هزمّتُ السرطان و أسستُ أمل لمساعدّةِ مرضاه
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

المغربيّة بهيجة كويمي لـ"العرب اليوم":

هزمّتُ السرطان و أسستُ "أمل" لمساعدّةِ مرضاه

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - هزمّتُ السرطان و أسستُ "أمل" لمساعدّةِ مرضاه

مراكش_ثورية ايشرم

تُعتبّر  رئيسة جمعية "أمل" المغربية لمرضى اللوكيميا بهيجة كويمي نموذجًا فريدًا لامرأة التعليم الفاعلة في مجتمعها والمتحدية للعقبات، فيما قالت في حديث إلى "العرب اليوم" مستعرضة تجربتها مع مرض السرطان   " إن  أي تأسيس لأي مؤسسة أو جمعية  ينطلق من فكرة، أو من واقعة أو قصة مُعاشة، إما بشكل شخصي مباشر، أو يعيشها الإنسان مع أحد الأشخاص، وفكرة تأسيس جمعية أمل لمرضى سرطان الدم وراءها  قصتي أنا شخصيًا مع هذا المرض، الذي أصابني سنة 2002 وكنت حينها حبلى بابني الثاني". وأضافت "الأكيد أن أي إنسان عندما يعلم أنه مريض بالسرطان ، خاصة أن ذاكرتنا كمغاربة تربط الإصابة بالسرطان مباشرة بالموت وبنهاية الشّخص المصاب، وأنا أيضا عشت هذا الإحساس منذ الوهلة الأولى التي اكتشفت فيها أني مريضة بسرطان الدم، وعاشت معي العائلة كلها والمقربون تلك المحنة  فكلمة "سرطان" لها وقع خطير على نفسية أي إنسان، كيفما كان نوعه، وينظر إليه الجميع على أنه مرض لا علاج له ومصير حامله هو الموت المحقق، وقد يصل الأمر في بعض الحالات إلى حد طلب السماح من هذا المريض وتوديعه." كما اشارت بهيجة كويمي" لا يمكنني أن أنكر أني عشت هذا الإحساس ومررت منه، لكنّ رعاية الله كانت معي، وبفضله سبحانه، وبفضل وقوف الجميع إلى جانبي: زوجي، أسرتي، تلاميذي وأصدقائي تمكنت من تجاوز محنتي ، فبعد أن فارق النوم عيني لأيام لجأت، في نهاية المطاف إلى الله، وقصدت المسجد ورفعت أكفّ الضراعة إلى الله بالدعاء، وانطلقت في رحلة الكتابة التي كنت قد وضعتها جانبا والتي رجعت اليها، طيلة مدة مكوثي في المستشفى من أجل تتبع حصص العلاج، قضيت مدة 42 يوما في المستشفى، وستة أشهر من العلاج، والحمد لله تحسنت الأمور، فراودتني فكرة التغلب على المرض وتحديه، وعدت إلى عملي بكل نشاط، وانطلقت في رحلة البحث لسير أغوار هذا المرض وقررت تحدّيه ورفعِ شعار التفاؤل، إلى درجة أنّ تلاميذي وكل من حولي باتوا يتساءلون عن سرّ نشاطي وابتسامتي وتفاؤلي، رغم محنة المرض، هنا بدأت رحلة قلب الحروف وحوّلتُ ألم إلى أمل عكستُ محنة فجعلتـُها منحة من الله، عز وجل، أراد أن يمتحنني من خلالها، ويُدخلني عالم خدمة الناس من هذا الجانب،  وهكذا جاءت فكرة تأسيس جمعية "أمل" لمرضى سرطان الدم سنة 2011، التي تضمّ أعضاء من المصابين وأهاليهم. ولفتت بهيجة إلى نوع الخدمات التي تقدمها الجمعية حيث قالت إن" الركيزة الأساسية لعمل جمعية "أمل" لمرضى سرطان الدم هي تنظيم الأيام التحسيسية، أولا للتحسيس بخطورة هذا المرض، بشكل عامّ، ونشر الوعي الصّحي لدى المواطنين وسبل الوقاية من الإصابة بمرض السرطان، باعتبار أن المعلومة تصل بشكل صحيح  من مُصابين يعلمون خبايا المرض، وذلك باعتماد البحث المتواصل في المجال،  كما ننظم أياما دراسية يحضرها أطباء ومتخصصون، وننظمها في مراكش وخارجها، وحتى خارج المغرب،  كما ننظم يوما تحسيسيا سنويا، بتاريخ 22 سبتمبر، و اختيارنا للشهر التاسع لم يأتي عبثا، وإنما نتوخى من خلاله أولا تكرار اليوم التحسيسي الذي أقمناه اول مرة ، وثانيا فإن رقم 9 له دلالة لها علاقة بالمرض فالكروموزوم المسؤول عن هذا المرض هو كروموزوم فلاديلفيا الذي اكتشفه عالمان أمريكيان في مدينة فيلاديلفيا وأعطوه هذا الاسم، فالخلل الذي يقع بالجسم يتم في الكروموزوم 9 اما22  يتم فيهما كسر في الأرجل، فتتحطم أرجلهما، وتغير أمكنتها، يونتج عن ذلك مرض فيلاديلفيا، وهو المسؤول عن سرطان الدم، فتتبدى الكويرات البيضاء بشكل عشوائي، وتتحول إلى خلايا خبيثة وغير طبيعية. وننظم كذلك حملات للتبرع بالدم، لأن المصابين بسرطان الدم يحتجاون إلى كميات كبيرة من هذه المادة الحيوية، ولدينا شراكات في هذا الإطار مع جمعيات أخرى، ونـُقِيم حملات تحسيسية بأهمية إجراء التحاليل الطبية الاستباقية، لأنّ الغالبية العظمى، للأسف، لا تلجأ إلى إجراء التحاليل إلا بعد الشعور بالمرض أو عندما يرقد الواحد منهم على فراش المرض."  وأوضحت  "إن دورنا في جمعية "أمل" هو إقناع الناس باللجوء إلى مختبرات التحاليل لإجراء الفحوص القبلية، ونعتمد كذلك على المطويات التي نوزعها أينما حللنا وارتحلنا، تتضمن مجموعة من النصائح، والإرشادات الوقائية والتوجيهية للمرضى. كما نسعى من خلال الجمعية، إلى الدفاع عن حقوق المرضى في الحصول على الأدوية والظفر بالرعاية اللازمة، فالجمعية استطاعت  ان تغير الصورة النمطية بشأن مرض اللوكيميا في المغرب و بشأن مختلف أنواع السرطانات الأخرى كما انها قامت بالعديد من الانشطة التي ترسم البسمة في قلوب الصغار والكبار. وأضافت " هدفنا هو مساعدة المريض واخراجه من قفص المرض، و من هنا جاءت فكرة مشروع الثقافة والصحة التي شاركت فيها  جمعيات من المركز الاستشفائي محمد السادس بمراكش والتي تعمل كذلك بمجال الثقافة وبشراكة مع معهد بفرنسا، حيث نظموا اول ندوة دولية   تقام بالمغرب والتي احتضنت فعالياتها مدينة مراكش ، حول الثقافة والصحة  وذلك من اجل تغير فكرة ان المستشفى مرتبط بالعلاج والالم والادوية ومحاولة خلق جو ثقافي من خلال برامج ثقافية فنية كمسرحيات وايام دراسية ثقافية وغيرها من الامور التي تشعر المريض انه بجو غير الذي اعتاد عليه بالمستشفيات، واخدت الجمعية على عاتقها  تطبيق هذا المشروع الذي يعتبر في بدايته والذي نسعى إلى تطويره وتوسيعه بكل انحاء المملكة وذلك  لتحسيس المصاب انه عضو فاعل بالمجتمع  يحيي بكرامة ويموت بكرامة." واختتمت بهيجة كويمي بقولها "إن الإنسان سواء كان معافا أو مصابا، لا بد له أن يترك بصمته في الحياة، من خلال المجال الذي يعمل به فرسالتي في هذه الحياة تحسين وضعية التعليم، بجميع مكوناته، والعناية بالعاملين به، اضافة إلى هدفي الاساسي وهو ان تصل جمعية "امل لمرضى اللوكيميا "الى مكانة عالية حتى نستطيع ان نحارب هذا الداء الفتاك الذي ينتشر بشكر كبير بين فئات المجتمع ومحاولة الحد من الاصابة به وذلك عن طريق التحسيس بخطورته والكشف المبكر الذي نحث عليه دوما ،اضافة إلى توفير الادوية لكل مريض ،  لأنه لا شيء يحز في النفس ويجعلني اشعر بالاسى والالم اكثر من عدم توفر الادوية لشخص يعاني الاصابة بهذا المرض . واتمنى من الله ان اورث ابنائي مشعل هذا العمل ليقوموا به بعدي من اجل مساعدة المصاب وتوفير الدعم المعنوي اكثر من المادي . فالإنسان خلق في هذه الدنيا من اجل رسالة هادفة  يقوم بتبليغها على اكمل وجه، وانا اخدت على عاتق ان امد يدي لكل من يحتاجني حتى وان لم يطلب مني ذلك فانا جاهزة." يذكر أن بهيجة كويمي، من مواليد سبتمبر1970 في مدينة تازة، متزوجة وأم لثلاثة أولاد ، أستاذة بالتعليم الثانوي التأهيلي تدرس هندسة الاقتصاد والتسيير بالموازاة مع التعبير والتواصل بمدينة مراكش، حاصلة على شهادة تقني عالي،  و رئيسة جمعية "امل" لمرضى اللوكيميا، و تعتبر مراكش مسقط القلب وذلك لعشقها الكبير لهذه المدينة ولسكانها وتراثها .

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هزمّتُ السرطان و أسستُ أمل لمساعدّةِ مرضاه هزمّتُ السرطان و أسستُ أمل لمساعدّةِ مرضاه



GMT 06:11 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

بيلوسي تحذر من مخاطر وفاة ترامب أثناء فترة رئاسته
 فلسطين اليوم -

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday