، بعد نهاية يوم دراسي طويل، وهم يعتقلونها بالقوة بتهم إلقاء الحجارة.

وأكّدت ملاك "لقد اختطفوني بالقوة. ضربوني وحولوني إلى التحقيق، بتهمة إلقاء الحجارة.. وهي تهمة غير صحيحة".

وروت ملاك كيف أنّ 4 جنود إسرائيليين حاصروها وألقوها أرضًا، ثم قيدوها بالقوة وألقوا بها في سيارة عسكرية، نقلتها إلى مركز تحقيق "بنيامين"، حيث خضعت لاستجواب قاس، استمر أكثر من ساعتين، ومن هناك إلى سجن "هشارون" النسائي، قرب تل أبيب. وأضافت "لا أعرف كيف أصف الاحتلال لكن أقول فقط: الله على الظالم".

وأردفت "لقد عرفت معنى المعاناة، جربت الإهانة والبرد والقلق لكنني لم أخف منهم، كنت فقط حزينة على أهلي وصديقاتي، وكنت خائفة ألا أراهم مرة أخرى".

وأشارت ملاك، إلى أنها ورفيقاتها كن يعانين من نقص الطعام، والإهمال الطبي وانعدام الرعاية الصحية، والحرمان من زيارة الأهالي. وأضافت "لقد عاملوني كأني كبيرة.. مثل كل الأسيرات". وتابعت "لم يراعوا أبدًا أني ما زلت طفلة".

وتتذكر ملاك كل كبيرة وصغيرة في السجن، وكيف أنها لم تصدق نفسها وهي تنظر إلى الفضاء الواسع بعد الإفراج عنها.

وتستعد ملاك الآن للانتظام في دراستها من جديد وتعويض ما فاتها من دروس.

وقررت ملاك أن تلتحق بمدرستها مجددًا، الأحد المقبل بحسب اتفاق مع مديرية التربية والتعليم. وأكّدت ملاك أنها "بعد تجربة السجن قررت أن تدرس الحقوق لتدافع عن جميع الأسرى والأسيرات وتقف في وجه الاحتلال".

وتمنت ملاك على كل الأطفال من عمرها أن يهتموا أكثر بالتعليم. وأضافت "أقول لأصدقائي بأن التعليم هو سلاحنا لمواجهة الظلمة".

يذكر أنه، لأسابيع تنقلت ملاك من السجن إلى محكمة إسرائيلية قبل أن تحكم عليها بالسجن شهرين، مع غرامة مالية قدرها 1500 دولار، وشاهدت في الطريق كيف يضرب الجنود أطفالاً أسرى آخرين، وظل ذلك عالقًا في ذهنها. وقالت ملاك بأنها تتمنى للأطفال الذين شاهدتهم الآن الحرية مثلما نالتها هي.

وسلطت حادثة ملاك الضوء أكثر على ملف الأسرى الأطفال في السجون الإسرائيلية.

وأكّد رئيس هيئة الأسرى الفلسطينيين عيسى قراقع أنَّ "إسرائيل اعتقلت، منذ عام 2000، أكثر من 10 آلاف طفل فلسطيني"، داعيًا إلى "رفع جميع قضايا الأسرى أمام المحاكم الدولية".

ويعاني الأطفال الفلسطينيون الأسرى في السجون والمعتقلات الإسرائيلية من ظروف احتجاز قاسية وغير إنسانية، تفتقر للحد الأدنى من المعايير الدولية لحقوق الأطفال وحقوق الأسرى.

وتستند إسرائيل إلى نظام قضائي خاص، وأوامر عسكرية من بينها الأمر العسكري رقم 132، الذي يعتبر كل من يتجاوز 16 عامًا، شخصًا ناضجًا، والأمر العسكري رقم 1500 الذي يجيز اعتقال أي مواطن فلسطيني، بصرف النظر عن عمره، لمدة 18 يومًا، دون عرضه على محكمة، ودون السماح له بمقابلة محاميه.

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أصغر أسيرة فلسطينيّة تسلّط الضوء على معاناة الأطفال مع الاحتلال أصغر أسيرة فلسطينيّة تسلّط الضوء على معاناة الأطفال مع الاحتلال



GMT 06:11 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

بيلوسي تحذر من مخاطر وفاة ترامب أثناء فترة رئاسته
 فلسطين اليوم -

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 01:45 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 05:59 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

تصوير دينا الشربيني وعمرو دياب خلسة بحضور أحمد أبو هشيمة

GMT 15:41 2017 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

أسعار الفضة تشهد تحركات ضعيفة وتحقّق 16.81 دولارًا للأونصة

GMT 04:37 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقع التواصل تُزيد من مخاطر التنمر الإلكتروني بين الأطفال

GMT 05:40 2016 السبت ,17 كانون الأول / ديسمبر

الفنان مروان خوري يوضح سر عدم زواجه

GMT 02:05 2019 السبت ,23 شباط / فبراير

هاري وميغان في زيارة إلى المغرب تستغرق 3 أيام

GMT 15:22 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

أسرار إعادة الحب والسعادة والمودة إلى الحياة الزوجية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday