رفضت المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل الخميس، دعوة لتغيير موقفها بشأن الترحيب باللاجئين الى ألمانيا، وذلك بعد حدوث سلسلة من الهجمات الارهابية في البلاد. وقالت ميركل، التي قطعت عطلتها الصيفية من أجل التحدث الى وسائل الإعلام في برلين، إن الاعتداءات الأربعة التي حدثت في غضون اسبوع "صادمة، قمعية ومحبطة" لكنها ليست دليلًا على فقدان السلطات للسيطرة.
واعتبرت الزعيمة الألمانية خلال مؤتمر صحفي.
أن "المهاجمين يريدون إضعاف إحساسنا بالانتماء للمجتمع، بالاضافة الى رغبتنا في مساعدة المحتاجين".
و"نحن نرفض هذا بشدة"، مضيفة "مازلت مقتنعة أننا يمكننا ان نفعل ذلك، وهذا واجبنا التاريخي وهذا هو التحدي التاريخي في زمن العولمة".
وجاء حديث ميركل بعد حدوث اربع هجمات في المانيا ادت الى مقتل 13 شخصاً، من بينهم ثلاثة من المهاجمين، وإصابة العشرات بجروح.
وكان ثلاثة من المهاجمين الأربعة من طالبي اللجوء، كما ان اثنين من المهاجمين تابعون لتنظيم "داعش".
وقالت ميركل انها لن تسمح للجهاديين، بعد سلسلة من الهجمات القاتلة في فرنسا وبلجيكا وتركيا والولايات المتحدة الأميركية، بمنع حكومتها من الاسترشاد بالعقل والرحمة، على الرغم من عدم الارتياح الكبير الذي سببه تلك الهجمات، فإن الخوف لا يمكن أن يكون مرجعاً للقرارات السياسية ".
وأشارت الى أنه "لا يمكن أن نسمح بتدمير طريقتنا في الحياة ".معتبرة أن الأشخاص الذين قاموا بتنفيذ الهجوم قد قاموا بخداع المانيا من أجل أن تسمح لهم بدخول البلاد. كما تعهدت ميركل بأن تتمسك ألمانيا بمبادئها ومساعدة أولئك الذين يستحقون ذلك. وقالت "إن الإرهابيين يريدون أن يجعلونا نغفل عما هو مهم بالنسبة لنا، وإضعاف انتمائنا للمجتمع، انفتاحنا ورغبتنا تحتم علينا مساعدة الاشخاص المحتاجون، إنهم يرون الكراهية والخوف بين الثقافات والأديان. نحن نقف بحزم ضد ذلك."
وتعهدت ميركل بفعل كل شيء من أجل منع "الأعمال الوحشية" ومعرفة من يقف وراءها وتقديمهم للعدالة. كما أعلنت أن ألمانيا لا تدين فقط للضحايا والأقارب وغيرهم من الألمان، ولكنها أيضا تدين للاجئين الآخرين.
وكان وزير الداخلية في بافاريا، يواخيم هيرمان قد صرح يوم الخميس الى مجموعة من الصحفيين أن يوم ميلاد مطلق النار في ميونيخ والذي قتل تسعة يوافق يوم مولد أدولف هتلر، 20 ابريل/نيسان. واضاف هيرمان ان تاريخ الهجوم الذي قام به الالماني الإيراني البالغ من العمر 18 عاماً يوافق نفس تاريخ الهجوم الذي قام فيه النرويجي أندرس بهرنغ بريفيك بقتل 77 شخصاً قبل خمس سنوات،في 22 يوليو/تموز.
وقال هيرمان أنه على الرغم من هذا، كان هناك ما يشير إلى أن الجاني في ميونيخ كان ضالعاً في الحركات اليمينية. وتحدث أيضا عن طالب اللجوء السوري الذي قام بتفجير نفسه خارج حانة في جنوب ألمانيا، قائلاً ان الانتحاري كان يتحدث عبر الإنترنت قبل وقت قصير من الهجوم مع شخص من الشرق الأوسط.
واشار هيرمان الى أن الشخص الغامض كان يتحدث مع دليل ليعلم ان كان معه متفجرات، كما انه عندما قال له دليل أن هناك حراس أمن بالقرب من المهرجان، نصحه الشخص الغير معروف هويته بضرورة ايجاد طريقة ما للدخول. واضاف أن ولايته ستقوم بتوظيف 2000 شرطي إضافي حتى عام 2020، بالاضافة لتحسين معدات الشرطة وانشاء مكاتب جديدة لمكافحة التطرف الإسلامي والجرائم الإلكترونية.
كما دعا ايضا الى ضرورة التحقق من طالبي اللجوء من أجل ترحيل طالبي اللجوء المجرمون بسهولة. ثلاثة من الهجمات الأربعة تم ارتكابها بواسطة طالبي اللجوء.
أما وزير العدل في بافاريا، فينفريد باوسباك فقال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع هيرمان: "إن خطر الإرهاب السلفي قد وصل أوروبا، ألمانيا وأيضا الى بافاريا". وفي الوقت نفسه، دعت وزيرة الهجرة والسكان، أيدن اوغوز المساجد في جميع أنحاء البلاد أن تكون أكثر نشاطاً عندما يتعلق الأمر بمنع التطرف بين الشباب المسلم.
وقالت اوغوز في مقابلة صحفية "نحن بحاجة الى أن تقوم المساجد بدور أكثر مسؤولية عندما يتعلق الأمر بمنع انتشار التطرف لدي الشباب".
وجاءت دعوة اوغوز ضد التطرف الإسلامي بعد وقوع أربع هجمات عنيفة هزت البلاد مؤخرا. اشارة الى أنه ليلة الأربعاء، داهمت الشرطة الالمانية مسجداً يعتقد أنه قد يكون ملتقى للمتطرفين الإسلاميين في مدينة هيلدسهايم.
أرسل تعليقك